أكدت شيماء الزرعوني المديرة التنفيذية لمدينة دبي العالمية للخدمات الإنسانية، أن المدينة تستعد للاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني في التاسع عشر من الشهر الجاري، حيث تهدف الاحتفالية إلى رفع مستوى الوعي حيال جهود العمل الإنساني حول العالم. وقالت في حوار مع الخليج أن المدينة ستستضيف الاجتماع العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر في إمارة دبي. وأضافت: نحن في المدينة جزء لا يتجزأ من خريطة العطاء المستمر في الإمارات، حيث بلغت قيمة المساعدات المنطلقة من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية لعام 2014 الماضي نحو 750 مليون درهم. وأشارت إلى أن المدينة تضم اليوم في مقرها أكثر من 60 منظمة أممية، ومؤسسات إنسانية دولية وشركات تجارية تعتمد بشكل كبير على خبرات دبي في مجال النقل والخدمات اللوجستية. وتالياً الحوار: * بعد إطلاق الخطة الاستراتيجية 2021 ما الجديد عندكم؟ المدينة العالمية للخدمات الإنسانية هي نتاج رؤية استثنائية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي أسس المدينة في عام 2003، بهدف تمكين المنظمات الدولية الإنسانية والإغاثية من تقديم أفضل الخدمات اللوجستية لتسهيل تقديم العمل الإغاثي بكفاءة وفعالية. وتشرفت المدينة بإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لرؤية واستراتيجية المدينة 2015- 2021 في شهر يناير/كانون الثاني من هذا العام، لتخط مسيرة عمل جديدة تخدم العمل الإنساني محلياً ودولياً وترتقي به من خلال أربع منصات إنسانية رئيسية وهي، تواصل، شارك، ابتكر، وريادة للإنسانية بحيث تصبح المدينة المركز الأول لفعاليات العمل الإنساني العالمية، وقناة عطاء القطاع الخاص في المجال الإنساني، ومركز ريادة الفكر العالمي في المجال الإنساني، وموطن القيادات الفكرية للاستجابة الإنسانية. من خلال تنفيذ الاستراتيجية الجديدة ستقوم المدينة بتمكين الجهات الإنسانية الدولية من خلال بنية تحتية للخدمات اللوجستية ذات المستوى العالمي والخدمات ذات القيمة المضافة والدعم الإداري، وتشجيع البحث ودعم عملية الابتكار في المجال الإنساني بالتركيز على الحد من المخاطر وسرعة الاستجابة في أصعب الظروف الإنسانية حينما تواجهنا تحديات الوصول وتوفير الأمن والتمويل والشراكات الفاعلة في الميدان. كما تعمل المدينة على تيسير عملية التنسيق والتعاون بين المنظمات العالمية والكيانات المحلية الإماراتية في جهودها لتقديم المساعدات وتمكين التواصل و تشارك المعرفة بين المنظمات الإنسانية. وتعمل المدينة حالياً على دمج ونشر المعلومات بين الكيانات الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تقوم بعمليات إنسانية لتسهيل التنسيق بين المنظمات وبناء القدرات. وتماشياً مع هذه المنصات الأربع، تستضيف المدينة المنتديات والفعاليات الإنسانية الإقليمية والعالمية بالتماشي مع خطة دبي 2021، حيث سيتم عقد المنتدى الإنساني العالمي في دبي في سبتمبر/أيلول 2016 ليجمع أهم المنظمات الدولية الإنسانية ويعرض آخر التحديات الإنسانية والمقترحات لمواجهة هذه التحديات، كما بدأت المدينة بعقد عدد من تدريبات المحاكاة العملية للأزمات الإنسانية العالمية بالتعاون مع خبراء منظمات الأمم المتحدة. والمدينة ستستضيف من 1 إلى 3 سبتمبر/أيلول الاجتماع العام للاتّحاد الدّولي لجمعيّات الصّليب الأحمر والهلال الأحمر والاتحاد الدولي في إمارة دبي، حيث يشارك في اجتماع الإدارة العام نحو 100 مدير ومسؤول في الاتّحاد الدّولي لمناقشة التّحدّيات الإنسانيّة في يومنا هذا، وكيف يمكن للمنظّمة أن تدعم جمعيّات الصّليب الأحمر والهلال الأحمر لكي تكون قادرة على مواجهتها. كما يتم التحضير حاليا لإنشاء بوابة إنسانية إلكترونية لنشر المعارف والخبرات بالإضافة إلى مختبرات تعزز الابتكار تماشياً مع توجهات حكومة دبي الذكية، بالإضافة إلى إطلاق التحدي الإنساني الأول و جائزة مالية قدرها مليون درهم للفائز بأفضل مشروع مبتكر إنساني. أما في مجال المشاركة الإنسانية من قبل القطاع الخاص، فقد تم إطلاق صندوق الأثر الإنساني الأول عالميا وسيتم الإعلان عن أول شركة تساهم في دعم الصندوق مالياً في القريب العاجل هذا العام. وسيتم اجتماع المجلس الاستشاري العالمي للاستجابة للأزمات H10 قبل نهاية العام الحالي. شراكات وتعاون * هل يمكن أن تلقي لنا الضوء على أنواع الشراكات التي سيتم تشكيلها تنفيذاً لرؤية 2021؟ منذ إطلاق الاستراتيجية تعمل المدينة بخطى متسارعة ودؤوبة لتنفيذ خطة العمل من خلال شراكات متعددة مع شركات القطاع الخاص والعديد من المؤسسات الأكاديمية والحكومية التي ستسهم في الارتقاء بالخدمات الإنسانية وسيتم الإعلان عن هذه الشراكات بشكل ممنهج يخدم خطة العمل المشترك. * ماذا قدمت المدينة خلال هذه السنوات من العطاء ؟ كل ما تقوم به دولة الإمارات من جهود هو بفضل توجيهات قيادة دولتنا الحكيمة وتعاوننا الوطيد مع المنظمات الأممية والإنسانية الدولية، وكذلك المؤسسات الحكومية التي تقدم الدعم اللازم لتسهيل عملنا وكلنا نعمل بهدف تحسين حياة اللاجئين والمتضررين من الأزمات والكوارث الإنسانية وإعادة تمكينهم ماديا ومعنوياً. هذا الكيان الاستثنائي والوحيد في العالم يقدم الكثير لهؤلاء المحتاجين من خلال قدرات عالية وموقع استراتيجي مرموق مكن المدينة من تقديم الإغاثة خلال ثماني ساعات فقط جواً لقرابة ثلثي سكان العالم، فمن مقر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية نستجيب لأكثر من 80 دولة حول العالم وتقدر قيمة الشحنات الإغاثية التي تم إرسالها في العام 2014 فقط نحو 750 مليون درهم إماراتي. توافق الأهداف * إلى أي مدى وافقت أهداف المدينة أهدافك الإنسانية الخاصة؟ حينما نتأمل الصورة الإنسانية الراهنة نتألم لما تعانيه الكثير من المجتمعات والأفراد حول العالم، ونحن في دولة الإمارات قادة وشعباً أبناء العطاء أسوة بمؤسس البلاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لذا فإن هذا الإرث العظيم من العطاء ومن خلال ما تقدمه المدينة العالمية للخدمات الإنسانية ينسجم تماما مع انتماءاتي كفرد من أفراد هذا المجتمع الذي ورث الرغبة في البذل والعطاء وإحداث فرق من أجل خدمة الآخرين والإنسان تبعاً لقيمنا الإنسانية، فقيمة العمل من أجل الآخر هو عمل، وليس طموحاً فحسب. خدمات * هل يمكن أن تطلعينا على أهم الخدمات التي تقدمها المدينة؟ المدينة العالمية للخدمات الإنسانية هي المركز الإنساني العالمي الرائد، فعلى الصعيد اللوجستي، تقدم المدينة أكبر مستودعات إغاثة دولية للعديد من المنظمات الأممية والإنسانية الدولية بحجم ٥٢ ألف متر مربع يشتمل على العديد من مواد الإغاثة والتي يتم تخزينها وإرسالها عند الحاجة لكافة المناطق المنكوبة حسب الحاجة وفي أسرع وقت، حيث تصل المساعدات الإنسانية إلى أوسع نطاق جغرافي، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، آسيا والأمريكتين وإفريقيا. كما تقدم المدينة لأعضائها الكرام أكبر قيمة مضافة من الخدمات من أجل تطوير العمل الإنساني، كما تقوم بصنع وحفظ المحتوى الإنساني المعلوماتي من خلال قاعدة بيانات خاصة نعمل على تطويرها بشكل مستمر يتناسب مع توجهات حكومتنا الذكية ووفقا لأعلى المعايير الدولية. أما على الصعيد الإداري وبالبرامج والأنشطة، تعمل المدينة على تقديم العديد من الخدمات الحكومية وتسهيل عقد البرامج والحملات الإنسانية من خلال خلق فرص التعاون والمشاركة مع المجتمع وعقد المؤتمرات وورش العمل في مقر المدينة المجهز بكافة الوسائل والأجهزة اللازمة لعقد المؤتمرات والتدريبات. مميزات المنطقة الحرة * تعملون ضمن مميزات المنطقة الحرة، كم عدد الشركات أو المؤسسات المستفيدة من ميزاتكم؟ بفضل الرؤية السديدة لمؤسس المدينة وقيادتها الحكيمة ومن خلال تعاظم الدور الذي تضطلع به المدينة العالمية للخدمات الإنسانية أصبحت اليوم أكبر مركز للخدمات اللوجستية في مجال الإغاثة الإنسانية وأكثرها فعالية على مستوى العالم، وتضم المدينة اليوم في مقرها أكثر من 60 منظمة أممية ومؤسسات إنسانية دولية وشركات تجارية تعتمد بشكل كبير على خبرات دبي في مجال النقل والخدمات اللوجستية. تسهيل تقديم المساعدات * رسالة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية تتلخص في تسهيل عملية تقديم المساعدات الإنسانية عالمياً، وتوفير الخدمات لكل الهيئات العامة في مجال الإغاثة، ما الذي حققته المدينة من إنجازات حتى الآن بشكل عام، ومنذ تعيينك كمدير تنفيذي للمدينة بشكل خاص؟ أصبحت اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة ولله الحمد، الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية مقارنة بمعدل الدخل القومي في العامين 2013 و2014 على التوالي، لترسيخ مكانتها كعاصمة إنسانية ومحطة خير وغوث ودعم لكل شقيق، حيث بلغ حجم المساعدات الإنمائية الرسمية التي قدمتها الدولة 18 مليار دولار (89.4 مليار درهم)، أي بنسبة 17.1% من الدخل القومي الإجمالي لعام 2014. ونحن في المدينة جزء لا يتجزأ من خريطة العطاء المستمر، حيث بلغت قيمة المساعدات المنطلقة من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية للعام الماضي، 750 مليون درهم إماراتي. وأسرد لك أهم الإنجازات التي تمت مؤخراً استجابةً لعدد من الكوارث حول العالم،فحينما ضرب زلزال نيبال في عام 2015، وتم التعاون مع القطاع الخاص من خلال شركة يو بي إس والتي تبرعت ب 3 طائرات IL76 بالتعاون مع أعضاء المدينة من منظمات الأمم المتحدة كالمفوضية السّامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذيّة العالمي، ومستودعات الأمم المتحدة للاستجابة السريعة واليونيسيف وبلغت حجم المساعدات حوالي 120 طنا متريا. أما إعصار بام - فانواتو، فقد كان زمن الاستجابة من مقر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية أقل من 24 ساعة عبر طائرات بوينغ 747، وسفن C130، وبلغ حجم المساعدات: 80 طن متري وتم التعاون مع حكومة أستراليا لإيصال المساعدات حيث انطلقت من دبي إلى كوالالمبور إلى بريسبان ومن ثم تم النقل عبر السفن إلى فانواتو. وكجزء من استجابة دولة الإمارات وتوجيهات قيادتنا الحكيمة عند إطلاق حملة تراحموا سارعت المدينة بتلبية الاستجابة في زمن لا يتجاوز12 ساعة من خلال الجسر الجوي وإرسال طائرتي بوينغ 747، لما يقارب ال 45.000 لاجئ بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، والمفوضية السّامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومستودعات الأمم المتحدة للاستجابة السريعة وبلغت قيمة المساعدات 920 مليون درهم إماراتي. دور الإعلام العربي * أهم هدف للمدينة تفعيل دور الإعلام العربي الموجه لخدمة القضايا الإنسانية، كيف تجدين الصحافة الإنسانية في إعلامنا العربي؟ للدور الإعلامي الأثر الأكبر في حياة الدول والشعوب كافة، كما أن قنوات التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم المؤثرات وأسرعها، لذا لا بد من أن نسعى إلى توجيه إيجابي للإعلام يخدم القضايا الإنسانية ويفعل دور الفرد للمساهمة في المشاركة والدعم عند الحاجة. استعدادات للاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني حول الاستعداد للاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني وآخر التحضيرات والاستعدادات، وبماذا يختلف الاحتفال المقبل عن الاحتفال الذي سبقه أي ما الجديد الذي يحمله الاحتفال المقبل، قالت شيماء الزرعوني المديرة التنفيذية لمدينة الخدمات الإنسانية بدبي: تحت رعاية سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيس المدينة العالمية للخدمات الإنسانية الأميرة هيا بنت الحسين، حرم صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ستحتفل دبي باليوم العالمي للعمل الإنساني يوم الأربعاء 19 أغسطس/آب 2015. وقد تمكنت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة من الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني في دبي في الأعوام الماضية بدعم كريم من الجهات الحكومية و المؤسسات المحلية وفرق عملها والذي يقدر دور المؤسسة في إبراز جهود دولة الإمارات العربية المتحدة ودبي في دعم الأنشطة الإنسانية محلياً ودولياً، حيث تعد دبي ونيويورك وجنيف أكبر ثلاث مدن تحتفل بهذا اليوم. تهدف الاحتفالية باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة عام 2008 إلى رفع مستوى الوعي حيال جهود العمل الإنساني حول العالم وتسليط الضوء على أولئك الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل هذه القضية. كل عام تتزايد وتتصاعد التحديات التي يواجهها المجتمع الإنساني في عالم أصبح أكثر تقلبا من أي وقت مضى، وباتت الطريقة الأمثل لمواجهة هذه التحديات هو تكاتف الجميع صفاً واحداً ويداً بيد لتطوير إحساس أكبر بالمواطنة العالمية. هذا العام، ستقوم الأمم المتحدة وشركاؤها بالاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني من خلال حملة موحدة لشبكات ووسائط التواصل الاجتماعي العالمية تهدف إلى إلهام وتمكين الناس في جميع أنحاء العالم لاتخاذ إجراءات في إيجاد عالم أكثر إنسانية. ولما لشبكات التواصل الإعلامي من دور فاعل في نشر الوعي حول قضايا متعددة، حملة هذا العام تنطلق بوسم #شارك_للإنسانية من بدعم وتواجد عدد من المشاهير الداعمين للعمل الإنساني وسيتواجدون معنا في احتفاليتنا بدبي مول من الساعة الرابعة عصرا وحتى السادسة مساء. في العام الماضي شاركنا في احتفالية اليوم العالمي للعمل الإنساني بوجود أكثر من 50 ألف شخص، ونأمل مشاركة المزيد من المواطنين والمقيمين في دبي هذا العام، حيث سيكون هناك عدد من الأنشطة والجوائز والتي نهدف من خلالها إلى زيادة التوعية بهذا اليوم وما له من أثر في العمل الإنساني والقائمين عليه المشاركة من أجل الإنسانية. وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر الجزيل لكل شركائنا وداعمي احتفالية اليوم العالمي للعمل الإنساني في دبي من مؤسسة دبي للإعلام وشركة إعمار العقارية ومؤسسة ألحان للإنتاج الفني والحفلات ومركز دبي المالي العالمي وبرنامج وطني ومجموعة 32 لسيارات مرسيدس والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب.