×
محافظة المدينة المنورة

الأرصاد.. رياح مثيرة للأتربة والغبار وأمطار رعدية على مناطق جازان وعسير والباحة

صورة الخبر

لم يمر ببالي يوماً ما أنك سوف تغادرنا بهذه السرعة وبهذه الفجأة لم أصدق أول الأمر الخبر !! لأن الأخبار الكاذبة تنتشر بكثرة في الصيف .. لم أبال بالخبر .. ولكن شيئاً ما لسعني في قلبي .. أرقني .. فاتصلت بالمرزوقي بحكم قربكما من بعض أتحرى .. خجلت أن أسأله ولكن نبرة الحزن كانت واضحة في صوته.. خشيت أن أسأل ... خوفاً من أن يؤكد لي الخبر. ولكن، ما أن سألته عن والدته حتى بادرني قائلاً: تريد أن تعرف عن سعود ؟؟ لم يعطني مجالاً كي أهرب من السؤال ... نعم منذ قليل توفي رحمة الله عليه هكذا أخبرني. لم أفهم أو تبلدت أحاسيسي يعني غادرنا سعود .. بدون أي وداع ولا إشارة حتى إشارة مرض. هل كنت تعلم شيئاً يا سعود ولم تبح به ؟؟ هل كنت تعلم عن غيابك وأخفيته عنا خشية العتاب .. هل كنت تعلم بأن الموعد قد حان ولذا ذهبت تودع أمك قبل سفرك إلى باريس .. هل كنت تحمل كل هذا التعب ولم تخبرنا به إلا في رسالة غامضة حيث قلت : (( حضرتنا ... تعبان )) في آخر صورة لك . لم يا سعود كان كل هذا الصمت ؟؟ كم كنت متألقاً بابتسامتك التي كانت لا ترسم إلا السعادة والتفاؤل والمحبة. كم كنت شعلة في ظلام الغربة الروحية والجسدية بين الأصحاب اثنتان وعشرون سنة وأنت تقول لي مازال هناك وقت للتفكير للأفضل ولم الاستعجال. اثنتان وعشرون سنة كلما التقينا بها وكأني أراك أول مرة تسأل عن الجديد وماذا بعد.. كنت أقول للمرزوقي أنت أقرب إليه مني .. إلى متى سيبقى سعود يعيش بهذه الطريقة التي لا يبالي بها بالغد !! إلى متى سيقضي العمر فيما يحب .. الأيام لا ترحم والعمر يمضي .. لم أكن أعلم بأن عمرك مثل عمر الفراشات .. عمرها قصير تقضي عمرها في هدوء وإسعاد من حولها بجمالها وهدوئها وطيرانها.. وكذلك كنت أنت أنيقاً هادئاً متنقلاً ... ترسم الفرحة بين بيروت والسعودية ودبي ولندن وباريس وبيننا نحن وبينهم هم ... لم أكن قريباً جداً منك ولكني كلما رأيتك تحسسني بأني من أقرب المقربين إليك. أدبك الجم وهدوءُك الرائع انسحب على رحيلك الذي حرك كل مشاعر محبيك. لقد هزنا وحركنا وأقلقنا وخوفنا وشوقنا إليك .. كم أنت يا صديقي جميل في معشرك. كم أنت يا سعود وديع في علاقتك. كم هي جميلة ابتسامتك التي تنزع بها قلوب كل من لاقاك .. كم كنت جذاباً صادقاً تألفك العيون وتشتاقك القلوب وتحن إليك أفئدة المحبين .. كم هي جميلة ابتسامتك التي تنزع بها قلوب الرجال قبل النساء. كم كنت جذاباً لهن ... كم كنت أسألك عن سر هذا الانجذاب إليك من الصبايا والرجال .. إلى رحمة ربي رحت وأنت صافي النية . إلى رحمة ربي رحت والكل راضٍ ومشتاق إليك .. إلى جنة الخلد يا من لم تؤذ ولم تجرح ولم تغتب ولم تستهزئ بأحد إلى جنة الخلد يا من أحببت كل أحد ... إلى مغفرة ربي التي وسعت كل شيء وأنت شيء ..مميز محبوب مألوف .. وداعاً يا صديقي وصاحبي وأخي ... وداعا يا سعود الدوسري وداعاً يا من لم أعلم بأني أحبك بهذا الكم .. وداعاً يا من سعد كل من حولك بحياتك بقدر حزنهم برحيلك وداعاً يا سعود