×
محافظة مكة المكرمة

( رنية ) تقدّم فنونها الشعبية بسوق عكاظ

صورة الخبر

لم تمنع العراقيل المادية وانحسار أضواء الدعاية والإعلام رياضة الشطرنج في تونس من أن ترسم لنفسها طريقا واضحة نحو العالمية ومنافسة المنتخبات اللامعة في الرياضة الفكرية الأكثر شعبية في العالم. ومنذ تتويجها ببطولة أفريقيا في فبراير/شباط 2015، توسعت قاعدة طموحات الشطرنج التونسي التي كانت مقصورة على الإشعاع القاري، لتبلغ المراهنة على التتويج ببطولة العالم المدرسية التي تستعد تونس لاحتضانها في أبريل/نيسان 2016. ورغم عراقته وإنجازاته، ظل الشطرنج في تونس بمنأى عن اهتمام السلطات وخارج دائرة أضواء الإعلام في ظل استقطاب الرياضات البدنية بالنصيب الأعظم من التغطية والمتابعة والدعم. وحسب الحكم والأستاذ الدولي البشير المسعودي، يعود ظهور الشطرنج بتونس لأوائل العشرينيات من القرن الماضي، ولكنه ظل مجرد رياضة فكرية وهواية تمارسها العامة للترفيه قبل أن تنتظم في نشاط رسمي في أكتوبر/تشرين الأول 1960 عندما تأسس الاتحاد التونسي الذي أخذ على عاتقه تطوير الشطرنج وتنظيم المسابقات المحلية والمشاركة في التظاهرات الخارجية. وقال المسعودي إن الشطرنج اكتسب شعبية كبيرة في تونس منذ الاستعمار الفرنسي، قبل أن تظهر نواد عديدة في الخمسينيات من القرن الماضي، مثل دار الجلد بالعاصمة ومنزل تميم (شمال) وغيرها. وكانت المقاهي هي الفضاء الأمثل لممارسة اللعبة آنذاك. إقبال متزايد وتزايد إقبال التونسيين على ممارسة الشطرنج في السنوات الأخيرة، إذ ارتفع عدد النوادي المنضوية تحت لواء الاتحاد إلى مائة ناد في 2015 بعد أن كان 57 في 2012، فيما تطور عدد المجازين بشكل سريع ليبلغ 1200 لاعب في مفتتح العام الحالي. وقال الأمين العام للاتحاد عصام علوي للجزيرة نت إن رياضة الشطرنج استهوت الآلاف من الشبان، ولم تعد مجرد هواية فكرية بل رياضة قادرة على الإشعاع بتونس في التظاهرات الدولية بعد أن كسبنا الريادة على المستوى الأفريقي. وكانت تونس توجت ببطولة المنطقة الأفريقية المؤهلة لكأس العالم التي دارت في فبراير/شباط الماضي وشهدت مشاركة ثماني دول. وتحصل بطل أفريقيا أمير الزعايبي على شهادة أستاذ دولي، كما تأهل إلى كأس العالم التي ستقام من 10 سبتمبر/أيلول إلى 4 أكتوبر/تشرين الأول 2015 بأذربيجان. طموحات رغم التهميش من جانبه، اعتبر رئيس الاتحاد التونسي يسري الدالي أن ارتفاع عدد المجازين والأندية لا يعكس بالمرة الظروف الصعبة التي تعانيها هذه الرياضة والعراقيل التي تحيط بها بسبب سياسة اللامبالاة والتهميش من قبل السلطات والتي جعلت الشطرنج من رياضات الدرجة الثانية رغم عراقته. وقال الدالي للجزيرة نت إن الشطرنج قدم صورة ناصعة لتونس في المسابقات القارية والدولية، ولكن ذلك لم يشفع له لدى السلطات التي لا تزال تنظر نظرة دونية لهذه اللعبة مقارنة بالألعاب الجماعية والفردية. وردا على الاتهامات الموجهة للسلطات بتهميش اللعبة، نفى المدير العام للرياضة الصغير زويتة تعمد وزارة الرياضة تهميش الشطرنج وعرقلة سبيله نحو الارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة. وقال إن الحكومة تعهدت بدعم كل الرياضات التي تسعى لتوسيع رقعة وجودها بالجهات الداخلية والتي تشجع العمل القاعدي وتكوين الشبان. واعتبر أن بطولة العالم المدرسية 2016 ستجد كل الدعم والتشجيع من قبل السلطات لضمان نجاح تونس فيها تنظيميا ورياضيا. وكانت تونس نالت شرف احتضان بطولة العالم المدرسية من 30 أبريل/نيسان إلى 6 مايو/أيار 2016 والتي ستشهد مشاركة أكثر من 2500 لاعب من 150 دولة.