عندما تهطل الأمطار وتكون غزيرة تحدث تهتكات للمنشآت والطرق، ففي الماء تكمن قوة هائلة على النفاذ في الشقوق الصغيرة جداً والتي يحدثها التمدد والانكماش بفعل فروقات الحرارة المؤثرة في أجسام المباني والطرق، وعندما يُضاف لذلك النفاذ قوة الضغط الكمي للسيل، تصبح الشقوق الصغيرة كبيرة ويحدث الأنهيار والتهتك، هذه حقيقة علمية وهندسية وتحدث في كل بلاد العالم، فالمباني تنهار والطرق تتكسر والجسور تتصدع عندما يكون السيل جارفاً، والمنشآت تُصمم في الغالب للتعامل مع الظروف المحتملة وليس الظروف الاستثنائية، فلكل تصميم تكلفة ولكل تصيم قدرة عملية.. أسوق هذا الكلام وأنا لست مهندساً، ولكن ما دعاني له هو انسياق معظم الناس وراء مقولة إن كل خلل يحدثه السيل هو دليل على فساد في التصميم وفساد في التنفيذ للمنشآت العامة، مع أن كثيراً من هؤلاء يشاهد في منزله آثار الخلل الذي تحدثه السيول، ومع ذلك لا يتهم نفسه أو المقاول الذي نفذ له بالفساد.