يتزايد إقبال بعض الدول على بناء أسيجة وجدران عازلة تفصل بينها وبين جيرانها لأسباب عدائية ووقائية، وتواجه هذه الظاهرة انتقادات واسعة من جانب معارضيها، وسط الدعوة لمعالجة جذور المشاكل. وفي هذا الصدد أشار محرر الشؤون الخارجية في مجلة تايم الأميركية إلى مطالبة رجل الأعمال الملياردير الأميركي دونالد ترامب الولايات المتحدة بإكمال بناء الجدار الفاصل على الحدود المكسيكية وتحميل المكسيك تكاليف البناء. وقالالكاتب إنطلب ترامب يثير الدهشة، وعدد في مقاله الكثير منالجدران الفاصلة على حدود بعض الدول في العالم كالذي تبنيه الهند على حدودها مع بنغلاديش أو الذي تعتزم تركيا إقامته على حدودها مع سوريا أو الذي بين هنغاريا و صربياأو الذي تعتزم السعودية إقامته على الحدود مع كل من العراق واليمن. ويقول الكاتب إن بعض الدول تعتبر بناء الجدران بمثابة الحل السريع للمشاكل مع الجيران، وإنها تظن أن بإمكانها الفصل بشكل واضح بين الشعوب على مبدأ "هم" و"نحن". وأضاف أن بناء إسرائيل الجدار العازل في الضفة الغربية في فلسطين شجع بلدانا أخرى على القيام بنفس الخطوة وبإضافة أسلاك شائكة على طول حدودها مع جيرانها. وقال إن هذه الجدران والأسيجة لا يمكنها منع المهاجمين أو المهاجرين من الدخول عبرها لكنها قد تعيق سرعة حركتهم. وأضاف أن ظاهرة بناء الجدران بين الدول تعمل على تعطيل التجارة وتضر بسمعة البلدان، ولا يمكنها أن تشكل حلا للحد من الهجرة غير النظامية أو لمواجهة الإرهاب. كما أشار الكاتب إلى عزم تونس على بناء جدار لفصل نفسها عن الفوضى في ليبيا، ولكنها لن تتمكن من منع أكثر من ثلاثة آلاف من التونسيين -الذين يقال إنهم غادروا للقتال في سوريا- من العودة إلى أرض الوطن. ويرى الكاتب أنه يجب على السياسيين معالجة الأسباب الجذرية للمشاكل بدلا من بناء الجدران، ودعا أوروبا إلى تمويل التنمية المحلية في مناطق البحر الأبيض المتوسط للحد من الهجرة غير النظامية إلى أوروبا. واختتم بالإشارة إلى أن هذا النوع من الحلول والإستراتيجيات الواقعية طويلة الأجل المتمثل في معالجة جذور المشاكل قد لا يروق للبعض.