دعا معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي إلى قانون للشهيد يحفظ البذل والعطاء من التطاول، فيما قدم وفد من جمعية كلنا الإمارات أمس العزاء إلى أسر شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم فداء للواجب. وخصصت خطبة الجمعة أمس موضوعها حول شرف تلبية نداء الوطن، وذكرت أن نيل الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن الأوطان مكرمة جليلة ومنحة كبيرة يمن الله تعالى بها على من يشاء. وتفصيلاً، قال معالي الدكتور أنور قرقاش في حسابه عبر تويتر: من الضروري أن نصون ذكرى الشهيد وتضحيته وعطاءه، نحن بحاجة لقانون للشهيد يحفظ البذل والعطاء ومعانيه من أي تطاول أو تجاوز. مواساة وقدم وفد من جمعية كلنا الإمارات برئاسة مسلم سالم محمد بن حم العامري واجب العزاء إلى أسر شهداء الوطن الشهيد العريف أول جمعة جوهر جمعة الحمادي والشهيد العريف أول خالد محمد عبد الله الشحي والشهيد العريف أول فاهم سعيد أحمد الحبسي الذين قدموا أرواحهم فداء للواجب الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل. كما قدم الوفد التعازي وصادق المواساة إلى أسرة الشهيد العريف عبدالرحمن إبراهيم عيسى البلوشي الذي لقي وجه ربه إثر حادث تدهور آلية نقل خلال أدائه الواجب الوطني أثناء تواجده في المملكة العربية السعودية الشقيقة للمشاركة في عملية إعادة الأمل ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة للوقوف إلى جانب الشعب اليمني وحكومته الشرعية. تعاز وعبر رئيس مجلس إدارة الجمعية عن صادق تعازيه لأسر الشهداء سائلا الله العلي القدير أن يتغمد شهداء الوطن بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، كما أكد أن شهداء الواجب هم أكرم بني البشر حيث قدموا أرواحهم وهي أغلى ما يملك الإنسان في سبيل رفعة الوطن وأمنه واستقراره ومسقبل أبنائه وخلدوا أسماءهم بأحرف من نور في التاريخ ضمن أبطال الإمارات والأمة العربية. ولفت إلى أن الشهداء هم نبراس ورمز لجميع أبناء الوطن والذين لن يبخلوا بالدماء والأرواح لأجل الوطن ليبقى شامخا آمنا مستقرا في ظل قيادته الحكيمة وواحة للأمن والأمان وعنوانا للتعايش والسلام. نداء وجاء في خطبة الجمعة حول شرف تلبية نداء الوطن أن درجة الشهداء كبيرة ومنزلتهم رفيعة، فهم أحياء فرحون عند ربهم يرزقون، قال الله جل وعلا مذكراً بعظم منازلهم: ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وذكرت الخطبة أن جنود الإمارات البواسل في القوات المسلحة، هم حصننا الحصين ودرعنا المتين، وهم موضع فخر واعتزاز، لبوا نداء الواجب ووضعوا أرواحهم فداءً لذلك، وضربوا أروع الأمثلة في نصرة الشقيق والصديق، وسطروا صفحات مجيدة من البذل والتضحية، ورفعوا راية الدولة خفاقة عالية، متحلين بالشجاعة والبسالة، متسلحين بالعزيمة والإقدام، لا يثنيهم عن واجبهم شيء، متآزرين متلاحمين، وبحبل الله معتصمين، وبالأجر العظيم مستبشرين، وبنصر الله موعودين، قال الله تعالى: والذين قُتلوا في سبيل الله فلن يُضِل أعمالَهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرّفها لهم، يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض. جزاء وأضافت: فطوبى لأبناء هذا الوطن الأبرار، الذين التحقوا بركب الشهداء الأطهار، الموعودين بأعظم الجزاء عند العزيز الغفار، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر، وإن بركة الشهيد لا تقتصر عليه، بل تتعداه إلى أهله وذويه وأقاربه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه. ودعت الخطبة أهل الشهداء ليصبروا، فإن المؤمن صبور عند الابتلاء، ثابت عند المحن، لا تزيده المصائب إلا رسوخاً وصموداً، قال الله جل وعلا في بيان جزاء الصابرين الثابتين: ولَنبلُوَنّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون، فيا له من ثناء عظيم يناله الصابر الذي يحسن الظن بربه، ويوقن بقضائه وقدره، ويعلم أن النفع والضر بيده سبحانه، فيتسابق إلى تأدية الواجب بثبات ويقين، مردداً قوله تعالى: قل لن يصيبَنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون. حق وعدل وذكرت الخطبة أن الإسلام أمر بالاستقرار والسلام، ودعا للخير والوئام، وحذر من أهل الاعتداء والإجرام الذين يفسدون على الناس حياتهم، ويعتدون على الآمنين في أوطانهم، فأمر بدفع شرهم ورد كيدهم ودحر عدوانهم، قال الله جل وعلا: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين. كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأخذ على يد الظالم المعتدي، لمنع ضرره عن الناس، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره. ردع المعتدين جاء في خطبة الجمعة أن طاعة الحاكم واجب مؤكد، وفرض محتم، في مواضع الشدة والحزم وردع المعتدين، لما في ذلك من تحقيق الخيرات والمصالح، ودفع الشرور والمفاسد، وإرساء دعائم الحق والعدل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الإمام جُنة يقاتَل من ورائه ويتقى به، أي يقتدى برأيه ونظره في الأمور العظام والوقائع الخطيرة، ولا يتقدم على رأيه، ولا ينفرد دونه بأمر مهم. فهنيئاً لمن لبى نداء وطنه، وساهم في الدفاع عنه، وقدم العون لأشقائه، فظفر بالفضل العظيم والثواب العميم، الذي أعده الله سبحانه للمرابطين المجاهدين في سبيله.