توقعت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) أن يبلغ حجم الطلب العالمي على زيوت التزييت عام 2017 نحو 43.9 مليون طن متري، بزيادة تقدر بحوالي 2.3% سنويا. وقالت (أوابك) في افتتاحية نشرتها الشهرية أمس: إن زيادة معدلات الطلب على زيوت التزييت ستقودها دول شرق آسيا، تليها دول أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا، متوقعة أن تبقى تلك المعدلات في الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية عند مستوياتها الحالية. وأوضحت أن الدول الأعضاء في (أوابك) سجلت زيادة ملحوظة في الطلب على زيوت التزييت، مدفوعة بالنهضة الصناعية والاقتصادية فيها، مما دفع معظم هذه الدول إلى تطوير وتوسيع صناعة الزيوت والعمل على تأمين احتياجات الطلب المحلي من مختلف الأصناف المتطورة المصنعة محليا وذات الكفاءة العالية. وأوضحت أن تلك الدول تمتلك فرصا واعدة لتعزيز قدرتها التنافسية في هذه الصناعة، رغم المنافسة الكبيرة والحادة في الأسواق العالمية نتيجة امتلاكها نفوط الخام ذات خصائص تجعلها من أفضل اللقائم صلاحية لإنتاج زيوت التزييت. وذكرت أن الدول الصناعية توجهت منذ عقود طويلة نحو صناعة إعادة تكرير (تدوير) زيوت التزييت المستعملة، وأجرت الأبحاث العلمية والدراسات المكثفة للتوصل إلى أفضل التقنيات التي تحقق الاستفادة القصوى من المزايا الاقتصادية والبيئية لهذه الصناعة، في ظل تنامي الاهتمام العالمي بالمحافظة على الموارد الطبيعية وحماية البيئة من التلوث. وبينت (أوابك) أن تلك الدول عملت على تطوير البنية التشريعية والقوانين المنظمة لها، فضلا عن تقديم الدعم المالي والإعفاءات الضريبية وتنظيم الحملات الإعلامية الموجهة لكل شرائح المستهلكين للترويج للفوائد الاقتصادية والبيئية للزيوت المعاد تكريرها. ولفتت إلى أن الدول الأعضاء أولت اهتماما ملحوظا بتطوير عمليات إعادة تكرير زيوت التزييت المستعملة، بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل لثرواتها الهيدروكربونية وحفظ مواردها الطبيعية، وتعزيز التزامها بالمتطلبات والتشريعات الخاصة بحماية البيئة من التلوث. وأشارت إلى أن العقدين الأخيرين شهدا العديد من معامل إعادة تكرير زيوت التزييت المستعملة، سواء عن طريق التعاون بين الشركات الوطنية والشركات النفطية العالمي أو من خلال شركات القطاع الخاص. وبينت (أوابك) في هذا الصدد أنها حرصت على متابعة التطورات المتعلقة بصناعة إعادة تكرير زيوت التزييت والتأكيد على أهميتها الاقتصادية والبيئية، إذ عقدت العديد من الندوات العلمية التي تشكل مرجعا أساسيا وتوثيقيا للتطورات العربية في هذه الصناعة على مدى العقود الثلاثة الماضية، كما نشرت عبر دورياتها العلمية العديد من الدراسات والأوراق العلمية في هذا الشأن.