مع بدء الإجازة الصيفية، تبدأ كثير من الظواهر السلبية، الظهور في الساحة، في الكثير من الأحياء السكنية، والشوارع، حيث تتكون مجموعات الشباب، على النواصي، ولاسيما من ليس لديهم أي أنشطة رياضية، ولم يلتحقوا بالجهات المختلفة، التي تقدم أنشطة للشباب في الفترة الصيفية. قلة الوعي من قبل الوالدين من جهة، وعدم الانتباه للكثير من الآثار السلبية التي ربما تقع من جهة أخرى، سبب مباشر في حدوث الكثير من المشكلات المجتمعية، في هذه الفترة من العام، ومع الإهمال الشديد من قبل الوالدين، تتفاقم المشكلات الشبابية، بما يجعلها خطراً يهدد أمن المجتمع، ويضيع الكثير من الجهود التي تبذل لتنميته، ويفوت الفرصة على الشباب، باستغلال أهم نعمة، وهي الفراغ، في تنمية قدراتهم على جميع المستويات. أحمد شلبي طالب ، أحد الشباب الذين يقضون وقتاً طويلاً خارج البيت في الفترة الصيفية يقول: انتظر الإجازة الصيفية على أحر من الجمر، لأمارس هواياتي المتعددة، التي لا يمكنني ممارستها أثناء الدراسة، حيث يمكنني اللعب وقضاء أوقات مرحة مع الأصدقاء، ما يضطرني في كثير من الأوقات إلى قضائها في الشارع ، فهناك أماكن نحب التجمع بها ، أمام المسجد مثلاً، بعد الصلاة ، يكون موعدي مع الكثير من الأصدقاء ، نتبادل الأحاديث، ويكون الاتفاق على الأنشطة التالية التي سنقوم بها. أما مروان عامر طالب ثانوي فيرى أن التجمع في الشوارع ، ظاهرة سلبية، يجب ألان تحدث، ولاسيما أننا في مجتمع محافظ ، له الكثير من العادات والتقاليد ، التي يجب احترامها ، ومنها إتاحة الحرية للمارة ، ووجود شباب في أماكن غير مخصصة يعيق البعض عن الحركة ، ويعرض حياتهم أحياناً للخطر، كما يضايق مستخدمي الطريق من النساء والفتيات ، ويضيف: لا أحب التواجد مع الأصدقاء خارج الأماكن المسموح بها، مثل الأندية والحدائق العامة والمكاتب أو المنزل، ما يجعلني أهتم بمكان اللقاء في أوقات الفراغ ، وأعتبر أن من يقفون على النواصي ويتجمعون في الشوارع خارجون على المألوف، فاللقاءات لها أماكنها وتقاليدها التي يجب اتباعها. محمد دلوار يقول: نمارس بعض الأنشطة الرياضية في الساحات الترابية في أوقات الفراغ لعدم قدرتنا على سداد قيمة الاشتراك في الأندية الرياضية ، وأحب استغلال أوقات فراغي فيما يفيد. ويضيف: أجتمع مع بعض الأصدقاء بساحة ترابية لممارسة اللعبة ، ونحرص على ألا نسبب ضيقاً لأحد. ياسر أحمد موظف وولي أمر يقول: أحرص على أن أوفر لأبنائي في أيام الإجازات المكان المناسب لممارسة الأنشطة المتنوعة بعيداً عن التواجد في الشوارع، مثل الاشتراك في الأندية، أو الدورات التدريبية، ولا أترك لهم فرص الوقوف على النواصي. ويرى أن الوقوف بها وشغل الشوارع والساحات غير المخصصة بالأنشطة الشبابية ربما يكون مصدراً للخطر في الكثير من الأحيان، وكذلك للقلق على الأبناء جراء ما يتعلمونه من السلوكيات الخاطئة، ولاسيما أن هذه الأماكن غير مراقبة. أحمد عبيد يقول إن الأحياء السكنية والمدن لها خصوصيات لا بد من مراعاتها من قبل القاطنين بها ولاسيما الشباب ، والملاحظ أن الذين يقومون دائماً بالتجمع في الشوارع وعلى النواصي من فئة الأطفال أو المراهقين باعتبارهم الأكثر التقاء في الحي للعب. وأضاف: الآن تتوافر الكثير من الأماكن المخصصة لتجمع الشباب منها الأندية والأماكن الترفيهية والصالات الرياضية ، وهناك اهتمام كبير من قبل الهيئات المختصة في الدولة لتوفير الأماكن المخصصة بالأنشطة لهؤلاء لقضاء أوقات فراغهم. ويرى عبيد أن التواجد المستمر في الشوارع والتجمعات على النواصي من قبل الشباب يفتقر إلى أدنى أنواع التربية ، وأن فتح المسارح ومحاولة اكتشاف المواهب وتنميتها، من قبل الهيئات المختصة والمؤسسات التربوية خطوة أولى للحفاظ على الشباب من ضياع أوقاتهم والتجمع على النواصي وفي الطرقات ويمنحهم الكثير من العناية ويدفعهم إلى استغلال طاقاتهم الإيجابية. يقول الرائد ذياب بوهندي رئيس قسم الشؤون الإعلامية بالإنابة، في شرطة الشارقة: القيادة العامة لشرطة الشارقة، لا تألو جهداً في الحفاظ على الشباب، وتوجيه طاقاتهم بصورة إيجابية، ولاسيما في مدة الإجازة الصيفية والإجازات الأخرى، وتهتم بالتوعية الشبابية ضد الكثير من الظواهر السلبية التي تؤرق المجتمع. وأضاف بوهندي: تتمثل هذه الجهود في الحد من التجمعات الشبابية في الأحياء والأماكن السكنية ، ما يخالف الكثير من العادات المجتمعية والتقاليد الإماراتية التي نحرص عليها، ومنها مراعاة حرمات المنازل السكنية، ولاسيما الأحياء التي تقطنها عوائل، ومنع الشباب من بعض الممارسات السلبية التي لا تناسب المجتمع، منها لعب الورق والتجمعات في أوقات غير مناسبة، وفي أماكن غير مخصصة. وعن وسائل التوعية التي تستخدمها الشرطة قال بوهندي: نظراً للاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي من قبل الشباب كان التركيز عليها كبيراً في تقديم التوعية لهم عن طريقها، وتعريفهم بالآثار السلبية الناتجة عن تلك التجمعات، وبالتنسيق مع بعض الجهات والمؤسسات الأخرى، بما يحفظ أمن المجتمع واستقراره. وأضاف بوهندي:الدور الشرطي لا يقتصر على المراقبة المستمرة داخل الأحياء السكنية من خلال الدوريات الشرطية والأنشطة المقدمة، بل أيضاً يقدم الكثير من وسائل التوعية المناسبة التي تمنع الظواهر السلبية قبل ظهورها، فالدور التوعوي الشرطي له أثر كبير في التوجيه والرعاية والمنع من الوقوع في الخطأ، حفاظاً على الشباب الذي يعد أمل المستقبل. جهود شرطية العقيد د. محمد خميس العثمني، مدير إدارة الشرطة المجتمعية بشرطة الشارقة، يقول إن هناك الكثير من الجهود الشرطية التي تعمل على الحد من التجمع السلبي للشباب، على النواصي والشوارع، في الفترة الصيفية. وأضاف العثمني إن دور الشرطة المجتمعية دوماً، حل المشكلة قبل حدوثها، من خلال الأنشطة والبرامج الشرطية الصيفية، التي لا تترك مجالاً لشعور الشباب بالفراغ، وذلك بالتعاون مع الكثير من المؤسسات الحكومية والنوادي والهيئات المعنية بالشباب، ومن خلال القيام بالكثير من الأنشطة الرياضية، والتدريبات العملية. وأضاف: هناك تعاون، على سبيل المثال، مع دائرة القرى والضواحي في الفترة الصيفية، لإقامة دورات رمضانية للقيام بالأنشطة الشبابية، ومنها تحفيظ القرآن الكريم. ويرى العثمني أن الاهتمام الشرطي بتدريب وتوظيف الشباب، في الفترة الصيفية، يثني الكثيرين عن الأنشطة والتجمعات السلبية، التي تضيع أوقاتهم هباء من غير فائدة، وأن الكثير من المبادرات الشرطية تساعد في القضاء على هذه الظواهر السلبية التي تضر بالمجتمع، ومنها برنامج الثقافية الأمنية أيضاً، بالتعاون مع المنطقة التعليمية، لنشر الفكر الثقافي الشرطي. وعن التدخل الشرطي، في حال تجمع الشباب، قال العثمني: لا يأتي مباشرة، بل إن هناك الكثير من الدوريات الشرطية، التي تهتم بالمتابعة، وفي حال تجاوز الشباب المجتمعين، يتم استدعاء أولياء الأمور.