شهدت أجهزة الأمن والجيش التونسية ووحداتها على طول الحدود الغربية مع الجارة الجزائر، حالة استنفار للتصدي لما تضمنته معطيات استخباراتية عن وجود مخطط إرهابي يحتمل أن تنفذه كتيبة عقبة بن نافع بقيادة أميرها الجديد «عوف أبو المجاهد»، انتقاماً لمقتل شقيقه لقمان أبوصخر. وذكرت صحيفة «الخبر» الجزائرية أن الشقيق الأكبر للأمير الإرهابي عوف أبو المجاهد المسمى خالد الشايب، رفقة شقيقه مراد الشايب وونيس أبو الفتح، وهم من بين أخطر العناصر المسلحة التي كانت تنشط في سنوات الجمر بجبال تبسة قبل أن يتم القضاء نهائياً على مجموعة الأمير «العتروس» سنة 2008، مما أجبر عناصرها على الهرب نحو الجنوب والحدود الشرقية الجزائرية مع تونس، هم اليوم بصدد التحضير لتنفيذ مخطط إرهابي يستهدف منشآت عمومية بتونس.. بالرغم من صدور حكم بالإعدام في حقهم من إحدى المحاكم الجزائرية. ويشار إلى أن السلطات التونسية أعلنت بعد عملية قفصة الأخيرة في بداية العام الجاري، تفكيك شبكات الدعم اللوجيستي للكتيبة في محافظات تونسية عدة، مما تسبب في إضعافها، كما قدرت المجموعة المتبقية ضمن الكتيبة بين 30 و40 إرهابياً، يتحركون من السلسلة الجبلية الشعانبي إلى السمامة بمحافظة القصرين، وكذا السلوم بمحافظتي القصرين والكاف المتاخمتين للحدود الجزائرية. التقى مساء أمس الأول رئيس الحكومة الحبيب الصيد برؤساء أحزاب الائتلاف الحاكم، وقد تم الاتفاق على أن المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب سيكون تحت إشراف وإعداد رئيس الحكومة الحبيب الصيد، وذلك في ظل غياب شخصية توافقية بين جميع الأحزاب. وأفاد رئيس حزب آفاق تونس ياسين إبراهيم بأنه تقرر عقد المؤتمر يومي 3 و4 أكتوبر 2015 مضيفاً أنه تم التأكيد خلال اللقاء على أن هذا المؤتمر ليس مؤتمر الحكومة إنما هو مؤتمر وطني تشارك فيه جميع الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والمجتمع المدني. كما تم الاتفاق بين جميع الأحزاب على أن يخرج هذا المؤتمر بخطة إستراتيجية لمكافحة الإرهاب متعددة الجوانب، الأمني والعسكري والاجتماعي والسياسي والثقافي والفكري والديني للأحزاب السياسية، مضيفاً أنه سيتم وضع لجنة لإعداد هذا المؤتمر. من جهة أخرى وقع الاتفاق على الإعداد للوثيقة التوجيهية التي تتضمن تقييماً مبدئياً للأحزاب السياسية حول السياسات والبرامج التنموية للخماسية القادمة، وتم الطلب من رئيس الحكومة أن يمهل أحزاب الائتلاف بعض الوقت (10 أيام) لبلورة وثيقة كاملة وسيتم الانتهاء من إعدادها قبل 31 الجاري.. وقد أكد الحبيب الصّيد الأهمية التي يكتسبها مشروع الوثيقة التوجيهية للمخطّط القادم باعتبارها تحدّد إطاره العام ّوأهدافه وخاصّة منها إرساء منوال تنموي جديد ينطلق من تشخيص معمّق للواقع واستخلاص العبرة من التجارب السّابقة وبضبط آليات إحكام استغلال الطاقات الكامنة والارتقاء بنسق النموّ وتوزيع ثماره، وجدد رئيس الحكومة حرصه على أن يتنزّل المخطّط القادم في إطار تشاوري ويأخذ في الاعتبار مقتضيات الدستور ومبدأ اللاّمركزية والتمييز الإيجابي. وأوضح رئيس الحكومة أن مهمة إعداد هذا المؤتمر أوكلت إلى لجنة حكومية كلفت بالسهر على إعداده وتوفير ظروف نجاحه بما يفْضي إلى اعتماد إستراتيجية وطنية شاملة متعدّدة الأبعاد للتصدّي لآفة الإرهاب والتوقّي منها.