باريس (رويترز) - أثار قرار باريس الاحتفاء بتل أبيب الخميس في مهرجانها السنوي (الشاطىء على نهر السين) جدلا إذ قال منتقدون إن هذا غير لائق بعد مقتل رضيع فلسطيني في حادث حرق عمد بالضفة الغربية. وفي فرنسا أكبر جالية يهودية وكذلك أكبر جالية مسلمة في أوروبا وكثيرا ما تثير موجات العنف في الشرق الأوسط توترات بين الجاليتين. ويحول المهرجان الذي يقام في وسط باريس ضفتي النهر كل صيف إلى شاطىء مؤقت بكل تفاصيله من الرمال والمصطافين الذين يستمتعون بالشمس إلى المشروبات المثلجة والكرة الشاطئية. وكثيرا ما يحتفى بمدن أجنبية مطلة على البحر. لكن هذه المرة سينتشر نحو 300 رجل شرطة بالمنطقة المخصصة لتل أبيب بين جسرين قرب كاتدرائية نوتر دام في باريس من العاشرة صباحا إلى العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (0800-2000 بتوقيت جرينتش) يوم الخميس وهو اليوم المخصص للمدينة الإسرائيلية في المهرجان الذي يقام على مدى شهر. وبالنسبة لرئيسة بلدية باريس آن ايدالجو ونائبها برونو جوليارد فإن الحدث يتعلق بالحوار بين الحضارات. وقال جوليارد لرويترز يجب أن نسلط الضوء على من يؤيدون القيم القريبة من قيمنا وهو الحال بالنسبة لتل أبيب .. فهي مدينة كثيرا ما يعبر أكثر الإسرائيليين تشددا عن بغضهم لها. ودعت جماعات مؤيدة للفلسطينيين وجماعات يسارية إلى التجمع غدا الخميس في نفس المنطقة ليصنعوا بأنفسهم غزة على السين. وقال إريك كوكيريل من حزب اليسار لا يمكن أن نتصرف وكأن الأمور طبيعية (في تل ابيب) على بعد 40 دقيقة من القدس والأراضي المحتلة ونقول إن باريس ستحتفل بوجه معين من أوجه الحياة .. تل أبيب على غرار شاطىء كوباكابانا.. لن يكون هذا لائقا. وأضاف لا يمكن أن نحتفل بأحد أوجه الحياة ومتعة الحياة على الشاطىء بعد بضعة أيام فقط من إحراق رضيع. وقتل فلسطيني وابنه الذي لم يتجاوز عمره 18 شهرا حين أشعلت النار بمنزلهما في قرية دوما في 31 من يوليو تموز وهو العمل الذي وصفه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه إرهاب. وجمعت عريضة على الانترنت تطالب بإلغاء الاحتفال الذي سيقام على نهر السين اكثر من 20 ألف توقيع. وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على موقع تويتر أقدم دعمي الكامل لمبادرة مدينة باريس. وأضاف لنوقف تدفق الحماقة معلقا على الانتقادات لهذا الاحتفال. وقال ايتان شوارتز مستشار رئيس بلدية تل ابيب رون هولداي للشؤون الخارجية على صفحته على فيسبوك لدينا أصدقاء في فرنسا ووقوفهم الى جانبنا مصدر إلهام. وشددت الإجراءات الأمنية في باريس منذ هجمات يناير كانون الثاني التي قتل فيها 17 شخصا ونفذها إسلاميون متشددون استهدفوا صحيفة شارلي ابدو ومتجرا للأطعمة اليهودية. وبعد هذه الهجمات قال نتنياهو إنه يريد زيادة هجرة اليهود من فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية التي ذكر أن بها معاداة بشعة للسامية. وأثار هذا بعض التوتر مع الحكومة الفرنسية التي قالت ليهود فرنسا إنهم ينتمون إلى فرنسا وإنها ستوفر لهم الحماية. واتخذ قرار إقامة احتفال تل أبيب على نهر السين حين زارت ايدالجو المنطقة في مايو ايار. وذكرت بلدية المدينة أنه تم عقد شراكات بأشكال أخرى مع مدن فلسطينية في ذلك الحين. (إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)