حققت القوات العراقية تقدما كبيرا في عملياتها العسكرية لتحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، معلنةً بدء الهجوم النهائي لاستعادتها من سيطرة تنظيم داعش. وأعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية، إبراهيم الفهداوي، أمس عن دخول قوات جهاز مكافحة الإرهاب إلى منطقة الملعب وسط الرمادي. وقال الفهداوي لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات العراقية ومتطوعي العشائر تتقدمهم قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من الدخول إلى منطقة الملعب وسط مدينة الرمادي وتطهيرها من سيطرة مسلحي (داعش) بعد التنسيق مع الأهالي الذين أخلوا المنطقة قبل دخول مقاتلينا إليها، وعند دخول القوات من جهة شارع 60 المحاذي لمنطقة الملعب دارت معارك شرسة تمكن فيها مقاتلونا من القضاء على مسلحي تنظيم داعش بعد قتل العشرات منهم وإحراق كثير من العجلات التي كان يستخدمونها». وأشار الفهداوي إلى أن «القوات الأمنية في المحور الشمالي وصلت هي الأخرى إلى مشارف مقر عمليات الأنبار بعد تطهير مناطق البو ذياب والبو فراج والتقدم من جهة الشمال إلى وسط المدينة، بينما تتقدم قواتنا من المحور الجنوبي إلى منطقة العزيزية بعد تحرير منطقة حي التأميم بشكل كامل». وأضاف: «من هذه المحاور الثلاثة سيتم بإذن الله تحرير مدينة الرمادي بالكامل في غضون أيام». من جهة أخرى، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، عن مقتل 29 مسلحا من «داعش» وتدمير 51 هدفا متنوعا شرق الرمادي. وقال جودت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية وبإسناد من قوات الشرطة الاتحادية استطاعت قتل 29 إرهابيا من تنظيم داعش خلال مواجهات واشتباكات في منطقة حصيبة (7 كلم شرق الرمادي)». وأضاف أن «القوات الأمنية استطاعت خلال تقدمها، شرق الرمادي، تدمير 51 هدفا متنوعا بينها أوكار ومضافات ومنصات إطلاق صواريخ وآليات ثقيلة». وفي السياق ذاته أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار بأن 30 عنصرًا من تنظيم داعش قتلوا بمعارك تطهير القاطع الشرقي في مدينة الرمادي، فيما أكد تدمير سبع عجلات وتفجير شاحنة مثبت عليها منصة لإطلاق الصواريخ. وقال المصدر إن «القوات الأمنية من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر نفذوا، صباح السبت، عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت معاقل وتجمعات تنظيم داعش في مناطق الصوفية والسجارية والطوك وجزيرة البوفهد (5 كلم شرق الرمادي)، مما أسفر عن مقتل 30 عنصرًا من التنظيم». من جانب، آخر كشف عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي أن تنظيم داعش بدأ باستخدام عبوات ناسفة وسيارات مفخخة محملة بمادة الكلور التي حصل عليها من مناطق في مدن الأنبار وأخرى تم نقلها من سوريا إلى المناطق الغربية في المحافظة. وقال الفهداوي لـ«الشرق الأوسط»: «إن مسلحي تنظيم داعش استولوا على عدد كبير من محطات تصفية مياه الشرب التي تحتوي على كميات كبيرة من الكلور الذي يستخدم لتصفية وتعقيم مياه الشرب، وهي على شكل مادتين سائلة ومسحوق، والمحطات موجودة في كل المدن التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي كمدينة الفلوجة والرمادي وهيت وعانة وراوة والقائم». وأضاف الفهداوي: «كما قام التنظيم الإرهابي بنقل كميات كبيرة من المواد السامة من سوريا إلى مدن الأنبار ووزع عددا من القناني المفخخة الممزوجة بغاز الكلور على خلاياه في القائم وهيت وعانة وراوة، كما قام التنظيم بافتتاح مخابئ ومختبرات خاصة في المناطق الغربية للأنبار يشرف عليها خبراء في المواد السامة من جنسيات عربية وأجنبية مع تدريب عناصرهم على طرق استخدام المواد الكيماوية والسامة في التفخيخ وربطها بالصواريخ والقذائف».