تتميز أعمالها وتصاميمها بالدقة والإتقان، فوصلت خبرتها إلى العالمية، بفضل تعاونها مع أهمّ شركات ودور الأزياء في مختلف أنحاء العالم على مدى عشرين عاماً. وهي تعتبر أن دراسة تاريخ الشعوب هي ركيزة التصميم والإبداع. سيدتي تحاور المصممة العالمية جانان جوكنيل أثناء زيارتها الرسمية للمملكة العربية السعودية، حيث كان معها هذا الحوار الشيّق: بداية، كيف تحبّين تقديم نفسك للقراء؟ رئيسة قسم التصميم في شركة دريس بيست، التي تعتبر إحدى أهمّ الشركات الرائدة في مجال تصميم وصناعة الزيّ الموحّد لكبرى العلامات التجارية المرموقة حول العالم. أخبرينا عن بداياتك في تصميم الأزياء. درست في معهد "دي آرتي دي"، الذي يُعتبر من أرقى المعاهد العالمية في مدينة فلورنسا وأوروبا، وتخصّصت في تصميم الملابس التاريخية، ما يتطلب مني دراسة تاريخ وحضارات الشعوب المختلفة. وقد زرت الكثير من الدول والمدن للاطلاع على الأزياء التي تخصّ كلّ دولة عن قرب ومعاينتها، وبحثت عن التفاصيل الدقيقة التي أثّرت في تصميم الأزياء التراثية وتطوّرها على مرّ التاريخ. وعملت على تصميم أزياء العروض المسرحية في أعرق مسارح تركيا، بالإضافة إلى عملي كمعلمة في الثقافة والإدراك في جامعة إسطنبول. وفي عام 1995، أسّست شركة دريس بيست المتخصّصة في مجال تصميم الزيّ الموحّد للشركات الراقية بأعلى مواصفات الجودة، وتعاملت مع كبرى الشركات العالمية حول العالم. تضم ّخدمات الشركة العديد رعاية الملابس الحصرية، وتوصيات الغسيل للأقمشة، والتصميم والتطريز، وحلول النسيج، والمقاسات، وإدارة المخزون، والزي الموحد الحصري، وملابس الأفلام والمسلسلات، وعروض الأزياء. ما أهم الإنجازات التي تعتزين بتحقيقها أثناء عملك في مجال تصميم الأزياء؟ هنالك العديد من الإنجازات التي أفخر بها، فمنذ تحالفنا نحن شركة دريس بيست مع شركة أرك انفيست القابضة، قدّمنا أزياء أنيقة وعالية الجودة لكثير من العملاء في المملكة العربية السعودية والمنطقة، مثل الفنادق ومنتجعات فورسيزونز، وفنادق ومنتجعات انتركونتينانتل، وفنادق ومنتجعات ريتس كارلتون، وفنادق ومنتجعات فيرمونت، وفنادق و منتجعات رافلز، وفنادق ومنتجعات سويس أوتيل، وفنادق ومنتجعات حياة، وطيران السعودية الخاصّ، وفلاي ناس، وأطلس جت، بالإضافة إلى العديد من العملاء الذين تعتزّ الشركة بخدمتهم. مشروع تصميم تعتبرينه نقطة تحوّل في حياتك المهنية؟ إنني أعشق عملي كمصمّمة أزياء، وأعتبر كلّ عمل هو بمثابة إنجاز لي وخبرة جديدة أكتسبها. وبالحديث عن نقاط التحوّل، أعتبر أنّ مشروع تصميم الأزياء لفيلم محمد الثاني هو إنجاز حقيقيّ، وقد أخذ منّا جهداً كبيراً في مدة ثلاث سنوات من التصميم واختيار الملابس والأزياء لكلّ ممثلي الفيلم، بالرغم من أنّ تصوير الفيلم لم يستغرق سوى خمسة أشهر فقط. حدّثينا عن تصميم أزياء مسلسل حريم السلطان من جهة الفكرة والتنفيذ! لا بدّ من الذكر أنّ عملي مع مسلسل حريم السلطان جاء نتيجة للإنجازات التي حققتها في مسيرة عشرين عاماً في مجال تصميم الأزياء. وأعتبر أن فيلم محمد الثاني هو الذي فتح المجال أمامي للتعاون مع المسلسلات التاريخية وحتى المسلسلات الحديثة العصرية، بالإضافة إلى أنني استمتع بتصاميم الأزياء في المسلسلات، باعتباره مجالاً جميلاً وشيّقاً. وبالحديث عن أزياء مسلسل حريم السلطان، فلقد تمّ اختيار الملابس وفق الحقبة التاريخية التي يمرّ بها المسلسل، من حيث دراستها بشكل جيّد والوقوف على كلّ التفاصيل التي تتعلق بملابس كلّ الشخصيات المختلفة في المسلسل. كذلك تمّ تنفيذ كلّ القطع بدقة عالية وجودة كبيرة، لأن الممثل يرتدي الزيّ عدة مرات في اليوم، لمدّة سنة، ولوقت طويل، من أجل تصوير المشاهد التي يتطلّب تصويرها فترة زمنية طويلة. لذلك تتعرّض الأزياء للاستهلاك الكبير والغسيل؛ ومن المهمّ أن تبقى الأزياء من دون أيّ تغيير من حيث الشكل واللون، كما أننا راعينا نوعيّات الأقمشة المستخدمة من حيث تأثيرها على جسد الممثل الذي يتحرّك كثيراً، ويقف لوقت طويل أمام حرارة الإضاءة والكاميرات. كما أنني استعنت بفريق مميّز من مصمّمي الأزياء لتنفيذ التصاميم. وقد استقطبتهم من أهمّ معاهد تعليم التصميم في العالم، وهم يدرسون فن الرسم بكلّ تفاصيله، ثمّ يدرسون ويتعلمون تصميم الأزياء. كلّ تلك التفاصيل ساهمت في نجاح المسلسل الذي أشاد الجميع بمدى تميّز الأزياء وتصاميم الملابس فيه مقارنة بكثير من المسلسلات التاريخية الأخرى التي عرضت من قبل. أخيراً، بخبرتك كمصمّمة أزياء، كيف تقيّمين الأزياء في المملكة العربية السعودية، وما رأيك بها؟ أثناء زياراتي المتعددة للمملكة العربية السعودية على مدى سنوات، لمست في كلّ مرّة تطوّر الأزياء والملابس بشكل كبير لدى جميع من قابلتهم، كما أنني أشيد بالذوق العالي والتميّز الذي يبحث عنه الفرد السعوديّ، والدليل على ذلك أنّ مختلف دور الأزياء العالمية وأصحاب الماركات الشهيرة أصبحت تعتبر المملكة من أهمّ الأسواق المستهدفة، التي تؤخذ بعين الاعتبار عند التصميم واختيار الأقمشة والألوان، من حيث مراعاة الحضارة والطبيعية والأجواء في المملكة. سيعجبك أيضاً: رامي القاضي: مجموعتي تحمل الكثير من الأمل وميريام فارس ساعدتني على التنويع ليال مكارم تقدّم مجموعة للمرأة القوية والواثقة بنفسها!