×
محافظة مكة المكرمة

‏‫مركز مكافحة الجريمة يوصي ببرامج أمنية للحد من تهريب الأسلحة

صورة الخبر

لم يعد عالماً افتراضياً وربما لم يكن أصلاً. هو انعكاس عجيب للواقع مع تسهيلات تقنية تتطور في كل يوم. في هذا السياق يختلط العالم الواقعي بالعالم الافتراضي حتى يكونا شيئاً واحداً، وفي خطط الشرطة والأمن هنا وفي العالم التربص بلصوص ومجرمي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فقد تعددت الجريمة الإلكترونية حتى أعدت لها الأنظمة والقوانين. لا ينصرف القصد إلى حوادث الكلام والقذف والسب، وإنما إلى جرائم قتل حقيقية وسرقات كبرى تختفي وراء شاشات التقنية الحديثة. في بلادنا اهتمام رسمي، على مستوى وزارة الداخلية وأجهزة الأمن في المناطق، بهذا النوع من الجرائم، ولم يكن ليصرف كل هذا الجهد المنظم لو لم تعرفنا التجربة على هذه الجوانب التي كانت حتى فترات قريبة في حكم الغامضة، وهي أصبحت اليوم واضحة جداً وقريبة جداً، ويستبعد أنها لم تصل، بشكل أو بآخر، إلينا وإلى بيوتنا. حتى التسول أصبح إلكترونياً، وأصبح المتسولون التقليديون اليوم موضة قديمة، ففي التسول الإلكتروني فن وخداع وأحياناً ذكاء، لكن ماذا عن دور المتلقي في حال الجرائم الإلكترونية، من السب والقذف إلى السرقة والتسول، وصولاً إلى إهانة الرموز والأوطان، ووصولاً إلى القتل المادي عبر العالم الافتراضي الذي لم يكن افتراضياً في يوم من الأيام؟ الغموض هنا وليس هناك، فالكثيرون من المتضررين يضعون عقولهم وقلوبهم على الرّف وهم يتجاوبون مع مجرمي العالم الافتراضي. يستسلمون بسهولة بالرغم من تحذيرات الجهات الرسمية المعنية، وفي سرعة البرق، من دون أي تفكير أو حذر أو احتراز، تراهم وقد وقعوا فرائس سهلة في شباك مجرمي الإنترنت، وقد تكون بداية الخيط الواهن رسالة صغيرة في الإيميل. وتقع الجرائم الإلكترونية بهذه السرعة أو أكثر أو أقل، فماذا بعد ذاك؟ كيف يتصرف الواقعون في تلك الشباك البغيضة الآثمة؟ القليلون بل أقل القليلين يبادرون بالشكوى إلى مراكز الشرطة وبعضها متخصص في هذا النوع من الجرائم، والكثيرون لا يبالون، فبعضهم يسكت عن حقه نتيجة الكسل أو اللامبالاة، وبعضهم الآخر يسكت خجلاً أو مخافة الفضيحة، فيما يسهم مروجو الشائعات في الترويج لكل ذلك بوعي ومن دون وعي. ولا معنى لهذه الحالات جميعها، ولا مبرر أبداً لسكوت الساكتين، ولا عذر لمن يقع، ابتداء، في مصائد هؤلاء ويقتنع بدعاواهم المكشوفة، ثم يهمل قضيته لأي سبب كان، وهي لا تخصه وحده بقدر ما تخص مجتمعه. الأصل سعي الجميع إلى تطويق ظاهرة الجريمة الإلكترونية، فكن إيجابياً، ولا تسمح لمغامر أو متسول إلكتروني بإيذائك. ebn-aldeera@alkhaleej.ae