سخانات تقطر، وأنابيب غاز تخر، ومزاريب ماء تنشج، وفتحات أسقف يتساقط منها ماء الأسطح، وتلف على البرادات، وخلل على الأرض... لوحات رسمت جميعها صورة مدارس منطقة العاصمة عنوانها «أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟!». فبمرافق متهالكة البناء تصب الماء على أسلاك الكهرباء، حصلت «الراي» على صور لبعض ملامح الوجه المشوه لمدرستين في الصليبخات، حيث المغاسل المحطمة، والديكور التالف، والسقف الساقط، والأصباغ الملقاة بين الممرات، منذ نحو شهرين، فيما أكد مصدر تربوي لـ «الراي» وصف نفسه بالحريص على مصلحة الطلبة والوزارة وأنه لم يكشف عن تلك الانحرافات بحسب وصفه إلا بعد أن بلغ طريقاً مسدوداً في المعالجة، أكد أن سبب ذلك الخراب كله هو منح المقاول كامل مستحقاته المالية دون التأكد من إتمام العمل وفق الشروط المدونة في العقد. وبحسب المصدر، فقد هرمت أركان المدرستين، وهما الصليبخات الابتدائية بنات، وعبد العزيز العتيقي الابتدائية بنين، وشملهما الألم من الرأس إلى القدم رغم إجراء الصيانة لهما منذ فترة بسيطة، مؤكداً أن العيوب المصنعية وسوء التركيب شملا معظم دورات المياه والمغاسل التي تساقطت على الأرض، وهي لم يمضِ عليها سنتان فيما طال التلف أجزاء كبيرة من السيراميك التي تفتت منذ نهاية العام الدراسي الفائت. وقال المصدر إن مدرسة الصليبخات من المدارس المجددة بالكامل، بترميم حديث شملها من الصفر «هدم وإعادة بناء» وقد انتهت كفالتها قبل فترة إلا أنها لا تزال تحت كفالة التكييف والعازل، فيما أكد أن مدرسة العتيقي لا تزال تحت كفالة الصيانة ورغم ذلك نجد أعمال التكسير في ممرات الطلبة والإدارة المدرسية في الدورين الأرضي والأول، والكراتين بأصباغها ونفاياتها ملقاة على الأرض قبل بدء شهر رمضان المبارك وحتى الآن، موضحاً أن الشركة بدأت العمل فور انتهاء العام الدراسي الفائت إلا أنها توقفت فجأة دون سبب يذكر ولا تزال متوقفة. وتطرق إلى بعض الأعمال المهمة التي تستوجب درء الخطر عن المدرسة ومدرساتها، والتي عجزت إدارة الصيانة في منطقة العاصمة التعليمية عن إقناع الشركة بإصلاحها، وأهمها تلف السخانات في مطابخ المدرسة وما تسببه من خرير على أسلاك الكهرباء، مبيناً أن معلمات المدرسة تقدمن بعشرات الشكاوى بهذا الشأن منذ نحو 5 شهور، إلا أنه في كل مرة يأتي ممثل الشركة ويرصد الأماكن التي بحاجة إلى صيانة دون إرسال أحد لإصلاحها. وأشار إلى تساقط ألواح الألمنيوم في دورات المياه الخاصة بمدرسة الصليبخات، وما تسببه من خطورة على حياة الطالبات، إضافة إلى وجود بعض الفتحات الكبيرة في الديكورات، والتي امتد عمرها إلى سنتين دون إصلاح بسبب خرير في أحد دورات المياه في الدور الأعلى منها، حيث تجتمع المياه وتسقط عبر هذه الفتحات إلى برادات المياه بأسلاكها الكهربائية، ما دفع إدارة المدرسة إلى قطع التيار الكهربائي عن تلك البرادات وحرمان الطالبات من غرفة الخدمات تلك في ممر يعتبر من الممرات الرئيسية للمدرسة. وبين أن جميع الأعمال في المدرسة المذكورة لا تزال تحت الكفالة التعاقدية، ولكن أخفقت إدارة الصيانة في إقناع الشركة بعمل اللازم والسبب حصولها على كافة مستحقاتها المالية، وعدم قيام الجهة المعنية في الوزارة بتجميد الدفعة النهائية إلى حين انتهاء فترة الصيانة، كما في جميع العقود الأخرى، مؤكداً أن سوء المراقبة من قبل قطاع المشاريع والتوقيع على تسلم الأعمال قبل التأكد من إتمامها على الوجه الاكمل هو سبب جميع المشكلات التي تظهر لاحقاً في المدارس. وتطرق المصدر إلى برادات المياه التي بحاجة ماسة وفق قوله إلى الصيانة، حيث من المفترض أن تجرى لها كل بضعة أشهر ويتم من خلالها استبدال الفلاتر، إلا أنها وللأسف منذ دخول المدرسة الخدمة لم تجر لها تلك الصيانة وبقيت الفلاتر على حالها المزري صفراء صدئة قديمة تترفع حتى مخلوقات الله الأخرى عن الشرب بها من هول المنظر. وأشار إلى مشكلة اخرى في إحدى المدرستين حيث «تنشج مزاريب المطر في فنائها الرئيسي وامام مدخل الضيوف، ورغم قلة المطر في الكويت فإن المياه المتجمعة في السطح بسبب تلف بعض الأنابيب منذ نحو 6 أشهر دون إصلاح جعل مدخل المدرسة يموج في بركة مياه، أغلق المقاول المختص هاتفه النقال دونها من كثرة الاتصالات، فيما أكد المصدر أن التلف لم يتوقف عند بايبات الماء فقط، وأنما شمل حتى سلندرات الغاز في غرف المضخات والفلاتر المركزية والسخانات، وهي المسؤولة عن قوة دفع الماء في المدرسة ووجود تلف بها يعني أن الماء سوف يكون ضعيفاً في مرافق المدرسة وربما ينقطع، مؤكداً أن مدرسة بهذا الحجم تتطلب سلندرات ضخمة وسليمة من العيوب، مستغرباً في الوقت نفسه انقطاع التوصيلات الكهربائية عن وحدة التكييف في هذه الغرفة منذ العام 2012 وهي أحوج ما تكون إلى التبريد المستمر على مدار 24 ساعة لضمان عمل هذه الأجهزة دون خلل أو انقطاع. إلى ذلك أخلى المصدر مسؤوليته عن جميع تلك السلبيات، مؤكداً أن مسؤوله المباشر طلب منه اعتماد الدفعة الختامية للمقاول نظير الأعمال التي قام بها سابقاً في المدارس المشار إليها، حيث قال في كتاب رده على المسؤول «تمت مراجعة بنود الدفعة الختامية للمشروع وعمل زيارات ميدانية للكشف والاطلاع على ما تم إنجازه في الموقع وفقاً لتلك البنود وحسب شروط العقد فتبين لنا عشرات الملاحظات» فيما استغرب لاحقاً لـ«الراي» من اعتماد الدفعة الختامية للمقاول وصرفها بالكامل له رغم وجود عشرات الملاحظات. واستعرض المصدر في كتابه تلك الملاحظات بالتفصيل وأهمها «لم يتم تسليمنا أيا من المخططات النهائية معتمدة من الجهات المختصة ولا تزال هناك نواقص بالنسبة لأعمال نظام الإنذار ومكافحة الحريق ولا توجد بطاقات كشف لطفايات الحريق ولغاية تاريخه لم يتم تقديم أيا من الكفالات الخاصة بالمشروع ولم يتم عزل بعض من بايبات شبكة التغذية الخارجية الموجودة على الأسطح بعازل حراري، إضافة إلى وجود خرير في أحد الفلاتر الرئيسية الموجودة في غرفة المضخات الرئيسية وخرير في إحدى المضخات الخاصة بمكافحة الحريق الموجودة بغرفة الإطفاء، ولوحظ أن جميع البرادات التي تم توريدها بها عيوب مصنعية متعددة (خرير في الخزان الداخلي) ولم يتم إنجاز كامل أعمال المدني حتى تاريخه وهناك الكثير من بنود أعمال الكهرباء لم تنجز حتى تاريخه»،مؤكداً «نفيدكم بعدم اعتمادنا للدفعة ولغاية الانتهاء من عمل تلك الملاحظات هذا للعلم ولمخاطبة من يلزم بهذا الخصوص لما ترونه مناسباً». مظلة «السلام» ... سقطت تساقطت وصلات الحديد من مظلة ساحة العلم في مدرسة السلام الابتدائية بنات بمنطقة جنوب السرة و طلب الوكيل المساعد للمنشآت التربوية والتخطيط الدكتور خالد الرشيد من وزارة الأشغال(الجهة المنفذة للمدرسة)إصلاح الوضع فيما أكد الوكيل المساعد لقطاع المشاريع الإنشائية في الوزارة طلال الأذينة«أنه تم عمل الإصلاحات والصيانة اللازمة لقطع حديد المظلة وإعادة القماش المتدلي من أثر تساقط وصلات الحديد والتأكد من سلامة تثبيت كافة أجزاء المظلة». صيانة التكييف... انتهت طلبت وزارة التربية من المؤسسة العامة للرعاية السكنية«الجهة المنفذة» لمدارس منطقة النهضة في الفروانية التعليمية فحص واختبار أجهزة التكييف لمدرسة أم الدحداح الأنصارية المتوسطة بنات وروضة التوت فيما أكدت المؤسسة نقلاً عن مساعد رئيس مهندسي الأعمال الكهربائية والميكانيكية فيها فوزي العلي«أن فترة الصيانة التعاقدية لضواغط التكييف للمدرستين المذكورتين انتهت بتاريخ 18 يوليو الفائت وعليه تؤول صيانة ضواغط التكييف للمدرستين المذكورتين إلى وزارتكم اعتباراً من التاريخ المشار إليه». عوازل الأسطح... تلفت تلفت عوازل الأسطح في مدرسة منيرة الأحمد الثانوية بنات في منطقة جابر الأحمد«وهي من المدارس حديثة الإنشاء»وطلب الوكيل المساعد للمنشآت التربوية والتخطيط الدكتور خالد الرشيد من الجهة المنفذة«السكنية»إصلاح الخلل فيما ردت المؤسسة بأن«فترة الصيانة للمدرسة انتهت في 28 مارس الفائت وعليه نؤكد بعدم مسؤولية المؤسسة عن صيانة الطبقات العازلة بأسطح المدرسة لحدوث تلفيات بها نتيجة قيام المقاول التابع لوزارة التربية بتمديد مواسير الكهرباء فوق الطبقات العازلة».