في الطريق إلى مطار عدن الدولي، جنوبي اليمن، العائد مؤخراً إلى الشرعية اليمنية بعد طرد الانقلابيين الحوثيين منه منذ نحو شهر من الآن، تستوقفك الكثير من مشاهد الدمار الواقعة على طول الطريق، ومخلفات الحرب بما فيها الأسلحة الثقيلة المحترقة في أكثر من اتجاه كشاهد عيان على حجم المواجهات الشرسة التي استمرت أكثر من 4 اشهر بين ميليشيات الحوثي المسنودة من ألوية الحرس الجمهوري التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة وأفراد المقاومة الشعبية المدعومة من دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية من جهة أخرى. أول ما يلفت نظر الزائر للمطار قبل ولوجه الساحة الأمامية منه ، المظاهر المسلحة عربات وجنود ولجان شعبية ، لا تسمح بالدخول إلا بتصريح مسبق أو بطاقة تعريف للمهمة التي قدمت لأجلها كإجراء أمني فرضته الظروف الحالية. العقيد عبد الله قائد محمد، مدير أمن المطار رحب بالخليج وطاف معها بمختلف الأقسام والصالات لرصد مظاهر الدمار والتخريب التي طالت جميع محتويات المطار وحولته إلى أشبه ما يكون بالخراب الكبير، ولعل صور خلو المطار من الناس عدا بعض العاملين فيه وتناثر مخلفات القصف والزجاجات المهشمة وأسلاك الكهرباء المتدلية في اكثر من مكان تنطق بفصيح أحزانه. عقب خروج ميليشيات الحوثي بدا المطار وكأنه كومة خراب كبيرة استدعت تضافر كل الجهود المحلية ودول التحالف العربي، هكذا استهل العقيد قائد حديثه للصحيفة، وأضاف: الدمار والخراب طال كل شيء، البرج وصالات المغادرة والوصول والمدرج والأجهزة الفنية المتمثلة في الكهرباء والديكور والتكييف والأجهزة الملاحية والعربات وسيارات الإطفاء وأجهزة الكشف وغيرها، الأمر الذي أدى إلى تدخل عاجل وسريع من قبل الحكومة الشرعية والسلطة المحلية في المحافظة بالتعاون مع دول التحالف العربي التي قدمت خبراء وفنيين ، خاصة من دولة الإمارات العربية المتحدة تم إرسالهم على عجل، حيث شهدت أيام ما بعد طرد الحوثيين أعمالاً دؤوبة في النظافة والصيانة وتركيب بعض الأجهزة وصولاً إلى الحد الأدنى من الجهوزية والتي على اثرها استقبل المطار عدداً من الرحلات خاصة العسكرية منها. وأردف بكل تأكيد المطار بحاجة إلى إعادة تأهيل في كل مرافقه وبمعنى أشمل يحتاج الى عملية بناء جديدة بعدما طال الخراب كل محتوياته، إلا أن الظروف الحالية التي يمر بها اليمن تستوجب عمل المستحيل لتحقيق الجزء اليسير من الجاهزية لضمان وصول الرحلات إليه خصوصاً وهو بوابة عدن واليمن الى العالم حالياً. واستطرد قائلاً: قمنا بتجهيز صالتين واحدة للوصول وأخرى للمغادرة وتشغيل بعض الأجهزة الخاصة بفحص المعدات والأمتعة كإجراء أولي لحين تجهيز بقية المرافق والتي لم يتبق منها القليل خاصة اعمال التكييف والكهرباء والصيانة للواجهات الأمامية وكبائن التدقيق على التذاكر والحجوزات وأجهزة الفحص وخطوط سير ونقل أغراض المسافرين والواصلين، وإجمالاً يمكننا القول إن الجميع في عدن ودول التحالف العربي حريصون على تجهيز المطار ولو بالحد الأدنى ليتسنى له استقبال الطائرات والملاحة الجوية بشكل عام. وعن قدرة المطار بوضعه الحالي على استقبال رحلات الطيران ذهاباً وإياباً قال: بإذن الله سيكون المطار جاهزاً بدءاً من الأسبوع الحالي ولم يتبق لنا إلا بعض التجهيزات التي نأمل ان نفرغ منها خلال اليومين القادمين، خصوصاً وقد استقبل المطار الأسبوع الماضي إحدى الرحلات الجوية وحملت عدداً من اليمنيين العالقين في جيبوتي ، وننتظر وصول المزيد من الرحلات ومن مختلف شركات الطيران في القريب العاجل.