×
محافظة المنطقة الشرقية

«التجارة» تغلق مستودعاً ينتج وسائد طبية مقلدة وتصادر 30 ألف قطعة

صورة الخبر

هناك تفسيرات كثيرة للسلوك الصيني في المسألة السورية، منها التحالف الصيني - الروسي. هذا ليس صحيحا، لأن ما بين موسكو وبكين من الحذر التاريخي أكثر بكثير مما من الثقة والتحالف. ومنها تحالف الدولتين ضد التطرف، وهذا تفسير جزئي، ولا يكفي لأن تتجاهل بكين مواقف الدول الإسلامية والجامعة العربية ودول الطاقة في الخليج. فهي ليست أقل اعتمادا على النفط من أميركا وأوروبا. ليس هناك سبب واحد، ولكن هناك مجموعة أسباب، أهمها، على ما يبدو، أن الصين لا تريد لنفسها أكثر من صورة دولة تترك السياسة الخارجية للروس. بوتين يتحرك، وهي تتبع في صمت. سيرغي لافروف يخرج من مؤتمر صحافي ليدخل آخر، ووزير خارجية الصين يكتفي بقراءة بيان مقتضب كل ثلاثة أو أربعة أشهر. ودائما مكتوب ولا ارتجال. وكما ظن الروس أن الصين نسيت العداء التاريخي، قام الصينيون ببادرة حسنة حيال أميركا. فالشريك الأكبر ليس روسيا ولا شرق آسيا ولا أوروبا. إنه أميركا، «النمر من ورق»، الذي كان ماو تسي تونغ يهدد بإحراقه في نشرة السادسة كل مساء. الصين دولة غامضة، كثيرة الابتسام، قليلة الكلام، قليلة الزيارات (في الاتجاهين)، لكن ليس ذلك الغموض الإيراني. نياتها واضحة ومعلنة ومنضبطة حيال جميع جوارها وأعداء الماضي: اليابان، الهند والروس. لا تريد نقل آيديولوجيتها إلى أي مكان، و«الكتاب الأحمر» في متحف الشمع. أما السياسة الإيرانية المتعمدة الغموض، فموغلة في انقسام جوارها الأوسطي: العراق وسوريا ولبنان والبحرين وفلسطين. أمن الصين، كما هو أمن أي دولة أو مجموعة، يتقدم على كل اعتبار. لكن الأمم لا تقوم على اعتبار واحد، مهما كانت أهميته. قاعدة الحزب «الشيوعي» في الصين، وضع الأمن في خدمة الازدهار والاستقرار. السلوك الإيراني هو حماية الأمن بزعزعة أمن الآخرين. ليس سرا أن طهران تمسك بالقرار الأمني في سوريا والعراق ولبنان. وليس سرا أن الأمنيين يرسمون السياسة في طهران. وقد كان الرئيس روحاني شريكا رئيسا في مفاوضات إيران ذات الطابع الأمني، ليس فقط مع الوكالة النووية الدولية، بل من أيام رونالد ريغان. هناك نموذجان معاصران أمامنا؛ التمدد السوفياتي الآيديولوجي وبماذا عاد بعد 70 عاما، والانفتاح الآيديولوجي الصيني، الذي أبقى الحزب الشيوعي حاكما، وأرسل الآلاف من الطلاب إلى الجامعات والمعاهد الأميركية، يغرفون العلم وينقلونه إلى الصين. لا يخامرنّك شك بأنهم الأوائل في كل حقل. تذهب الصين إلى الحرب مع أميركا - يقول لي كوان يو - فقط إذا منعت طلابها من الدخول. أي عقوبات أخرى أمر ثانوي. إلى اللقاء.