استعان عدد من أهالي مدينة القطيف بأجهزة التكييف لتبريد المياه المحلاة الجارية في الشبكة الرئيسية، كان هو الحل الوحيد للتغلب على حرارة المياه التي خطفت فرحتهم بالاحتفاء بمياه الشبكة لأكثر من عام ونصف، فيما أبرق الأهالي لوزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين مشيرين إلى أن حرارة المياه التي تصل من محطة مرافق في الجبيل إلى محافظة القطيف ليست من حرارة الطقس، وإنما بسبب عدم مرورها على عمليات التبريد الكافية والمطلوبة، لتتماشى والمواصفات والمقاييس المتبعة محليا وعالميا. وأكد الأهالي في برقيتهم للوزير أن المياه المحلاة التي تصل إلى المنازل بمثابة لهيب حارق يؤذي الأبدان ويمرض الأطفال ما يزيد أعباء وزارة الصحة، مشيرين إلى أن حرارة المياه ناجمة عن خروجها من محطة التبخير في شركة مرافق الجبيل بدون عملية تبريد، ما يضاعف معاناة المواطن الساعي للهروب من حرار الطقس في الوقت الراهن، مناشدين الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتبريد المياه المحلاة قبل وصولها للمستخدم الأخير حفاظا على سلامة الجميع، مؤكدين أن ارتفاع حرارة المياه يدفع الكثيرين لاستخدام أجهزة التكييف لتبريدها ما يتناقض مع سياسة ترشيد استهلاك الكهرباء، فيما تساءل الأهالي عن المدة الزمنية المتبقية لإنهاء هذه الأزمة، مطالبين الجهات المعنية بالتحرك الفوري والجاد لإيجاد حلول ناجعة وعاجلة لمواجهة هذه المشكلة. ووصفوا وقت الاستحمام بـ«الرعب»، فالكبار لا يتحملون درجات الحرارة العالية التي تصلهم من صنابير المياه، فكيف بالأطفال، داعين لتشكيل وفد من الأهالي لتقديم شكوى واعتراض لدى وزارة المياه والكهرباء بشكل عاجل، في البدء أوضح المواطن محمد التركي أن غالبية المنازل التي تصلها المياه المحلاة غير قادرة على تحمل الحرارة المرتفعة، لافتا إلى أن الحرارة يمكن الاستفادة منها خلال فصل الشتاء من خلال الاستغناء عن السخانات لمواجهة برودة المياه، مضيفا أن المشكلة تكمن في طول فصل الصيف في المنطقة، فالمنازل تواجه مشكلة كبرى طوال السنة باسثناء فترة لا تتجاوز 3 أشهر تقريبا. يشاطره الرأي المواطن حسن قريش مضيفا: إن الفرحة بوصول المياه المحلاة عكرتها الحرارة المرتفعة التي تحول دون القدرة على الاستخدام بالشكل المطلوب، مضيفا أن السيطرة على الحرارة عبر أجهزة التكييف باتت الملاذ الأخير للبعض، بيد أن البعض الآخر غير قادر على تحمل التكاليف العالية لاستمرار هذه الأجهزة في عملية التبريد، لافتا إلى أن فاتورة الكهرباء تكون مرتفعة فما بالك بإضافة عبء جديد على الأعباء المالية التي تتحملها الأسر طيلة فترة الصيف جراء استخدام أجهزة التكييف على مدار الساعة. من جانبه، أوضح لـ«عكاظ» الناطق الإعلامي للمديرية العامة للمياه بالمنطقة الشرقية محمد عبدالله الدوسري أن المديرية تضخ المياه المحلاة التي تصلها من جهة الإنتاج «المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة» بنفس درجة الحرارة التي تنتج بها، مضيفا أن درجة الحرارة معقولة إذا وضعنا في الاعتبار أنها تمر بمراحل إنتاجية فنية تصل بها إلى درجات حرارية معينة، ولكن قد يكون لتأثير الطقس الحار صيفا دور في رفع معدلات الحرارة في كل شيء وليس فقط المياه التي تمر من خلال أنابيب تتعرض لأشعة الشمس تحت طبقة الإسفلت الساخن، داعيا للتخفيف من درجة حرارة خزانات المنازل بتركيب مظلات عليها أو استخدام خزانات إضافية للتبريد يقوم بتركيبها من يرغب في ذلك بطريقته الخاصة وحسب إمكاناته.