تهافت زوار سوق عكاظ في نسخته التاسعة هذا العام على شراء الأطعمة الشعبية التي تمثل جزءا أصيلا من ثقافة المجتمع المحلي بمعظم مناطق المملكة والخليج، ويأتي الخبز الجمري الذي يصنع من الدقيق البر الأسمر، مضافا إليه بعد "خبزه" ونضوجه العسل الجبلي والسمن البري. ويقوم على صناعة هذه الأطعمة الشعبية في سوق عكاظ، التي خصص لها حوانيت وبازارات، نساء عايشن العصر الماضي، لديهن مهارة وخبرة في صناعة تلك الأطعمة الشعبية، التي لاقت رواجا منقطع النظير على جادة سوق عكاظ، ومن بين تلك النساء اللاتي وضعن لهن بصمة في سوق عكاظ منذ النسخة الثالثة وإلى هذا العام، السيدة أم خالد، من مدينة الطائف، وتقوم بتجهيز الأدوات التي تساعدها على صناعة الخبز الجمري كما تسميه، من الصاج والفحم والدقيق والسمسم. ويتراوح سعر الخبزة الواحدة التي تصنعها "أم خالد" من سبعة إلى عشرة ريالات، بحسب ما يضاف إليه من السمن والعسل والسمسم، ويستغرق طهي الخبزة الواحدة من الوقت قرابة الخمس دقائق، فيما يساعد السيدة أم خالد ابنها "طامي" الذي لم يتجاوز عمره العاشرة، ويقوم بتجهيز المواد التي تطلبها والدته من الدقيق المعجون سلفا، وتحضير المواد المضافة إليه من السمن والعسل، فيما يقوم "طامي" بعمل إضافي آخر بجانب والدته يتمثل في تحضير الشاي على الجمر وبيعه على الزوار. وأبدى عدد من الذين اشتروا الخبز الجمري، الذي تصنعه السيدة أم خالد على إعجابهم بهذه الأطعمة الشعبية، وبطريقة صناعتها، التي تتماشى مع المشهد الحضاري الذي تعيشه المملكة بالاهتمام بالنظافة العامة واستخدام الجوارب البلاستيكية في عملية تحضير الخبز، للمحافظة على نظافة منتجها وطريقة عرضه للمتسوقين بالجادة التي شهدت تزاحما على شراء ذلك الخبز الجمري من قبل الأسر التي تزور سوق عكاظ هذا العام.