فيما تتواصل بيانات الإدانة لما تصفها بـ"فظائع" ارتكبها مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة "سرت" الليبية، أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن عقد "اجتماع طارئ" في القاهرة الثلاثاء، لبحث تطورات الوضع في ليبيا. أحدث عبارات الإدانة جاءت على لسان الأمين العام لـ"منظمة التعاون الإسلامي"، إياد أمين مدني، الذي أعرب عن إدانته الشديدة لـ"الأعمال الإرهابية الإجرامية "، التي ارتكبها تنظيم "داعش" في مدينة سرت، والتي أسفرت عن قتل وتشريد العشرات من سكان المدينة. وقال مدني، في بيان حصلت عليه CNN بالعربية الاثنين، إن "استمرار هذه الممارسات الإجرامية على الأراضي الليبية، يعتبر تصعيداً خطيراً من هذه الجماعة الإرهابية، ويكشف خططها، كما يهدد الأمن والسلم الإقليمي، والذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من الأمن الدولي." كما أدانت 6 دول غربية، هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، في بيان مشترك الاثنين، "الأفعال الإرهابية المستمرة"، التي يرتكبها تنظيم "داعش" في المدينة الليبية، وأكدت "حاجة الليبيين للتوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية." وطالبت الدول الستة "الكبرى"، عبر البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الليبية ووسائل إعلامية أخرى، "الأطراف الليبية كافة، بالانضمام إلى جهود مواجهة الخطر الذي تشكله التنظيمات الإرهابية، مستغلة الأوضاع المتدهورة في ليبيا، لتنفيذ أجندتها الخاصة." وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا "أونسميل" قد أدانت "هجمات" شنها مسلحو داعش في مدينة سرت، بما في ذلك تقارير أفادت بوقوع أعمال "قصف عشوائي للأحياء السكنية، وقتل أسرى في المدينة، التي تسيطر عليها الجماعة الإرهابية، منذ شهر مايو/ أيار." وأعادت البعثة الأممية التحذير من "خطر داعش المتزايد، والتهديد الذي تشكله هذه الجماعة على وحدة البلاد، وعلى جميع الليبيين، بغض النظر عن انتماءاتهم"، وأكدت في بيان رسمي، أن "الأوان قد آن لكي ينبذ الليبيون خلافاتهم، ويتضافروا لمواجهة آفة داعش." وفي حين أشارت البعثة إلى دعوات ليبية لاتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ سرت وأهلها من "فظائع" داعش، حثت الأطراف الليبية على إتمام الاتفاق السياسي بشكل عاجل، وتشكيل حكومة وفاق وطني، يكون بإمكانها، بالشراكة مع المجتمع الدولي، التصدي لتهديد داعش. ومن المقرر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً الثلاثاء، على مستوى المندوبين الدائمين، بناءً على طلب من ليبيا، وبتأييد من مصر، عبر عنه وزير الخارجية سامح شكري، خلال اتصال هاتفي مع نظيره بالحكومة الليبية "المُعترف بها دولياً"، محمد الدايري. في الغضون، أورد موقع "بوابة الأهرام"، شبه الرسمي، نقلاً عن مراسله في محافظة مطروح الحدودية مع ليبيا، أن أجهزة الأمن وقوات حرس الحدود قامت بـ"رفع حالة الطوارئ والتأهب إلى الحالة القصوى"، بعد انسحاب قوات تأمين منفذ "مساعد" الليبي من مواقعها. ونقل عن مدير أمن مطروح، اللواء هشام لطفي، أن "الحدود الغربية تخضع لسيطرة وتأمين الجيش على مدار الساعة، ويتم التعامل الفوري مع أي محاولات لاختراق الحدود"، مؤكداً أنه "لا توجد مخاوف من الوضع الأمني المتردي في ليبيا"، على حد قوله. وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن الموجهات الدامية التي شهدتها مدينة سرت مؤخراً، واستخدمت فيها راجمات الصواريخ، راح ضحيتها عدد من القاطنين في "المنطقة السكنية الثالثة"، ودفعت إلى نزوح بعض الأسر والعائلات المقيمة في المدينة باتجاه المناطق المجاورة. ونقلت عن شهود عيان أن الشوارع الرئيسية تكاد تخلو تماماً من المارة، وأغلب المحال والمنشآت التجارية بالمدينة قد أغلقت أبوابها، فضلاً عن النقص الشديد في الغذاء والدواء والوقود، خاصةً بعد سيطرة مسلحي "داعش" علي الحي السكني والمدينة بشكل تام.