×
محافظة المنطقة الشرقية

ترشيح أربعة متسابقين في تصفيات المساجلة الشعرية لسوق عكاظ 9

صورة الخبر

في تلك الأوقات التي التقيت خلالها مع الفنان الراحل نور الشريف لم يكن هناك السلفي الصورة الذاتية الملتقطة بالموبايل، لذلك لا يمكنني القول أنه صديقي وهذه صورتنا لأضعها على الفيسبوك، بل يمكنني القول أني عرفته عبر مسافة ثقافية هي مهرجانات المسرح بين دمشق والقاهرة وأبوظبي والشارقة، حيث في كل مرة كلمات سريعة ومجاملات اجتماعية سرعان ما تذوب في لهيب العروض والنقاشات الساخنة. جاء نور الشريف إلى دمشق مطلع السبعينيات وأمضى فيها أربع سنوات لم تكن ضمن أفضل سنواته المهنية، حيث إن أفلاماً مثل (شروال وميني جوب أو زواج بالإكراه أو النصابين الخمسة) انتشرت بسبب قلة المنافسة وليس الجودة، كما أن غيرها من الأفلام قدمت نموذجاً لسينما الخدود المصقولة ليس في مصر فحسب، بل سوريا ولبنان عندما كان الإنتاج العربي المشترك يشبه رحلة صيف إلى ربوع لبنان، حيث الخضرة والماء والخدود المصقولة. نقلة نور الشريف من الفتى الوسيم العاشق إلى الرجل الناضج كانت مع فيلم (سواق الأتوبيس) عام 1982، وعبر مقاربة شبابية يمكن لهذه النوعية من الأفلام أن تستحوذ على فكر جيل الثمانينيات الذي ينظر إلى الخلف فيرى الثمن الكبير الذي دفعه، وينظر للمستقبل فيرى الخيبة في الحياة وقد تقهقرت الآمال وتعرت الحقائق عن جشع وفساد في معظم إدارات الدولة، مما أعاق أي تقدم أو نمو. غزارة أفلامه لم تؤثر كما مسلسلاته (الحاج متولي)، حيث تقمص الشخصية يرضي شريحة واسعة من المشاهدين الرجال، فضلاً عن مواقفه الإيجابية من قضايا وطنية، (ناجي العلي) جعلت منه ممثل الشباب في عنفوان تلك المرحلة، فقد عرض الفيلم في كثير من المهرجانات العربية والعالمية لكن الرصيد الأبرز كان في عروضه الجامعية، حيث مثل نور عبر خريطة سنواته ألوان التقلبات العربية فعبر عنها وعنا بطريقة الرجال المحترمين.