منذ الوهلة الأولى لإعلان موعد انطلاق تدريبات النصر والهلال التي بدأها (الأزرق) باكرا قبل منافسه بما يقارب أسبوعين والنصراويون يبدون قلقهم من تبعات ذلك في أول ظهور له في الموسم الجديد بنهائي السوبر السعودي، قدم الجهاز الفني الهلالي بقيادة اليوناني دونيس فريقا جاهزا متكاملا بمشاركة عناصر شابة، وتعرفت جماهيره على أجانبه الجدد بحضور جيد وانسجام لافت لم يتأثر بالغيابات المختلفة، ليكتشف المتابع بوضوح حجم العمل المقدم في المعسكر الإعدادي، في وقت بدا لاعبو (الأصفر) غير قادرين على التحكم بالكرة، مع ضعف في اللياقة البدنية وسوء في التغطية نتج عنه فرص كان يمكن أن تحسم كل شيء منذ الشوط الأول، وفي النواحي الهجومية افتقد النصر القدرة على البناء، وغاب هدوء وثقة بطل الدوري إلى درجة جعلت من حسرة جماهيره على الأداء الضعيف موازية لفقدانه بطولة جديدة أمام المنافس التقليدي. يرفض النصراويون استغلال تفوقهم الذي كانوا عليه في الموسمين الأخرين بزيادة عدد بطولاتهم على الرغم من أنها في متناول اليد، خسارة ثلاث بطولات من أمام الهلال بمسميات مختلفة (كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين وكأس السوبر) في عامين فقط على الرغم من قدرته على أن يكون الأفضل أمر محبط لجماهير النصر، حين كان الهلاليون يزيدون رصيد بطولاتهم وسط تفوقهم المطلق كان ذلك مبررا، لكن الملايين التي صنعت نصرا جديدا حقق لقب الدوري مرتين متتاليتين ما كان يجب أن يفرط بالبطولات بهذه الطريقة. تحدث الهلاليون كثيرا عن إهمال إدارة النادي الدخول في الصفقات المحلية الكبرى، هم اليوم يعتمدون على أسماء شابة مع الاحتفاظ بعنصرين أجنبيين حققا استقرارا لدفاعاته، وجلبا آخرَين بدايتهما جيدة في الجانب الهجومي، فيما سيطرت المجاملة على قرار النصر استمرار المدافع البحريني محمد حسين، والعاطفة بإعادة الأورغوياني فابيان وهما اللاعبان اللذان لا يتواءمان وطموحات الجماهير. حين أعلنت الإدارة النصراوية بعد نهاية الموسم الماضي أن دوري أبطال آسيا سيكون هدفا استراتيجيا، وتبعته بالتعاقد مع المهاجم الشبابي نايف هزازي والظهير الأيسر الاتفاقي أحمد عكاش توقع المتابعون إعادة ترتيب أوراق اللاعبين الأجانب والخروج برباعي يضاعف قوة الفريق قبل دخوله منافسات موسم مليء بالمشاركات المحلية والخارجية غير أن بطولة السوبر كانت بين منتصرٍ استفاد من أربعة أجانب، وخاسرٍ اعتمد على اثنين غير مقنعين فيما كان البولندي في أسوأ حالاته!!. الأخطاء الإدارية والفنية كانت وراء الظهور الضعيف والخسارة المخيبة للآمال، وهذا لا يعني تجريدهم من كل شيء وهم الذين احتفلوا بالدوري للمرة الثانية قبل أشهر، ولأن الوقت لا يزال متاحا، فمن المهم استغلال الفترة المتبقية قبل إغلاق فترة التسجيل لإعادة ترتيب أوراق العنصر الأجنبي، وتجديد الثقة في مدرب ونجوم أبطال الدوري قبل انطلاق النسخة الجديدة.