×
محافظة المنطقة الشرقية

هيئة التحكيم تمنح 15 يوماً إضافية لموبايلي لتقديم مذكرتها الجوابية

صورة الخبر

تحدثت يوم الأربعاء الماضي حول (دعوى كرم حاتم)، وأنها أقرب للانتحال الأليق بأساليب سرد عباسية في لغة قَصّها.!. واليومَ لئن طاوعناكم جدلاً وقبلنا بالتالي تجاوزاً تميّيزَ: حاتمٍ كرماً، فإنّه ما كان له أن يكون كذلك لولا هذه الأسباب مجتمعةً: * أصل كرمه أنثويُّ المصدر إذ تأتى إليه وراثةً عن طريق أمه: عتبة بنت عفيف فيما أنتم وللتو تبخسون المرأة حقّها. وفي حال ابتغيتم ذكر المرأة ضرورةً في مجالسكم؛ قلتم بين يدي ذلك الذكر المشين: وفجأة دخلت مرة أنثى لكم الكرامة على الرغم من أنها هي من صنعت لكم مجد الكرم وأورثته حاتماً!! * بسببٍ من تطبيلٍ إعلاميٍّ أجوف وهو الشعر ألفينا حَبَّةَ: كرم حاتم وقد تضخّمت سفاهةً فغدت للناظر: قُبّةً كان من شأنها أن وَسِعت السماءَ ذكراً وبذخاً احتفالياً لا مثيل له! ولو أنّ الشعر- إعلامهم إذ ذاك قد توافر لكريمٍ آخر من أهلِ: وهطان في الجنوب الشرقيّ من: بريدة لتجاوز ذكره: حاتماً بمسافات طويلة وكان فيها هذا الأخير نسياً منسيّا.! فليحمد الله: الطائيون إذن على أنّ ولادة: محمد العوني كانت متأخرةً وإلا لكان للتاريخ مقالة أخرى غير التي تعرفون!. * ما من شيءٍ قد امتازت به قبيلة: حاتم يُمكن أن يُخوّلها في أن تفاخر بها القبائل الأخرى، فلم يكن بدٌّ حينذاك من صناعة زيف: كرم حاتم ابتغاء أن تُسدّ ثغرةٌ ما كان لها أن تُسد لولا دعوى الكرم الحاتمي!. * في الأمثال عند العرب يقولون: أكرم من حاتم الضُّحى! ذلك أنّ هذا الحاتم يقتاتُ لكرمه من قَطْعه الطريقَ ليلاً فيُعمل السيف قتلاً للظفر بمال الفقراء الذي يجود به: نهاراً/ ضُحىً على الموسرين لينال ذكرهم! وثمّة أسبابٌ المساحةُ لا تستوعب بسطها. أعلم أنّ هناك ممن أُحبّ وهم كثر لن يُعجبهم مثلَ هذا القول سيُحاجّونّي في شأنِ: سفانة وقصتها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يوم أن وقعت في الأسر.. والقصة في الجملة -عند أهل التحقيق- لا تعدو أن تكون من كيس أحد الوضاعين وهو: ضرار بن صرد أبو نعيم الطحان، فإنه كما قال يحيى بن معين: كذابان بالكوفة: هذا وأبو نعيم النخعي. وإن يكن لها أسانيد أخرى فهي بعامةٍ أسانيد مهترئة لا تصمد هي الأخرى عند التحقيق. وقال أحد المعنيين بتنقية القصص التاريخي من زيفه وأباطله ما يلي: وأقل أحوال هذه القصة أنها ضعيفة جداً، مع أن الحكم بوضعها غير بعيد؛ لأن علامات الكذب عليه واضحة! ولمن أراد التأكد والبحث عن مكان هذا الحديث فعليه بالمصادر التالية: 1 دلائل النبوة للبيهقي (5/341 ) 2 تاريخ دمشق لابن عساكر تراجم النساء (ص 151-) الشيءُ الذي أنا على يقينٍ منه هو حُبّي أهلَ حائل، وأنهم بلغوا من الكرم غايته فاستقام لهم الأمر بين الناس كافة، إذ صاروا به يعرفون وليس لـ: حاتم أيّ علاقة فيما شُهِر عنهم. ما يعني أنّ المساس بـ: حاتم ليس قدحاً في جغرافية المكان ولا نيلاً من تاريخيةّ القبيلة. هوامش لا بُدّ منها: 1 عن عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِى كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْراً فَأَدْرَكَهُ. يَعْنِى الذِّكْرَ. الحديث في المسند عند أحمد والحديث ليس بصحيحٍ وإن تكلف الألبانيّ تحسينه بشواهد. 2 هل أنّ الكرمَ بات في حقيقته: جاهليّة ذلك أنّه لا يفتأ ينصب أصناماً ويًثبت عجزه من أن يَغرسَ قِيماً أو أن ينشئ أفكاراً؟! ويمكنك أن تسأل مَن حولك: هل تعرف: عَرابة بن أوس الأنصاري ثم الحارثي؟ ومن هو طلحة الجود؟! وأيّ سخاء يطاول قامة قيس بن سعد بن عبادة؟ ومن ذ الذي طوى ذكر كرم عبد الله بن جعفر؟! وهؤلاء وسواهم من: كرماء العرب المسلمين كان الذي يُحرّضهم على الكرم أشياءُ غير التي كانت تُحرّض حاتما.! 3 وبالعودة إلى أحاديثنا عن الكرم التي أنشأناها إنشاءً فيما يُشبه الخيال، أمكننا العثور في ثنايا القصص على أننا مهووسون بأنفسنا إذ عَدَدنا: الكرم/ وشقيقاته اختراعاً عربيّا محضاً، لنا وحدنا صكوك براءته وليس لشعوب العالمين أيّ قدرة في الوصول إلى ما قد وصلنا إليه! (لابد من الاعتراف بأنّ ظاهرتنا الصوتية أمست مبحوحة)! 4 إذا ما أراد أحدكم أن يَعرف كرم أهل البلد الذين سيزورهم فليسألهم: ممكن أجد مطعماً قريباً من هنا؟! الكرماء حين يعرفون جراء سؤالك أنك: غريب لا يمكن أن يدلوك عليه وإنما يضطرونك راغما إلى أن يأخذوك إلى بيوتهم: قهوة/ وعشاء، أما غير الكرماء فيمكن لهم أن يصفوا لك في الشارع الواحد أكثر من عشرة مطاعم.!! ليس الكريم الذي يعطي عطيته على الثناء وإن أغلى به الثمنا بل الكريم الذي يعطي عطيته لغير شيء سوى استحسانه الحَسَنا نقلا عن الشرق