صدق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على خطة وضعها المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا والتي تهدف إلى المضي قدماً في حل الأزمة السياسية في سورية من خلال إنشاء مجموعات عمل داخل سورية. وفي أول بيان من نوعه يتعامل فقط مع العملية السياسية في سورية، قال المجلس إنه يدعم نهج دي ميستورا المطالب بأن تتم معالجة القضايا «من خلال مشاورات ومناقشات أكثر تركيزاً مع الأطراف السورية من خلال أربع مجموعات عمل موضوعية». ويعتبر هذا البيان نموذجاً نادراً على اتفاق يجمع بين روسيا والولايات المتحدة اللتين تتمتعان بحق النقض «فيتو» فيما يتعلق بالشأن السوري. وعلى الرغم من ذلك أعلنت فنزويلا، وهي عضو غير دائم في مجلس الأمن، عن عدم موافقتها على الاتفاق.ارتفاع حصيلة القصف على دوما إلى 96... والأمم المتحدة تعرب عن «ذهولها»لافروف يرفض طرح تنحي الرئيس السوري كشرط مسبق موسكو - أ ف ب أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أمس الإثنين (17 أغسطس/ آب 2015) خلال لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن طرح تنحي الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق هو أمر «مرفوض بالنسبة إلى روسيا». وقال لافروف في مؤتمر صحافي «إذا كان بعض شركائنا يعتبرون أن من الضروري اتخاذ قرار مسبق أن على الرئيس (السوري) مغادرة منصبه مع نهاية المرحلة الانتقالية، فإن هذا الموقف مرفوض بالنسبة إلى روسيا». وكرر الوزير الروسي أن «مصير سورية يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، من دون تدخل خارجي أو أي نوع من المطالب المسبقة»، مذكراً بالخلاف بين موسكو من جهة والولايات المتحدة ودول عدة في المنطقة من جهة أخرى بشأن «مصير الرئيس الحالي والشرعي لسورية». من جهته، أكد ظريف أن «أي مساس بوحدة أراضي (سورية والعراق) وسيادتهما الوطنية واستقلالهما الوطني غير مقبول، وأي تدخل خارجي غير مقبول». وأضاف «في هذا المجال، لدينا موقف مشترك» مع روسيا. واتفاق جنيف الذي وقع في صيف 2012 بين دمشق والمعارضة السورية برعاية روسيا والولايات المتحدة يلحظ انتقالاً سياسياً في سورية، لكنه لم يطبق بسبب خلاف على مصير الأسد. وتدعو روسيا الداعمة للنظام السوري حالياً الى تحالف موسع يضم تركيا والعراق والسعودية إضافة إلى النظام السوري للتصدي لتنظيم «داعش» المتطرف في سورية. من جانب آخر، أعربت الامم المتحدة عن «ذهولها» جراء الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام السوري على مدينة دوما في ريف دمشق واصفة إياها بـ «غير المقبولة»، تزامناً مع ارتفاع حصيلة القتلى إلى نحو مئة شخص، في اعتداء يعد من بين الأكثر دموية منذ بدء النزاع العام 2011. وتعرضت مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، لسلسلة غارات جوية شنها الطيران الحربي التابع للنظام السوري الأحد واستهدفت سوقاً شعبياً مكتظة بالسكان، وذلك قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لهجوم بالسلاح الكيماوي استهدف المنطقة ذاتها في 21 أغسطس 2013 وأوقع مئات القتلى. وتزامنت الغارات على دوما مع وجود مدير العمليات الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين في دمشق في زيارة هي الأولى له منذ تسلمه مهامه في مايو/ أيار. وقال أوبراين خلال مؤتمر صحافي أمس (الإثنين) في دمشق «هالتني أخبار الضربات الجوية أمس على وجه الخصوص» والتي «تسببت في سقوط عشرات القتلى من المدنيين ومئات الجرحى في وسط منطقة دوما المحاصرة في دمشق». وأضاف «أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع»، مشدداً على أن الاعتداء على المدنيين «غير قانوني وغير مقبول ويجب أن يتوقف». وفي جنيف، وصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا القصف بأنه «كان مدمراً»، معتبراً أنه «من غير المقبول أن تقتل حكومة مواطنيها بغض النظر عن الظروف». وتعرضت مدينة دوما أمس (الإثنين) لخمس غارات جوية على الأقل وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، من دون معلومات عن الأضرار. وافاد المرصد الإثنين عن «ارتفاع حصيلة القتلى جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها لسوق في مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية إلى 96 شهيداً على الأقل بينهم أربعة أطفال فيما أصيب 250 آخرون بجروح». واضاف ان عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطيرة». وأورد المرصد في حصيلة أولية الأحد مقتل 58 شخصاً قبل أن يرتفع العدد ليلاً إلى 82 شخصاً.