سعودي يتولى مهام عمل موظف الكاشير، وقد خلع الثوب والشماغ والعقال، وارتدى قميصاً وبنطالاً في مشهد يوحي بالتحول في تقبل السعوديين لأعمال لم يكن أسلافهم ليفكروا فيها ذات يوم، إلا أن الأسواق الكبرى في المملكة وبمبادرات وإن كانت تحت إلزامية برامج التوطين إلا أنها آتت أُكُلها، واستطاعت أن توطن آلاف الوظائف في مهن كانت إلى عهد قريب تقع في أيدي المقيمين بشكل كلي. وفي الوقت الذي تتعثر فيه برامج التوطين في شركات أخرى، إلا أن الأسواق المركزية و"الهايبرماركت" قد نجحت نجاحاً ملحوظاً في استقطاب كثير من السعوديين في وظائف الكاشير، والمشرفين، والحراسات وبعض موظفي الدعم وخدمات العملاء. ويبدو أن تلك الأسواق قد اعتمدت نهجاً إدارياً سهل عليها مهمة التوطين تلك، وجعل واجهة تلك المنشآت وطنياً بامتياز، ويتمثل ذلك في فهم طبيعة الحياة الاجتماعية للموظفين السعوديين، ومحاولة تلبية الرغبات الأساسية لهم من عدة جوانب. وبحسب يوسف بن محمد القفاري الرئيس التنفيذي لشركة أسواق العثيم فإن التعامل مع الموظفين السعوديين يحتاج إلى مراعاة الظروف الاجتماعية للموظف، وتحقيق أعلى رغبات يمكن تحقيقها؛ بغية أن تكون بيئة العمل جاذبة لذلك الموظف، وتحقق له استقراراً وظيفياً، وأشار إلى أن مسألة تأهيل الموظف حسب طبيعة العمل الذي سوف يمارسه أمر بالغ الأهمية، مؤكداً أن شركة العثيم بادرت منذ وقت مبكر إلى إنشاء أكاديمية متخصصة تؤهل السعوديين وتدربهم؛ ليتمكنوا من ممارسة الأعمال التي سيتم تكليفهم بها، مشيراً إلى أن أكثر من 2500 سعودي يعملون اليوم بكافة فروع الشركة. وقال القفاري: إن الظروف الاجتماعية المحيطة بالموظف تلعب دوراً أساسياً في مدى عطائه والتزامه، مؤكداً أن مراعاة تلك الجوانب وتحقيق رغبات الموظف قدر المستطاع يساهم بشكل فاعل في استمراره وعطائه، وبين أن من أبرز نجاح عمليات التوطين من خلال تجربة الشركة تعيين الموظف في أقرب فرع لمسكنه، وكذلك تحديد الفترة المناسبة له من حيث وقت ساعات العمل سواء كان في الفترة الصباحية أو المسائية، إضافة إلى الحوافز المادية ومستوى الرواتب المرضي. وأكد أن منح الموظف السعودي إجازة يومين في الأسبوع أمر بالغ الأهمية نظراً للارتباطات الاجتماعية للموظف السعودي، مبيناً أن لذلك أثراً كبيراً في مسألة استمرار كثير من السعوديين في وظائفهم.