هناك دول اقل امكانات واقل طاقات بشرية وعلى الرغم من ذلك نرى المسافات بين رياضييها، والرياضي السعودي الذي يتباهى بالامكانات والدعم المادي والمعنوي والمعسكرات المكلفة في افضل الأماكن واجمل بلدان العالم، والتأكيد بأن لديه اقوى دوري عربي لكرة القدم، عكس رياضيي البلدان الأخرى الذي يعانون من عدم توفر بعض المستلزمات الرياضية والملاعب والمنشآت وجلب الأجهزة الفنية الجيدة، والنتيجة النهائية تأتي الغلبة فيها للآخرين في الكم والكيف عند مراجعة دفاتر الربح والخسارة، وهنا لابد ان تتساءل (هل عقول الشباب السعودي معطلة والارادة متوقفة والطموحات شبه معدومة والاحترافية غائبة، والاستفادة من الدروس في اجازة؟)، الواقع يقول أن الرياضة السعودية تعيش تكلسا في الفكر وتخبطا في العمل وسوءا في التخطيط وحتى التعاطي مع القضايا التي تخصها وتؤثر عليها وتعيدها إلى المربع الأول لا تجيد التعامل معها وعبور امواجها بسلام. الديون تخنق الأندية.. وعرض مسلسلات الوعود مستمر.. وقرارات التصحيح غائبة معسكرات «النزهة» تتكرر في كل موسم.. و العمل بالفئات السنية يكرس الإخفاق في نفوس الصغار أشباه النجوم يستنزفون المال وحتى نكون منصفين ولا نهضم حق المتميزين فمنتخبات ذوي الاحتياجات الخاصة وحدهم الذين يشعروننا بالفرح بعقولهم وطموحاتهم واخلاصهم وتصميمهم وغيرتهم على الشعار الأخضر، اما جل ما يقال عنهم أنهم نجوم الكرة والملايين والهدايا الفخمة من سيارات والبيوت والرحلات والسكن في ارقى الفنادق والمعسكرات في اجمل الاماكن فهم لا يزالون يدورون في حلقة الاخفاق وسراديب الفشل وجر الرياضة معهم الى مكان لا يليق بالاموال التي تصرف عليهم ولا على المدربين والتحضيرات، والميزانيات الضخمة والعقود الباهضة والصفقات التي ترتقي بقيمتها الى ما يصرف على الاكاديميات والملاعب التي تصنع الابطال وتعدهم الى البطولات الكبرى في الكثير من الدول الافريقية الفقيرة التي نراها تتفوق علينا عندما نلتقيها مستويات ونتائج وبطولات. لاجديد.. التراجع مستمر في صرف الاموال واختيار الكوادر ووضع الخطط ورسم البرامج ومعالجة الاخطاء وتدارك السلبيات واصدار القرارات، لم يتغير شيء عن السابق نحو الافضل، (هدر مالي بلا نتائج، حتى العقود المليونية مستمرة ولا أحد يعلم عن اوجه الصرف شيئا) حتى صارت الأندية والرياضة ككل تصرخ من تراكم الديون وغياب التأهيل والمؤهلين وضعف الاستراتيجيات، لماذا؟.. لأن المجاملات والعلاقات الشخصية في بعض الاندية والاتحادات هي من يأتي بالاشخاص إلى العمل وكأن المناصب غنائم توزع على القريب والصديق والرفيق، فيغلب الطالح على الصالح وصاحب الامكانات المتواضعة على رجل الخبرة والمعرفة والكثير من الاكاديمين. «النافذون» يعبثون برياضة الوطن.. وشهادة البرقان تفضح الاحتراف «الكاذب» إدارة بلا تخطيط راقبوا من يتولى إدارة المنتخبات السنية التي يؤمل منها صناعة اجيال محترفة وتؤسس لنجوم يصلون الى الفريق الأول وقد أصبحوا مكتملين في البنية والفكر والانضباط وادراك مالهم وما عليهم، فقط منتخبات ولاعبين ووفود إدارية تعسكر وتشارك بلا هدف حتى سميت تحضيراتها خصوصا الخارجية (معسكرات النزهة)، ومشاركاتها ببطولات الخيبة، ونستثني تأهل منتخب الشباب إلى نهائيات آسيا في الدوحة 2016، أما من يقول أنها تفوز على مستوى الخليج وتحقق انجازات لاعوام عدة فالفوز الاقليمي لايمكن أن يرضي من يتطلع الى بطولات معتبرة يضعها التاريخ في مقدمة صفحاته وقبل ذلك اعداد اجيال تخدم الكرة السعودية لاعوام طويلة، تابعوا من يقود دفة المنتخبات السنية إداريا، واحكموا هل هو مؤهل وماهو تاريخه الرياضي ومن هي الاسماء التي تعمل معه وينتظر منها النتائج، وهل صدر بحق بعضهم قرارات شطب؟ الحلول غائبة راقبوا جيدا من يقود اللجان المهمة في الاتحاد، باستثناء عدد قليل جدا ربما رئيسا الاحتراف والمسابقات، هل يديرون العمل وفق التخصص ويتعاملون مع الرياضة على أنها صناعة وعمل مؤسسي وخطط بعيدة المدى واموال تصرف على وجهها الصحيح وانظمة تطبق بلا مجاملة ونتائج تتحقق؟، التحكيم وما ادراكم ما التحكيم يعيش نزاعات واخطاء كارثية، فلا الاتحاد يستطع ايجاد الحلول، ولا اللجنة تقوم بالمهمة على أكمل وجه، الوجوه لاتتغيير والأكثر اخطاء هم من يديرون العمل، بكل أسف البعض لو عدت الى سيرته لوجدت أنه ضمن الذين صدرت بحقهم قرارات الشطب والايقاف والابعاد، والبعض الآخر تقول سيرته أنه جاء أما مجاملة او لصوت انتخابي فرضته العلاقات والتنسيق للتفوق على الافضل منه ولم يصل الى العضوية بالخبرة ومسيرته الرياضية التي تشفع له وتقنع الآخرين، وهذا يؤكد غياب الحزم ومنح المهمة للاكفأ. عودوا فقط الى بداية استلام الاتحاد المنتخب للمهمة، وحكموا المنطق والعقل بعيدا عن التعاطف مع هذا والانحياز إلى ذاك، ما القرار الاستراتيجي الذي اتخذه هذا الاتحاد، هل اتخذ قرارا واحدا كسب من خلاله رضا الشارع الرياضي او على الاقل المحايدين؟، عضلاته يستعرضها على الصغار، اما الكبار ونعني الاندية المؤثرة، فهل أصدر قرار قوي ضدها كالمنع من تسجيل اللاعبين وفرض عقوبات لأنها لم تلتزم بالديون وتنهي الشكاوي لصالح اللاعبين والمدربين، هذا شبه مستحيل وربما ترتعد فرائضه مجرد التفكير بذلك. ضعف القرار من ضعف صاحبه المنتخب الأول يقضي فترة طويلة بلا مدرب وصارت اخبار المدربين اكثر من الايام التي قضاها الاتحاد بعد انتخابه بلا نتائج، وبين الفترة والأخرى يؤكد المتحدث الرسمي أن التعاقد سيكون خلال فترة قصيرة، ومنذ عام تقريبا، ونحن على هذا المنوال، وبعض اللجان المهمة والحساسة بلا رئيس واعضاء أكْفاء، حتى الاتهامات التي طالت الاتحاد من بعض اعضائه وليس من خارج منظومته وقف امامها موقف المتفرج وكأن لاحول له ولا قوة، وهذا يؤكد ان ضعف القرار من ضعف صاحبه. إذا ما جئنا للناتج بعد الجمع والقسمة والضرب، فالرياضة السعودية تحصد الاصفار المكعبة باستثاء اتحاد الاحتياجات الخاصة وعدد قليل وقليل جدا من الاتحادات والاندية و(الغريب أنها لاتكل ولا تمل من الوعود والاعذار والاسماء ذاتها لاتغيب ولا تتغير)، اما البقية وعلى رأسها كرة القدم فهي تعيش وضعا صعبا من الممكن ان يتراجع إلى الاسواء خلال المرحلة المقبلة. الانتخابات.. يافرحة ما تمت فرحنا بالانتخابات وجزمنا أن العمل سيتغير إلى الأفضل حتى هللنا وطبلنا للرئيس والاعضاء "مندفعين لا منتظرين" فتحولت الوعود الى سراب والامال إلى نتائج محزنة، ويبدو أن الاتحاد المنتخب ادرك (أن الشق اتسع على الراقع) وان النتائج الحالية وحالة عدم الرضا لا تشجعه على الاستمرار فترة أخرى لذلك اراد ان يكمل المدة وفق ما تأتي بهالايام، لا حسب ما تحصده الخطط والبرامج والتخطيط السليم، والتركيز على تعويض فشله الذريع بالانجازات الشخصة كعضوية اللجان في بعض الاتحادات والسفريات هنا وهناك. "السوبر" كشف كل شيء وحتى ندرك أن لدينا اتحاد اشبه بالمشلول راجعوا قضية نقل كأس السوبر إلى لندن، وقبل ذلك خلاف الأمين العام مع أحد رؤساء اللجان، وتصريحات الدكتور عبدالرزاق أبو داود والدكتور عبداللطيف بخاري، ثم تكميم افواه الجمعية العمومية في الاجتماع الأخير على طريقة (ولا واحد يتكلم)، وقصص اتهام الاتحاد بالفساد والفئوية والتهديدات والتحذيرات والانذارات، ثم مسلسل مقترح رفع الايقاف عن خماسي النصر والهلال في مباراة السوبر بلا مبرر، وتغييب لجنة المنشطات عن المشهد وضعف عملها وسط استغراب الجميع حتى ظننا أن الأندية هي من يديرها وليس لجنة مستقلة عليها مسؤوليات ولا تخشى بالحق لومة لائم، كل هذه السيناريوهات المضحكة يتم حبكها واعدادها واظهارها للرأي الرياضي العام والإعلام ليس ذكاء وجس نبض كما يقولون، ولكنه قلة حيلة للتغطية على مشاكل أخرى لم يستطع الاتحاد معالجتها والتصدي لها بالنظام. لا حياة لمن تنادي الديون وما ادراكم ما الديون؟ هل شاهدتم بارقة أمل تلوح في الافق لمعالجة هذه المعضلة التي تنهك الاندية؟ منذ متى والاتحاد والرعاية يعدان بحسم الأمر بسن الانظمة ووضع القوانين وانقاذ هذه الاندية من الشكاوي لدى الاتحاد الدولي (الفيفا) التي تخنقها بين الموسم والآخر، تقدم بها مدربون ولاعبون ووكلاء اعمال واطراف أخرى؟ هل خرج مسؤول في اتحاد الكرة ورعاية الشباب وقال (أنا لها) وحسم الأمر وسن الانظمة واصدر القرارات وطبقها لانقاذ رياضة بلده، مع الأسف كل مسؤول يرمي بالتهمة على الآخر، وكل صاحب قرار يحمل تحت بشتة الوعود ويخلعه ويذهب الى منزله من دون الايفاء بها حتى تراكمت الشكاوى في ادراج (الفيفا) وتشوهت سمعة الرياضة السعودية بسبب تصرفات اناس لم يأتوا لخدمة الرياضة انما توريطها بحثا عن الاضواء والاضواء فقط؟ العبرة بالاتحاد والوحدة ناديا الاتحاد والوحدة كادت أن تخنقهما الشكاوى حد التهبيط الى دوري الدرجة الأولى بالنسبة للأول بسبب ديون سابقة والتزامات مالية لم يستطيعا الايفاء بها، والثاني كاد أن يحرم من التعاقدات، ما الذي حدث؟ كالعادة رعاية الشباب تهب وتتدخل بالموافقة على القروض والسلف لانقاذ الموقف، مع حجز مستحقاتهما من الاعانة والنقل تلفزيوني، هل هذه حلول، وإلى متى ومن المسؤول عن عدم اغلاق هذا الملف المزعج؟ هل شاهدتم رئيس ناد يترجل عن الكرسي الوثير ويترك الاضواء والوجاهة وقد بصم على ابراء ذمة النادي من الديون، هل تمت محاسبة للرؤساء في الجمعيات العمومية حد سحب الثقة من الإدارات عندما تورط الاندية ولا تنفذ برامجها الانتخابية التي وعدت بها؟ ما نراه انظمة بلا تطبيق ولوائح بلا تفعيل والغلبة في نهاية الأمر لصاحب النفوذ، ورياضة الوطن (مكانك راوح). شهادة البرقان ضد النافذين يقول رئيس لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم عبدالله البرقان في الزميلة صحيفة الرياضية إن هناك لاعبين يأتون اليه في منزله لشرح معاناتهم وصرف مستحقاتهم وحل مشاكلهم مع انديتهم وكيف أنهم يتعرضون لتهديدات من النافذين في بعض الأندية ما لم يوقعوا على مسيرات الرواتب، وهذا يعطينا دلالة أن الرياضة لاتدار باحترافية واحتراف، انما بالنفوذ والمجاملات وتسلط القوي على الضعيف، وظلم بعض الأندية للاعبين ببخسهم حقوقهم من دون مخافة من الله ومراعاة لادبيات الرياضة والتمسك باخلاقياتها، ولو هناك لجان قوية واتحاد منصف ورعاية شباب تفرض كلمتها لتحركت المياه الراكدة ولما بقي مثل هؤلاء النوعية يقودون الأندية، ويقودون الرياضة والاحتراف "الكاذب" إلى الوراء.