رأت مجلة واشنطن إكزامينر في افتتاحية عددها الأخير بأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وفي سعيها لنيل الموافقة على الصفقة النووية الإيرانية، أمضت وقتاً طويلاً في الدفاع عن إيران، مما دفع بعض المعارضين لتلك الصفقة للإعراب عن أسفهم والقول يقوم البيت الأبيض بدور المحامي عن إيران. ومن هذا المنطلق، كتب زميل أبحاث في معهد الدفاع عن الديموقراطيات على موقع ناو ليبانون توني بدران كل من يهدد النظام يهدد كل من الصفقة واستراتيجية أوباما في المنطقة، ولهذا غالباً ما تبدو إدارة أوباما وكأنها تدافع عن إيران. صدى مماثل وترددت أصداء ذلك الرأي بين أوساط الشعب الأمريكي، الذي أظهرت استطلاعات للرأي تراجعاً في التأييد الشعبي للإدارة منذ توقيعها على الصفقة، التي تقضي برفع العقوبات الدولية عن إيران مقابل تجميد برنامجها النووي لمدة عشر سنوات. وتقول المجلة إن السلطة الشيعية الدينية الإيرانية مكروهة في الولايات المتحدة، حيث ما زالت مشاعر الغضب تعتمل في نفوس غالبية الأمريكيين منذ الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران في عام ١٩٧٩، من قبل حشد ثائر، واحتجاز ٥٢ ديبلوماسياً أمريكياً لمدة ٤٤٤ يوماً، خصوصاً أن إيران لم تعتذر مطلقاً عن ذلك الحادث. وأظهر استطلاع أجراه معهد غالوب في فبراير (شباط) في الولايات المتحدة، بأن ١١٪ فقط من الأمريكيين لديهم صورة مرضية عن إيران، وهي النسبة الأقل بين دراسة شملت ٢٢ بلداً، وهي النسبة التي ما زالت ثابتة نسبياً منذ ما يزيد على ٢٥ عاماً، وحتى في استطلاع أجري في منتصف شهر يوليو (تموز) الأخير، أظهر أن معظم الأمريكيين يؤيدون المحادثات النووية، فإن غالبية هؤلاء قالوا أنهم لا يثقون بأن إيران ستفي بوعودها.وفقا لموقع 24 الاماراتي. ولكن، برأي واشنطن إكزامينر، يواصل الرئيس أوباما وكبار المسؤولين في الإدارة الدفاع عن الصفقة، عبر الدفاع عن إيران، وهم يكررون أربعة نقاط: لديهم الحق تشير المجلة إلى أنه من الأشياء التي يقولها مسؤولون كبار في الإدارة بأنه من حق إيران امتلاك برنامج نووي سلمي وصواريخ بالستية تقليدية، ورغم أن الإدارة لم تصل إلى درجة القول بأنه لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم، كما تطالب طهران، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يوم الثلاثاء الماضي، بأن معاهدة حظر انتشار السلاح النووي لا تتضمن حق التخصيب، ولا تعطي المعاهدة الحق تلقائياً لشعوب بتخصيب اليورانيوم، ولكنها لا تحظره، وهي لا تقول بأنك لا تستطيع تخصيب اليورانيوم. كما دافع كيري أيضاً عن رفع الأمم المتحدة النهائي لحظر توريد السلاح إلى إيران، بموجب الصفقة، قائلاً للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي بأنه لإيران حق مشروع لرفع ذلك الحظر على الفور، وقد حققت واشنطن انتصاراً بتمديد ذلك الحظر لمدة خمس سنوات. لا تثيروا غضبهم وبرأي المجلة، خيمت المخاوف من إثارة غضب زعماء إيران على سياسة أوباما تجاه ذلك البلد منذ أن تسلم السلطة، وكان ذلك أحد العوامل التي لعبت دوراً في الرد الأمريكي السلبي على الثورة الخضراء في عام ٢٠٠٩، ويعتقد على نطاق واسع بأنه السبب وراء عدم إقدام الإدارة الأمريكية على فعل أي شيء ضد النظام السوري في دمشق، الذي يعتمد على طهران بشدة من أجل بقائه. وأوضحت المجلة أنه خلال عامين من المفاوضات، وافق أوباما وشركاؤه الدوليون على استثناء المباحثات بشأن الصواريخ البالستية من المحادثات النووية، بعدما رفضت طهران مواصلة المفاوضات إن لم تستبعد تلك القضية، ولكن من ثم، وفي اللحظة الأخيرة، وافقوا على رفع حظر نقل تقنية الصواريخ البالستية إلى إيران عندما طرحت طهران فجأة القضية على مائدة المباحثات. تبديد الشكوك ووفقاً المجلة، ركز كيري على تلك القضية في لقاء نشر في ٥ أغسطس (آب) في صحيفة ذا أتلانتيك، مع الكاتب جيفري غولدبيرغ، عندما قال بأن المرشد الروحي الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، كرر دوماً قوله بأنه لا يثق بنا، وأنه لا يستطيع التفاوض معنا، وأننا سوف نخدعهم. وأضاف كيري قوله وسوف يكون رفض الكونغرس الأمريكي للصفقة بمثابة خديعة لإيران، وعندها سيثبت الكونغرس الأمريكي لآية الله صحة شكوكه، وعندها لن تكون هناك وسيلة لإعادته إلى مائدة المفاوضات، لأنه لن يثق بنا بعد اليوم، ولن تكون أمريكا، في تلك الحالة، قادرة على إجراء مفاوضات بثقة ومصداقية. الأمريكيون لا يمنحونهم ثقة كافية وفي شهادته أمام الكونغرس، وفي لقاءات صحافية وتلفزيونية، شدد كيري على أن إيران سلكت سلوكاً حسناً منذ توقيعها على الصفقة النووية المؤقتة في نوفمبر(تشرين الثاني) ٢٠١٣. وقال كيري يوم الثلاثاء الماضي: لا يعطي أحد لإيران أية ثقة، باستثناء الإدارة الأمريكية، ويجب تذكر حقيقة أنهم شاركوا منذ عامين بمفاوضات مع تطبيق كامل للاتفاق المؤقت. إلا أن واشنطن إكزامينر، لفتت لإشارة خبراء في المجال الطاقة، غير حزبيين، بأن إيران كانت على الدوام تخرق بنود الاتفاق المؤقت. من حقهم أن يغضبوا من الأمريكيين تدعي الإدارة الأمريكية بأنه من حق الإيرانيين أن يشعروا بالاستياء تجاه السياسات الأمريكية، لأنهم ما زالوا يتذكرون كيف ساعدت السي آي أي في عام ١٩٥٣، بإحداث انقلاب وخلع رئيس الوزراء المنتخب ديموقراطياً في عام ١٩٥١، محمد مصدق، وإعادة السلطة للشاه محمد رضا بهلوي بدعم من عناصر عسكرية موالية، فضلا عن تأييد المؤسسة الدينية الحاكمة حالياً. ورغم ذلك، تقول المجلة، كان للتواطؤ الأمريكي في تنفيذ ذلك الانقلاب تداعياته، وهو اليوم يمثل حجر الأساس في الرواية الدينية المتظلمة من الولايات المتحدة. قبول الرواية وبالفعل صدق أوباما تلك الرواية، وذكرها عدة مرات منذ تولية السلطة، قائلاً في خطابه الموجه إلى العالم الإسلامي في القاهرة في عام ٢٠٠٩ ساعدت الولايات المتحدة على خلع حكومة منتخبة ديموقراطياً لأول مرة في إيران. وفي لقائه مع توماس فريدمان، الذي نشر في ١٤ يوليو (تموز) في صحيفة نيويورك تايمز، قال أوباما: حتى مع أعدائك، وحتى مع معارضيك، أعتقد أنك قادر على أن تضع نفسك أحياناً مكانهم، وإن عدت إلى التاريخ الإيراني، ستدرك حقيقة أننا شاركنا ذات يوم بقلب حكومة انتخبت ديموقراطياً في إيران. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مجلـة أمريكيـة: إدارة أوباما تلعب دور المحامي عـن إيران