×
محافظة المنطقة الشرقية

السعودية وتركيا تتعاونان بالمجالات التدريبية والتأهيلية بالسجون

صورة الخبر

التَّحطيم في المُجتمع السّعودي؛ لَه أنوَاع وأشْكَال مُتعدّدة، مِنها التّحطيم اللَّفظي، والتّحطيم العَمَلي، وسأُفردُ كِتابةً لكُلِّ نَوع، حتَّى تَتّضح الصّورة، ولَعلّي أبدَأ بشَرْح التَّحطيم العَمَلي، عَلى أنْ تَكون كِتَابة يَوم غَدٍ -إنْ شَاء الله- حَول التَّحطيم اللَّفظي..! يَظهر التَّحطيم العَمَلي، عِندَما تُحاول أنْ تُخفِّف وَزْنَك، أو تَسْعَى لتَعلُّم ركُوب الدرَّاجَة، حَيثُ ستَجد العَشَرَات ممَّن يُحاولون تَحطيمك، قَائلين لَك: «يَا رَجُل، لِمَاذَا تُحاول أنْ تُخفّف وَزْنَك؟ لَن يَحملك أَحد عَلى ظَهره وأنتَ حَيّ، وإذَا متّ فستَجد عَشرَات المُحتسبين؛ الذين سيَحملونَك عَلى أكتَافهم»..! وإذَا حَاولتَ ركُوب الدرَّاجَة، سيَقولون لَك: «يَا رَجُل، كَبّر عَقلك، كَيف تَفعل ذَلك، وأنتَ كَبير في السِّن»؟.. هَذا مَا حَدَث مَعي؛ حِينَما حَاولتُ العَودة إلَى ركُوب الدرّاجة، وأنَا في هَذه السِّن..! كَما أنَّ مِن نَماذج التَّحطيم العَمَلي؛ أنَّك تَجد -في كَثير مِن المُبَاريات- إجحَافاً بحَقّ اللاعِب، الذي يُحاول أنْ يُدرك الكُرَة؛ قَبل أنْ تَخرج مِن المَلعب، ويَبذل الجُهد الكَبير للّحاق بِهَا؛ قَبل فوَات الأوَان، فتُقابِل الجَماهير هَذه الحيويّة والرّوح القِتاليّة، بصَرخاتٍ تُحطّمه، حِين تَصيح بعِبَارات مِثل: «أوووه.. مَا تقدر»، «بَدري عَليك»، «كَان غيرك أشطَر»، «روح البيت ورَاها»..! ومِن مَظَاهِر التَّحطيم العَمَلي -أيضاً- أنْ تَجد كَثيرًا ممَّن يُحاولون اكتسَاب مَهَارَات جَديدة، أو تَعلُّم مِهنة مُفيدة، يُقابَلون بالتَّحطيم، كَمَا يَحدث لكِبَار السِّن، الذين يَلتحقون بمَراكز مَحو الأمّية، لتَعلُّم أبجديّات القِرَاءة والكِتَابَة، وأشرُّ مَا يُستخدم في إهَانتهم، ذَلك المَثَل العَامّي القَائِل: «لمّا شَاب وَدُّوه الكُتَّاب».. رَغم أنَّ العِلْم لَا زَمن لَه ولَا حَدّ، بَل هو مِن «المَهْدِ إلَى اللّحد»..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أَصرُخ قَائلاً: أيُّها الطَّامِحون، لَا تَستجيبوا لنَغمات الإحبَاط، ولَا تَلتفتوا إلَى إرجَاف المُحطّمين والمُثبِّطين، بَل انطلقوا إلَى أهدَافكم، وكَأنَّ في آذَانكم صَممٌ مِن سَماع هَذه الأصوَات، التي تُحاول أنْ تَضع العَوائِق والحَواجِز؛ في طَريق نَجَاحَاتكم..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com