ترجمة - أحمد عثمان سوف أستدعي في عجالة حضور الفكر الماركسي في العالم العربي والإسلامي أو عدم حضوره. لهذا، من الضروري الرجوع إلى عام 1945. كانت نهاية الحرب العالمية الثانية، وبداية حروب التحرير. بعد الحرب، ركز العالم الثالث على النضال من أجل التحرر من ربقة السيطرة الكولونيالية. هي أرض خصبة، ليس لانتشار الفكر الماركسي كفلسفة، وإنما كأداة سياسية للنضال، عن كونه أيديولوجيا شيوعية. كان حضور وتأثير هذه الأيديولوجيا في العالم الثالث مهماً، بصورة متطرفة، ما بين الأعوام 1945 و1970، ولكن كان ماركس حاضراً كمؤرخ للفكر، كمفكر، وكفيلسوف لم يكن حاضراً في الفكر المكتوب بالعربية لهذه الفترة، وذلك لحجة جوهرية: اختفت الفلسفة، ممارسة الفكر الفلسفي ذاته، من الحقل الثقافي للفكر العربي، من الفكر المكتوب بالعربية. اختفى تاريخ الفلسفة في هذا الكوكب العقلي، إذا استطعت تسميته هكذا، تطبيقياً، منذ القرن الثامن عشر. من قبل، كانت الفلسفة حاضرة، حاضرة بقوة، إلى درجة التأثير وتقديم الأدوات - على وجه الخصوص، أدوات النزعة الأرسطية والأفلاطونية - للفكر التيولوجي الإسلامي بين القرنين الثامن والثامن عشر. إذاً، لم يسمح وضع العالم العربي، من وجهة نظر علاقته بالفكر الفلسفي، بالنقاشات الدائرة في أوروبا، والتي لم تزل جارية حتى اليوم. في السبعينيات، حدث تغير جوهري من الضروري ذكره، يتمثل في كون الإسلام لم يكن مرجعاً إلى هذه الفترة من أجل النضال السياسي. وهنا كانت القطيعة، وتبدل الطريق بعد عام 1970، أي بعد وفاة جمال عبد الناصر، وعلى وجه الخصوص وصول الخُميني إلى السلطة في 1979. آنذاك تكلمنا عن «الثورة الإسلامية»، مصطلح حل محل مصطلح آخر دام زمناً في الخطاب الرسمي: «الثورة العربية الاشتراكية». منذ ذاك، في كافة التطورات الجارية، احتل الإسلام صدر المشهد الأيديولوجي والسياسي. هي ذي صلابة الثورة المسماة إسلامية التي ستقصي، بالممارسة، مرجعيات الأعوام الفائتة، أعوام الاشتراكية و«الثورة الاشتراكية». ... المزيد