بهدوء وبلا وداع، فارق المذيع السعودي سعود الدوسري (46 سنة) الحياة في العاصمة الفرنسية باريس ليل أول من أمس (الجمعة)، إذ عثر عليه متوفى في شقته إثر تعرضه لسكتة قلبية. هكذا جاء موته هادئاً وصامتاً كما كان هو في حياته. فالإعلامي الذي تجاوزت شهرته السعودية ومنطقة الخليج ليصير واحداً من ألمع الإعلاميين في العالم العربي، لم يتأثّر بنجومية عاشها ولا بشهرة واسعة عرفها، إنما ظلّ كما بدأ، رزيناً وبشوشاً ومتواضعاً. امتدت مسيرة الدوسري الإعلامية نحو خمسة وعشرين عاماً، توقّف خلالها في محطات كثيرة ساهمت في تكوين شخصيته الإعلامية المميزة. بدأ العمل في إذاعة «القرآن الكريم» في السعودية، وانتقل منها إلى العمل في عدد من القنوات العربية، منها «أوربت» و «إم بي سي» و «روتانا». قدم برامج منوعة مثل «حنين» الذي يسلط الضوء على الفنانين العرب، وبرنامج «ليلكم فن» المباشر من القاهرة، وبرنامج توك شو «من الرياض». وفي 2008، عاد إلى مجموعة «إم بي سي» وقدم من خلالها برنامج «نقطة تحول» الذي استضاف فيه عدداً من الأسماء البارزة، وبرنامج المسابقات «تستاهل» وهو برنامج ثقافي شعبي تعتمد فكرته على تقديم خدمة إنسانية لأحد الأشخاص من خلال الإجابة عن الأسئلة المطروحة على الضيف. وفي 2012 انتقل الدوسري الى قناة «روتانا خليجية» وقدم برنامجاً رمضانياً لعامين متتاليين بعنوان «أهم عشرة»، واستضاف فيه عدداً من الأسماء المعروفة. وبعدها قدم برنامج «ليطمئن قلبي» مع الداعية عدنان إبراهيم في رمضان الماضي. وكانت آخر تغريدة كتبها الراحل عبر «تويتر»: «ليس مهماً أن يكون في جيبك القرآن بل المهم ان تكون في أخلاقك آية». وأكد أخو الراحل الدكتور عبدالرحمن الحقباني أن سعود اجتمع مع أشقائه وشقيقاته قبل أسبوع بعد زيارة والدته المريضة، وكان يشكو من مرض في قلبه، ويخضع لعلاج. «طلب مني أن أجمع أخوته وأخواته وكنا في لقاء جميل، وكأنه يودعنا». وأضاف أن شقيقه سعود بدأ حياته طالباً في حفظ القرآن الكريم، وهو كان معروفاً بمكارم أخلاقه، ووداعته. وأوضح أن جثمان الراحل ما زال في فرنسا، وهو محل ورعاية سفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس. وكتب لاعب كرة القدم السعودي ياسر القحطاني تغريدة عن الراحل: «اللهم اغفر لعبدك سعود الدوسري ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واسكنه فسيح جناتك». وقال المذيع في قناة «إم بي سي» علي الغفيلي: «رحمة الله عليك أخي سعود الدوسري يا من أخذت روحي برحيلك، رحلت عني وستبقى غصة فراقك في قلبي إلى أن أموت»، فيما قال الداعية السعودي عائض القرني: «اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك وأحسن الله عزاء أسرته وذويه». وكتب الإعلامي المصري عمرو أديب في تغريدة: «أخي وحبيبي سعود الدوسري في ذمة الله إثر نوبة قلبية، خبر يدمع القلب قبل العين، إنا لله وإنا إليه راجعون»، فيما أعربت المطربة أصالة عن حزنها على الراحل: «عرفته ضاحكاً وممتعاً وصديقاً رائعاً. إنني في قمة الحزن والذهول على فراقه». إنا لله وإنا إليه راجعون < أعلنت عائلة الإعلامي سعود الدوسري، التي فجعت بوفاته مساء أول من أمس، أن الصلاة عليه ستكون في جامع الملك خالد بحي أم الحمام في الرياض، اليوم (الأحد). وسيكون العزاء للرجال والنساء بعد صلاة العصر حتى العاشرة مساء مدة ثلاثة أيام في مقر ضيافة الأسرة الواقعة قرب تقاطع طريق الإمام عبدالله بن سعود (مخرج 9) مع طريق الشيخ جابر الصباح، غرب قاعة درة العروس للاحتفالات. إضافة إلى استقبال التعازي من خلال أرقام الهواتف 0505401670، و0555401001. وفاكس 0112489990. و«الحياة»، التي آلمها النبأ، تتقدم لأسرة الفقيد بخالص العزاء وعظيم المواساة، وتدعو الله أن يلهمها الصبر والسلوان، وللفقيد الرحمة والغفران.