ـ «نزاهة» ترفع أسماء بعض الوزراء إلى الملك لأنهم غير متعاونين معها؛ حسناً هذا أمر جيد ووضع للنقاط على الحروف ولو بشكل متأخر، ولكن لماذا لا يتعاون هؤلاء الوزراء أصلاً؟ وهل يمكن اعتبار عدم تعاونهم مع «نزاهة» نوعاً من أنواع غير المبالاة الذي يتطلب تدخل الملك شخصياً؟! ـ لا أدري كيف تعاملت «نزاهة» مع السادة الوزراء غير المتعاونين معها طوال السنوات الماضية أم ماذا تريد منهم بالضبط؟ المهم أن عدم تعاونهم يؤكد لنا أنهم لا يأخذونها على محمل الجد، أو أنهم لا يعترفون بأهمية دورها ويرون أنفسهم منزهين عن أي متابعة أو نقد من أي نوع!! ـ المفترض أن يكون الوزير نفسه هو القدوة الحسنة الأولى لمنسوبي وزارته ومن يحثهم على التواصل مع «نزاهة» والإجابة على استفساراتها مهما كانت؛ فهل عدم تعاونه يعني أنه وبكل صراحة وزير غير مُبالٍ؟ أو أنه كما جرت العادة يحاول التغطية على مجموعة فاسدين في وزارته الموقرة؟! ـ نعرف جميعاً أن من لا يتعاون مع «نزاهة» فهو يكرهها أو يخافها لأنه يخفي شيئاً سيئاً، وفي المحصلة النهائية فهو فاسد في عرف الناس، و بالتالي فهو لا يستحق أن تُلطف الكلمة في حقه ويوصف بغير المتعاون بدلاً من غير المبالي؛ فهل هذا ما تريد أن تقوله لنا «نزاهة» ولكن بدبلوماسية مبالغ فيها كما تفعل دائماً؟! ـ نقدر كثيراً ما تعانيه «نزاهة» من فساد بعض الجهات والشخصيات الحكومية الكبيرة في البلد، ولكن ذلك لا يعني ألا تقول لنا الحقيقة كما هي، ولا يعني أيضاً ألا نفهم ما بين السطور من مثل هذا الخبر عن بعض وزرائنا المحترمين، وأعتقد أن «نزاهة» قالت في هذا الخبر المرتب في صياغته ما لا يحتمل اللبس، أو التفسيرات الحميدة!!