وسط إجراءات أمن غير مسبوقة من الجيش والشرطة يفتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الخميس قناة السويس الجديدة بعد حفر دام لمدة عام بحضور عربي ودولي كبير. وتأمل مصر أن تسهم القناة الجديدة في دفع الاقتصاد وإحداث طفرة استثمارية كبيرة من خلال المشروعات المتعددة التي تنوى الحكومة طرحها على محور القناة وجذب استثمارات عربية وأجنبية لتشغيلها. وفتحت وزارة الطيران الصالة الرئاسية بمطار القاهرة الدولي أبوابها استعداداً لاستقبال ملوك وأمراء ورؤساء وزعماء العالم الذين سيشاركون في الحفل التاريخي للافتتاح، حيث أكد إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء مشاركة 100 دولة في الاحتفالية قناة السويس مضيفاً "ذلك يؤكد أننا نسير فى الطريق الصحيح". وأكد وزير الاستثمار المصري أشرف سالمان، أن بلاده تستهدف مضاعفة التدفقات النقدية المحققة من قناة السويس من 5 مليارات دولار سنوياً لتصل إلى ما بين 10.5 و11 مليار دولار، نظراً للنشاط الكبير الذي تشهده التجارة العالمية مع تحسن الخدمات المقدمة للسفن التي تعبر القناة. وقال سالمان إن مصر تقدم هدية للعالم بخفض 40% من التكلفة المالية للعبور بعد أن كان العبور طريقاً واحداً، وكانت السفن التي تعبر من الشرق للغرب تحتاج للانتظار في البحيرات المرة لفترة تصل إلى 18 ساعة، ولكن بعد حفر القناة الجديدة تم توفير طريق مزدوج يخفض وقت الرحلة إلى 11 ساعة، وأضاف أن عملية حفر قناة السويس الموازية والتي بلغ طولها وعمقها نحو 72 كيلو متراً أكبر عملية تكريك حدثت خلال الخمسين سنة الأخيرة، فضلا عن أن الكراكات التي اشتركت في عمليات الحفر والتعميق مثلت أكثر من 50% من إجمالي الكراكات في العالم. وزير الاستثمار المصري: نستهدف مضاعفة التدفقات النقدية إلى 11 مليار دولار وأشار سالمان إلى أن ذلك يتطلب بنية تحتية ولوجيستية تقدم تلك الخدمات في المنطقة، فهناك 6 موانئ في هذه المنطقة منها الأدبية والعين السخنة جاهزة لتقديم تلك الخدمات الدولية، في حين تحتاج موانئ "شرق بورسعيد" و"غرب بورسعيد" "العريش" و"الطور" إلى تطوير البنية التحتية لديها، وهو ما تقوم به الحكومة حيث بدأت بالفعل في ميناء شرق بورسعيد. وفى إطار تأمين الاحتفال تولى الجيش تأمين المجرى الملاحي وسيناء، تضمنت خطط التامين إشراك العمليات الخاصة ووحدات الانتشار السريع للسيطرة على المزارع الموجودة على جانبي طريق مصر - الإسماعيلية، وأن تكون هناك ارتكازات ثابتة أعلى البنايات المهمة والمرتفعة بطول الطريق، والتعامل الفوري مع أي محاولات من شأنها التأثير على الوضع الأمني. كما أعلنت مصادر أمنية أن خطة التأمين بدأت بالفعل منذ بداية شهر يوليو الماضي، من خلال شقين، الشق الأول يتمثل في شن حملات أمنية موسعة بمحافظات السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد؛ لضبط كل ما من شأنه الإخلال بالأمن العام، وتمشيط شرق المجرى الملاحي لقناة السويس على نطاق واسع، بالإضافة إلى فحص أكثر من 40 مزرعة ومنطقة مأهولة، وكذلك فحص نزلاء الفنادق وقاطني الشقق المفروشة والتأكد من هويتهم. وأكدت المصادر الأمنية أن المرحلة النهائية من خطة التأمين والتي بدأت اعتبارا من أول أغسطس الجاري، سيشارك بها نحو 10 آلاف ضابط وفرد شرطة من قوات الحماية المدنية، والمفرقعات، والبحث الجنائي، والقوات النظامية، والمرور، و100 من المجموعات القتالية التابعة للإدارة العامة للعمليات الخاصة، و130 تشكيلا من قوات الأمن المركزي. وتشمل خطة التأمين 6 محافظات هي الإسماعيلية، وبورسعيد، والسويس، بالإضافة إلى محافظات الشرقية، والقليوبية، والقاهرة، والتي ستمر بها الوفود المشاركة للوصول إلى مقر الاحتفال بمحافظة الإسماعيلية.