×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور .. نوافير المياه في موسكو تطفئ حرارة الجو

صورة الخبر

يخشى خبراء ومسؤولون ليبيون أن يدفع قطاع الآثار في ليبيا ثمن تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة فيها مؤخرا، وسيطرتها على مناطق في وسط وشرق البلاد، كما حدث في العراق على أيدي تنظيم الدولة الاسلامية. ويتعرض قطاع الآثار في هذا البلد الذي يعتبر متحفا مفتوحا على التاريخ لاعتداءات متنوعة منذ نحو أربع سنوات، إذ هدمت أضرحة وجرفت مواقع وسرقت قطع أثرية، حسب علماء آثار ومصادر رسمية. وفي هذا السياق، قال رئيس مصلحة الآثار الليبية أحمد حسن "نخشى أن تصل أيدي العابثين من المتطرفين إلى موروثنا الثقافي كما حدث في العراق"، مضيفا "نعمل للحفاظ على هذا الموروث بالتعاون مع مختلف الفاعلين الليبيين والشركاء الدوليين". وفي ليبيا عشرات المواقع الأثرية التي تعود إلى حقب متنوعة في التاريخ، وتصنف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) خمسة مواقع أثرية فيها ضمن قائمة التراث العالمي. أطلال مدينة إغريقية أنشئت في حدود 630 قبل الميلاد في ضواحي شحات الليبية(الفرنسية) مواقع أثرية وهذه المواقع هي موقع صبراتة الأثري الذي يجمع الحقبتين الفينيقية والرومانية، ويضم مسرحا في مقابل البحر غرب طرابلس، ومدينة شحات (قورينا) التي بناها الإغريق في شرق البلاد، وموقع لبدة الرومانية قرب طرابلس، ومواقع "تادرارت أكاكوس" الصخرية الغنية بآلاف النقوش التي يعود أقدمها إلى 21 ألف عام قبل الميلاد بجنوب غربي ليبيا، ومدينة غدامس جنوب غرب العاصمة التي تعود آثار العيش فيها إلى نحو عشرة آلاف سنة قبل الميلاد. من جانبه، أكد المسؤول في مصلحة الآثار في بنغازي محمد الشلماني أن بروزتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا "دفع جميع الخبراء إلى إبداء مخاوفهم من تكرار سيناريو العراق في تدمير الموروث الإنساني". وقال الشلماني إنه في ظل هذه المخاطر قررت هيئة الآثار في ليبيا "القيام بحصر سريع لكل الموروث الأثري في البلاد وتصويره وتخزينه بشكل جيد تحسبا لأي طارئ"، والتوجه إلى الأمم المتحدة واليونسكو "لطلب مساعدة البلاد في الحفاظ على موروثها التاريخي". وقال مدير مكتب الإعلام في مصلحة الآثار الليبية فتح الله كمش إن مصلحته وثقت عدة سرقات، تمثلت في "سرقة بعض الأواني الفخارية من متحف سلطان بالقرب من مدينة سرت (450 كيلومترا غرب طرابلس)، وسرقة عدد من الأواني الفخارية من متحف سوسة (أقصى الشرق الليبي)، إضافة إلى سرقة لوحتين من الفسيفساء في شحات وكنز بنغازي". تمثال من الحقبة الإغريقية تعرض رأسه للقطع بموقع أثري في شحات الليبية(الفرنسية) استهداف وفي أواخر عام 2011، سطت عصابة على "كنز بنغازي" -وهي مجموعة من القطع النقدية الذهبية والفضية والبرونزية التي يعود بعضها إلى عصور ما قبل التاريخ، ويبلغ عددها نحو 7700 قطعة- بعدما قامت العصابة بحفر سقف خزانة تحت الأرض في البنك التجاري الوطني في بنغازي حيث كانت مودعة. من جهته، قال عالم الآثار الليبي فضل الحاسي إن أكثر من 15 موقعا أثريا في ليبيا تعرضت للتجريف منذ 2011، وتحولت إلى مساكن، بينها مواقع داخل مدينة شحات. وذكر الحاسي أن نقوشا صخرية في جبال أكاكوس في قلب الصحراء البعيدة عن أنظار السلطات تعرضت أيضا إلى أعمال تخريب بالطلاء، بينما طالت عمليات القصف العشوائي قصرا عثمانيا في بنغازي. وتابع الحاسي أنه جرى تخريب قصر إسلامي بناه المعز لدين الله الفاطمي في منطقة العزيات غرب مدينة طبرق على الحدود الليبية المصرية ليتحول إلى حظيرة للحيوانات. ولأن معظم الآثار الليبية مسرح مفتوح على الطبيعة، فإن جميع المواقع الأثرية لم تغلق فعليا أمام الزوار في ما عدا المتاحف التي أقفلت نتيجة الإضرابات الأمنية وخشية السطو على محتوياتها، وبينها متحف السرايا الحمراء في طرابلس. وتقتصر حراسة المواقع الأثرية حاليا على الموظفين المدنيين غير المسلحين والتابعين لمصلحة الآثار، بعدما كان يحميها في السابق جهاز للشرطة السياحية.