غزا الجهل الأمة عبر تجار الدين والدماء، رجال همهم دمار الأمة وتشتيت شملها المفكك، متخفين بستار الدين، شكلوا فئة ارهابية متطرفة لا تمثل واحدا من العالم الإسلامي، ورغم أنهم قلة متشرذمة إلا أن خطرهم وتهديدهم ما زال يشكل قلقاً لأمة المليار ونصف المليار. يكمن خطر غزاة الأمة في خبث فكرهم الأيديولوجي التكفيري المنمق بفتوى وأدلة ملفقة ومضللة تحت مظلة الإسلام، البريء منهم بقرآنه وسنة نبيه، ويتبع غزاة الأمة سياسة غسل الأدمغة في تعبئة واستقطاب مؤيدين جدد، مستغلين سذاجة بعض شباب الأمة. تضليل يمارس عبر وسائل التواصل الجماهيري كتويتر وفيس بوك وقنوات اليوتيوب حتى الفضائيات الموالية لنهجهم وفكرهم، حتى استطاعوا أن يشكلوا قاعدة بسيطة من المؤيدين والداعمين لفكرهم المتطرف، قاعدة ضللت آخرين رغم جهود الإعلام العربي في كشف نوايا السوء للتنظيمات للعالم، لكن هذه الجهود طالها القصور من ناحية التوعية الدينية حيث التركيز على السلام والسماحة والوسطية، ونبذ التشدد، مما سهل للفكر التكفيري المتشدد مهمته الخبيثة في استعطاف المتلقي من الجانب الديني في الآونة الأخيرة. هذا التقصير يتطلب قرع ناقوس الخطر لإيقاظ وسائل الاتصال العربية، وصياغة رواية إعلامية جديدة تعبر عن الهوية العربية والإسلامية الحقيقية وبثها للعالم، بالإضافة إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة بتوجيه رسالة إعلامية نوعية تتصدى للأفكار الهدامة، وتكشف زيف شعاراتها، وتوعي الشعوب بحقيقتها، وتشكيل منظومة متكاملة لتحصين دول المنطقة من الدعاية الإرهابية الممنهجة التي توجه للتأثير على الرأي العام العربي، وتكوين فريق إعلامي متكامل متخصص بمواقع التواصل الاجتماعي ليكون رادعا وكاشفا للآراء الهدامة التي يبثها المتطرفون. بالإضافة إلى اتاحة المساحات الفضائية لعلماء الدين في برامج متخصصة لشرح الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تم تحريف تفسيرها وأُوِلَ مقصدها بما يخدم توجهات التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعرض القصص الحقيقية للدين الإسلامي الذي انتشر في المعمورة بعدله وسماحته.