نشرت صحيفة يديعوت الإسرائيلية اليوم نص وثيقة قالت إنها تمثل إستراتيجية جديدة للجيش الإسرائيلي، عوض تلك المتبعة منذ سبعين عاما، وتغييرا في التهديدات المتوقعة وأهداف الحرب. وتتضمن الوثيقة "العلنية" استبعادا للحروب مع الدول خاصة بعد تفكك سوريا، دون التطرق للتهديد النووي الإيراني، مع التركيز على تهديدات منظمات مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني، واستبعدت الوثيقة خيارات احتلال أراض أو إسقاط أنظمة حاكمة، وفي هذا إشارة واضحة لحركة حماس في غزة. وتضيف يديعوت أن الوثيقة -التي وردت في 33 صفحة، وذيلت بتوقيع رئيس الأركان غادي أيزنكوت- تحدد لأول مرة "مفهوم الأمن القومي والعسكري لدولة إسرائيل"، فضلا عن صياغة منظومة القدرات والتوقعات للجيش قبيل المواجهات التالية. وتذكر الصحيفة أن سبب نشر الوثيقة هو التقديرات بأن الحروب الكبرى بين الجيوش لن تعود، وأن التهديد الأساس هو مواجهات موضعية حيال منظمات دون دول ومنظمات إرهاب، لكنها توضح أن هناك وثيقة أخرى سرية. تعريف العدو وتبين أن تعريف العدو يحظى بالإيضاح في الوثيقة "فوفقا لتراجع التهديد بحرب شاملة حيال جيش دولة واحدة أو بضعة جيوش، تقرر في الإستراتيجية أن أساس التخوف هو من منظمات دون دول مثل حماس وحزب الله، أو منظمات إرهابية دون صلة بدولة مثل الجهاد العالمي وداعش". وتحدد الوثيقة ثلاثة أوضاع لاستخدام القوة في الحياة العادية والحرب والطوارئ، وهو ما يعني أن آخر عدوانين على غزة مواجهة محدودة "طوارئ" وليس "حربا"، وهو ما يعني أن الهدف "إعادة وضع الهدوء والحياة العادية دون سعي إلى تغيير إستراتيجي فوري". وهنا تقول يديعوت إنه لا ينبغي التوقع من الجيش الإسرائيلي أن يسقط في حملة من هذا النوع حكم حماس في غزة مثلا، إلا إذا جاء أمر آخر من القيادة السياسية التي تحدد وثيقة الجيش أن رئيس الأركان هو حلقة الاتصال الوحيدة معها الذي يترجم أوامرها إلى تعليمات عملياتية. وتتضمن الوثيقة موقفا يقضي بأن إسرائيل لن تبادر إلى الحرب لغرض احتلال الأرض أو تحقيق أهداف إستراتيجية، لكن مع ذلك "بناء القوة سيسمح بضربة نار عظيمة الحجوم ودقيقة في زمن قصير قدر الإمكان وفي نطاق أهداف واسع". وتوضح أن هدف بناء القوة في الساحة الشمالية عشرات آلاف الأهداف، بينما هدف بناء القوة في ساحة غزة آلاف الأهداف. وتلفت يديعوت إلى أن الغائب عن الوثيقة هوإيران وسلاحها النووي، باستثناء إظهارها كدولة عدو بعيدة، والحديث عن وقوفها خلف حزب الله وحماس.