عبّر بانوس تريغازيس منسق العلاقات الدولية في الحزب اليوناني الحاكم (سيريزا) عن استيائه مما اعتبره "مطالب العرب القوميين المعادين للسامية" بقطع العلاقات مع إسرائيل، وقال إن هناك حزبا شيوعيا فعالا، فيما قضت معظم الدول العربية على الحزب المذكور، وإن تطوير العلاقات مع إسرائيل يدخل ضمن السياسة الخارجية بأثينا. وجاءت تصريحات تريغازيس إثر مقابلة أجرتها محطة إذاعية ناطقة باسم سيريزا مع صحفي فلسطيني أمس الثلاثاء وجه فيها انتقادات للحكومة اليونانية بسبب تنمية علاقاتها مع إسرائيل. وتعبر تصريحات تريغازيس عن التوجه الذي تبنته حكومة سيريزا لتعزيز صلاتها مع إسرائيل على نفس السياسة التي بدأها رئيس الحكومة السابق جورج باباندريو عام 2010. ويستمر هذا التوجه ويتعزز مع كل حكومة جديدة في اليونان، ويقوده خاصة في الأشهر الأخيرة وزير الدفاع بانوس كامينوس، وهو رئيس حزب "اليونانيين الأحرار" المشارك في الحكومة، ووزير الخارجية نيكولاوس كوتزياس. ويلقى التوجه اليوناني نحو إسرائيل المزيد من المناصرين من جميع التوجهات بشكل دائم، فيما يرفض قلة آخرون التعاون مع دولة الاحتلال. جانب من مظاهرةمناهضة لإسرائيل أمامسفارتها بأثنيا (الجزيرة-أرشيف) تأييد وقال المحلل الاستراتيجي إيفريبيذيس تساكيريذيس إن العلاقات اليونانية الإسرائيلية تتطور بشكل طبيعي وتتحسن باستمرار، ضمن التعاون السياسي بين البلدين الذي نما في السنوات الأخيرة نتيجة وجود مصالح مشتركة في عدة ملفات. وقال تساكيريذيس للجزيرة نت إن تلك العلاقات تغطي طيفا واسعا من الملفات السياسية والاقتصادية وموضوعات الأمن،وهو مايستدلّ عليه باللقاءات المكثفة بين مسؤولي البلدين -خاصة وزراء الدفاع والخارجية والطاقة- ومن القمة الوزارية المشتركة بين أثينا وتل أبيب، والاجتماعات الثلاثية المكثفة التي تشارك فيها قبرص. واعتبر المحلل السياسي يانيس كوتسوميتيس أن استمرار تقارب الحكومة اليونانية مع إسرائيل يأتي في إطار محاولتها استغلال أي كميات محتملة من الهيدروكربونات في شرق المتوسط. وأضاف في تصريحات للجزيرة نت أن لهذا الملف أهمية بالغة لحكومة سيريزا، بحيث تصبح العلاقات التاريخية اليونانية الفلسطينية في المقام الثاني. واعتبر أن تودد وزير الدفاع اليوناني لإسرائيل يأتي على خلفية حاجة الطرف اليوناني لمحور دفاعي قوي في شرق المتوسط لخلق توازن مع تركيا، التي يعتبر الوزير أن له معها مصالح متناقضة. " ذيميتريس كوذيلاس: النظريات التي تزعم أن اليونان ستصبح أكثر أمانا وقوة بتقاربها مع إسرائيل نظريات خاطئة " معارضة يورغوس تزافيريس، أحد أبرز مسؤولي سيريزا، نشر مقالا في صحيفة محلية،اعتبر فيهأن اهتمام إسرائيل ينصب على التعاون العسكري، لأنها مجتمع عسكري منذ نشأتها، ولأن دورها لاعبا إقليميا يتطلب ذلك. وقال تزافيريس إن المروحيات التي تقصف غزة كل سنتين متوقفة الآن في مدينة لاريسا اليونانية. وعن الاتفاقية العسكرية الأخيرة التي وقعها وزير الدفاع اليوناني مع إسرائيل قال إن مثل هذه الاتفاقية مع إسرائيل وقعتها الولايات المتحدة فقط. واعتبر أن الاعتراض على هذه السياسة ليس سببهفقط التضامن التاريخي اليوناني مع الشعب الفلسطيني، بل بسبب خطأ مقولة أن "عدو عدوك صديقك"، التي لا علاقة لها بالسياسة الخارجية متعددة الأبعاد. تجميل وجه إسرائيل كما أشار ذيميتريس كوذيلاس، النائب في حزب سيريزا، إلى حملة بدأت منذ سنوات لتجميل وجه إسرائيل لدى اليونانيين، معربا عن أسفه لأن هذه المساعي لم تتغير مع حكومة حزبه. وقال كوذيلاس للجزيرة نت إن النظريات التي تزعم أن اليونان ستصبح أكثر أمانا وقوة بتقاربها مع إسرائيل نظريات خاطئة. وأوضح أنه من المنطقي استغلال التناقضات في المنطقة، لكن "جعل إسرائيل حليفنا الاستراتيجي ليس تطورا إيجابيا". كما انتقد عدم إطلاع حكومته مواطنيها على خطوات التقارب مع إسرائيل بوضوح. وقال إن لإسرائيل علاقة بقضايا تهم اليونان مثل المنطقة الاقتصادية الخاصة والخلاف مع تركيا، لكن هذا لا يعني تحوّل اليونان إلى "ملكية أكثر من الملك". واعتبر أن تطور العلاقات اليونانية الإسرائيلية يشكل جزءا من حلف أكبر يضم معهما قبرص ومصر، وتقف وراءه الولايات المتحدة، وأضاف أن خطوات وزيري الدفاع والخارجية اليونانيين لا تخدم استقلالية البلد، بل تربطها أكثر بقوى تتسبب بالفوضى في المنطقة، واختتم بأن مسيرة الحكومة اليونانية باتجاه إسرائيل ستضر بعلاقات اليونان مع العالم العربي.