نثقُ بقيادتنا، وبقواتنا المسلحة، ونعتزّ بدورها، وبعقيدتها العسكرية، وبشجاعة أبطالها في الدفاع عن مصالحنا ومكانتنا، وفي نصرة الحقّ العربي، أينما وقع ظلمٌ أو حيفٌ، فنحنُ مثل أشقائنا في هذه المنطقة الملتهبة، نصطلي بنيرانها، ونتأثر بآلامها، ومثلما تمدّ دولتنا يداً سخيّة لغوث الشقيق والصديق، فهي أيضاً تمدُّ يداً قوية ضدّ الطغيان والظلام والعبث بمصائر الشعوب وأمنها واستقرارها. قواتنا المسلحة، سياجنا المنيعُ، ومبعثُ فخرنا وزهونا، وحينما يُستشهد شبابنا في ميادين الشرف والبطولة، فذلك لا يزيدنا إلا إيماناً وثقة بأننا كتفٌ على كتف، وقلبٌ على قلب مع قيادتنا وبلادنا المنذورة لتضميد جراح الشقيق، وإنْ نالها من جرحه نزفٌ ودمع، فهذه دروب الرجال، وذلك كبرياؤهم. يعيشون بعزّة، ويرتفعون شهداء، مثل سارية علمنا العالي، ونحنُ من شموخه ورموز ألوانه. وهذه صنائعنا البيضُ حيثما يزرع الإماراتيون الخير والسلام، وحيثما يردّون الشرّ والعدوان. كنّا في مقدمة الرجال العرب الذين رفعوا راية عاصفة الحزم، وقوفاً مع الشعب اليمنيّ وشرعيته وحقه في الأمن والتنمية وتقرير المصير الحرّ الشريف، ضدّ الهيمنة والاستقواء وصراع المشيئات على هذا البلد العزيز، ندافعُ عن أمن الخليج العربي، وعن عروبته، وسيادته، وندرأ عنه أحقاد التاريخ، ونحميه من الأطماع والغطرسة، ومازلنا على الحزم نفسه في عملية إعادة الأمل، لكي لا يغرق اليمن في الدم واليأس والإرهاب. جمعة الحمادي.. خالد الشحي.. وفاهم الحبسي.. انضموا إلى رفاق السلاح السابقين في طريق الحقّ والتضحية والشهادة، وهذه قيمٌ يعرفها الإماراتيون، وليس أوفى من أحفاد سالم بن سهيل للواجب والشرف والعطاء في بلاد تؤمن بحكمة قيادتها، وبصواب خياراتهم، وبقواتها المسلحة التي يرفع جنودها راية الإمارات بشموخ الرجال، ولا يبالون بالأثمان، ليظلّ للإماراتي وطنٌ ترخصُ دونه الدماءُ، حينما يتطلب الأمر، وحينما تدهم الشقيقَ الشرورُ والكوارث. قالت أم الشهيد الحمادي: ابني قدم روحه فداءً للوطن، وهذا ليس غريباً على أبناء الإمارات.. فنحن ننجبُ أبطالاً يدافعون عن بلادهم، ويضحون بأنفسهم من أجل نصرة المظلوم.. كلماتُ الأم أكثر أثراً وتلخيصاً لمشاعر بنات الإمارات وأبنائها، وهم يودّعون شهداءهم، في بيتٍ عزيزٍ متوحّد.