×
محافظة المدينة المنورة

الأرصاد تتوقع أمطار رعدية على 7 مناطق

صورة الخبر

لا تقل أهمية الاهتمام بعادات الطفل الغذائية، عن أهمية متابعة نشاطاته اليومية الأخرى، كالذهاب إلى المدرسة، أو نشاطاته الاجتماعية مع إخوته وأصدقائه، حيث يشكل اعتماد العادات الغذائية السليمة، في عمر مبكر، أساساً لمستقبل صحي واعد. وبما أن الوالدين يمثلان القدوة الوحيدة التي يحتذيها الطفل في سنواته الأولى، وجب عليهما الالتفات إلى تبني عادات غذائية صحية، من أجل تشجيع الطفل عليها. من جهتها قالت أخصائية التغذية هلا أبو طه: يجب تعريف الطفل بالمجموعات الغذائية المختلفة، كالفواكه والخضراوات والحبوب ومشتقات الألبان والبروتينات، وشرح فوائد كل منها بطريقة مشوّقة ومسلية، وتشبيه ألوان الفواكه والخضراوات بألوان قوس قزح، حيث يمكن أن نطلب من الطفل أن يرتب الفواكه والخضروات التي يحبها على شكل قوس قزح، على أن يلتزم بتناول كل ما قام باختياره، ويمكن اعتماد خمس خيارات يومية، ما يعني أن يتناول الطفل نوعين من الفاكهة وثلاثة أنواع من الخضراوات يومياً. وأضافت، يجب تجنب اعتماد الحلويات لمكافأة الطفل على الأفعال الجيدة، حيث سيدفعه ذلك للتعلق بالحلويات والأطعمة غير الصحية، وتشجيع الطفل على المشاركة في تحضير وجبة ال التي يصطحبها إلى المدرسة، حيث يزداد إقباله على تناول الطعام الصحي الذي شارك في تحضيره بنفسه، مع اصطحاب الأطفال في جولة لشراء البقالة، وقضاء الوقت في تعرف أقسام الطعام الصحي، وتجنب أقسام الحلويات والأطعمة الاصطناعية قدر الإمكان. العناصر الغذائية للوجبة المدرسية وأكدت أن الكثير من الأهالي يواجهون صعوبة في تحضير وجبة صحية، ليصطحبها الطفل إلى المدرسة، وخصوصاً أثناء البحث عن خيارات جديدة من الأطعمة الصحية التي تنال رضى الطفل، وقد يغفلون عن بعض المكونات الغذائية التي يجب أن تتوافر دائماً في وجبة المدرسة، منها: الفواكه أو الخضراوات والبروتينات ومنتجات الألبان والعصير أو الماء. وعرضت الأخصائية هلا بعض المقترحات لمساعدة الأم على إعداد وجبة صحية ولذيذة في الوقت نفسه، منها: ضرورة الابتعاد عن الفواكه المجففة وأسياخ الفواكه بسبب احتوائها على نسب عالية جداً من السكر، وأن تستبدل بها علبة صغيرة من الفواكه الطازجة أو الخضراوات المشكّلة، مثل الطماطم والخيار، أما الألبان فيجب وضع بعض المقرمشات أو البسكويت في وعاء صغير مع أكواب صغيرة من اللبن الزبادي، التي يمكن شراؤها من أي متجر، وستمثل تلك إضافة صحية لصندوق ال الخاص بالطفل، ومن أجل تجنب الزبادي السيّئ، من المفضل تجميد الزبادي في المنزل، ومع حلول وقت ال في المدرسة، سيكون الزبادي قد ذاب تماماً، وخيار آخر يمكن وضع علبة صغيرة من الحليب. بدائل صحية ونصحت باستبدال البروتين بشطيرة الجبن أو زبدة الفول السوداني، إذ يمكن وضع شريحة من الديك الرومي أو لحم البقر المشوي في شطيرة. وجدير بالذكر، أن البروتين لا يوجد في اللحوم فحسب، بل في البيض المسلوق أو الحبوب المطهوة أيضاً، أما من حيث النشويات فيمكن استخدام خبز البيتا الدائري، أو الخبز الأسمر، أثناء إعداد شطيرة، ومن الأفضل خبز الكعك في المنزل، ووضع الفواكه أو الخضراوات، مثل الكوسا والتفاح في داخله، ويمكن كذلك وضع بعض البسكويت والحبوب الخاصة بالإفطار التي لا تحتوي على نسبة عالية من السكر، أما المشروبات فلا خيار أفضل من زجاجة الماء، وينبغي تجنب العصائر التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر، ولكن يمكن إضافتها إلى صندوق ال مرتين في الأسبوع، ويمكن وضع العصير الطازج، مثل عصير البرتقال في زجاجة المياه. وأشارت إلى أن تغيير عادات الأكل أو التكيّف مع عادات أكل جديدة يستغرق وقتاً أكثر ممّا يمكنك توقّعه، لذلك يجب أن تكون هذه التغيرات على مراحل، وحتى لو لم يتقبلها أحد أفراد الأسرة، يجب الاستمرار في المحاولة، لأن الأمر يستحق العناء بلا شك. شروط تعبئة الطعام وقالت: مع العلم أنّ الطعام مهم جداً، فإن التأكد من تعبئة طعام ال بشكل جيد وصحي لتناوله في المدرسة مهم أيضاً، ليكون صندوق ال صحياً، يجب اختيار صندوق عازل، أو وضعه في علبة مياه مجمدة، للحفاظ على برودته، وإذا تم إعداد صندوق ال في الليلة السابقة، يمكن حفظه في الثلاجة، يجب أن تبقى الأطعمة القابلة للتلف مثل منتجات الألبان والبيض وشرائح اللحوم باردة، ويجب تناولها في غضون نحو أربع ساعات فقط من تحضيرها، وتضمن لك هذه الخطوات الاحتياطية وجبة لذيذة وصحية. وأضافت، سواء اخترت إعداد شطيرة أو حبوب مطهوة، يجب التأكد من تعبئة صندوق ال بالخيارات التي من شأنها أن تزود الأطفال بالنشاط والطاقة طيلة اليوم، ونبالغ غالباً في تقدير قدرات الأطفال، لذلك لا بدّ من اتخاذ بعض الخطوات لتمكين الأطفال من الاستفادة من كامل قدراتهم. وننصح بتحضير صندوق ال مع الطفل، وتغيير خيارات الطعام من أجل الحصول على تجربة أكثر متعة. تجنب البدانة وأكدت أنه يجب على الأمهات تعويد أطفالهن على اعتماد نمط غذائي صحي، من خلال توفير خيارات صحية طوال الوقت، بهدف الحدّ من الخيارات غير الصحية قدر الإمكان، ومن ضمنها، الأطعمة الغنية بالسكر، يمكن لهذه الأطعمة أن تلعب دوراً أساسياً في بدانة الطفل. وتأتي هذه الأطعمة بأشكال عدة، وأغلبها الحلوى والسكاكر، والوجبات السريعة، ينصح بالابتعاد عنها قدر الإمكان، لأنها تحتوي على الكثير من المواد الحافظة ونسبة عالية من الدهون، والأطعمة المقلية، فهي غنية بالسعرات الحرارية العالية. دور المدرسة وأوضحت الأخصائية هلا أن معظم الأطفال يقضون نحو ثلث يومهم في المدرسة، التي تمثل المصدر الأول للمعلومات بالنسبة للأطفال، لذلك يجب على المدرسة توفير خيارات غذائية صحية للطلاب بشكل يومي، ليعتاد الأطفال على ذلك، وبالتالي لن يتقبلوا أي خيارات أخرى غير صحية، وهناك مثل يقول العقل السليم في الجسم السليم، يجب أن يتناول الأطفال وجبات غذائية متوازنة، تحتوي على المجموعات الغذائية الخمس (الحبوب والألبان والفواكه والخضراوات والبروتينات)، كما أنه من المهم جداً تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات، لأنها ترفع من معدلات السكر في الدم، لإعطاء طاقة عالية، وبعدها ستنخفض معدلات السكر في الدم بشكل مفاجئ، مما يؤثر سلبيا في أداء الطفل في المدرسة. وظائف أكثر فاعلية ومن جانبه، يصف أخصائي التغذية، الدكتور محمد يوسف محمد، التغذية الصحية والجيدة بأنها التي تحتوي على الكربوهيدرات، والدهون، والماء، والفيتامينات والمعادن، والعناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم بكميات ضئيلة، والألياف. ويقول: إن الحصول على هذه المواد الغذائية يضمن صحة جيدة وقيام الجسم بأداء وظائفه بشكل صحيح. ويوضح أن تقديم التغذية السليمة والنشاط البدني للأطفال في سن دخول المدرسة، أي بعد سن الروضة وقبل سن المراهقة، يجب أن يكون في مقدمة الأولويات، من أجل أن يتمتعوا بصحة طيبة ووزن صحي، مشيراً إلى أنه في هذه الفترة يبدأ الأطفال بالابتعاد عن منازلهم، وبالتالي يوجد أناس من خارج الأسرة يكون لهم دور في تشكيل اختيارهم للأطعمة. أطعمة خاصة؟ وعن العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الطفل قال د. محمد: لا يحتاج الأطفال لأية أطعمة خاصة من أجل نموّهم وطاقتهم وصحتهم، بل هم يحتاجون إلى العناصر الغذائية نفسها التي يحتاج إليها الكبار، ولكن بمقادير مختلفة وهناك ثلاثة عناصر غذائية يجب الاهتمام بها وهي الحديد والكالسيوم والزنك للنموّ. أما أطفال المدارس من الفئات الحساسة تجاه بعض الأطعمة، فقد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض سوء التغذية، ولذلك لا بدّ من الاهتمام بتصحيح العادات والسلوكات الغذائية في المنزل والمدرسة. فقر الدم: الناجم عن نقص الحديد، ويُعدّ من أكثر الأمراض انتشاراً، خصوصاً عند البنات. ولذا يجب الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالحديد، مثل الكبد واللحوم والخضراوات الورقية. تسوّس الأسنان: يجب تناول فيتامين(A) بوفرة، وهو ضروري في تكوين طبقة المينا، ويمكن الحصول عليه من الأغذية التالية (البيض، الحليب، الجزر) وتناول فيتامين(C) وفيتامين(D). ومن أسباب ذلك: الإفراط في استخدام أجهزة اللاب توب والكمبيوتر وتصفح الإنترنت ومشاهدة التلفاز. الإفراط في تناول الوجبات السريعة، والمياه والمشروبات الغازية، والدهون، والحلوى. ولعلاج هذه المشكلة الكبيرة التي تهدد صحة هؤلاء الأطفال المعرضين للإصابة بالأمراض الخطرة في الكبر، يجب تناول وجبة الإفطار، وهي الوجبة التي يتناولها في بداية يومه، لتجديد نشاطه، بعد فترة نوم قد تصل إلى ثماني ساعات بدون طعام، وإهمالها يؤدي إلى عدم القدرة على التركيز والتحصيل. كذلك يسهم الإفطار في الحفاظ على مستوى السكر في الدم، ولذا يجب الاستيقاظ مبكراً في الوقت الذي يسمح بتناوله قبل الخروج من المنزل. ويضاف إلى ذلك التصرف بحكمة مع أنواع الطعام التي تجذب الأطفال وخاصة الوجبات السريعة، وأن نستبدل بالمشروبات الغازية العصائر الطبيعية. ونشجّع على نشاط بدني مثل المشي ولعب الكرة والسباحة.