فرضت وزارة الخزانة الأميركية أمس عقوبات على قطريين بتهمة تمويل تنظيمَي القاعدة وجبهة النصرة، في خطوة تؤكد استمرار واشنطن في صدها لـ«النصرة» والتنظيمات الموالية لـ«القاعدة» بالتزامن مع الحرب ضد «داعش». وأعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على سعد بن سعد محمد الشريان الكعبي وعبد اللطيف بن عبد الله صالح محمد الكواري بتهمة التمويل الإرهابي، في تحرك وصفه مسؤول أميركي بأنه «مهم في منع تمويل الإرهاب، بينما نحن نركز على هزم (داعش)، لم نرفع نظرنا عن مواجهة تمويل مجموعات أخرى موالية لـ(القاعدة) وغيرها من تنظيمان إرهابية». وأضاف المسؤول الرفيع المستوى الذي طلب عدم الكشف عن هويته في اتصال مع مجموعة من الصحافيين أمس: «إننا لن نسمح لأي مجموعة إرهابية بأن تجلب التمويل في أي بلد حول العالم». وأكد المسؤول أن «التعاون مع قطر يتحسن ونحن مسرورون من ذلك في مواجهة تمويل المجموعات الإرهابية، ولكن هناك مجالا للتحسن». وتتهم وزارة الخزانة الأميركية الكواري والكعبي بدعم متطرفين قاموا بعمليات إرهابية في سوريا وباكستان والسودان. وأكدت الوزارة أنها جمدت كل أصولهما في الولايات المتحدة ومنعت مواطنيها من إجراء أي نوع من المعاملات التجارية معهما. وتؤكد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد ما يقارب عامًا من بدء «الحرب» التي أعلنتها ضد «داعش»، أن سعيها لـ«تفكيك وهزم (داعش)» لا يعني أنها لن تصد «القاعدة» والتنظيمات المرتبطة بها. وشرح المسؤول الأميركي: «نحن مستمرون في تصدينا لـ(القاعدة) والتنظيمات الحليفة لها»، خلال تفصيله قرار وزارة الخزانة الأميركية أمس بفرض عقوبات على قطريين اتهمتهما واشنطن بـ«تمويل» تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة التي أعلنت ولاءها للتنظيم الإرهابي. وفي السنوات القليلة الماضية، اعتمدت «جبهة النصرة» و«القاعدة» على أنظمة تمويل دولية بالغة التعقيد للحفاظ على تدفق الأموال لعناصرها الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وعبر العالم. ويوضح بيان أصدرته الخزانة الأميركية أمس أن توقيف الكعبي والكواري يدخل في إطار عملية استهداف شبكات التمويل الخارجي من طرف التنظيمين الإرهابيين، «النصرة» و«القاعدة» لأفرادهما في المنطقة. وبدوره أكد آدم زوبين، وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، لوكالة «أسوشييتد بريس» إن «الخزانة ملتزمة باستخدام كل الاستخبارات والسلطات المالية الموجودة لديها لكشف وإيقاف خطط التمويل التي تستغلها الجماعات الإرهابية». وكشفت الوزارة أن الكعبي كان متورطا في جمع تبرعات لتمويل أسلحة ومواد غذائية لـ«جبهة النصرة» في بداية عام 2014. وفي الفترة نفسها، تلقى الكعبي طلبا من مسؤول في التنظيم الإرهابي ليكون وسيطا في عملية دفع «فدية» مقابل رهائن احتجزتهم الجبهة. وفي 2013، عمل الكعبي مع حامد حمد حامد العلي المعروف لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة لقربه من «جبهة النصرة»، وتلقى منه تمويلا لدعم هذا التنظيم الإرهابي. أوضحت وزارة الخزانة الأميركية أن السلطات القطرية أوقفت شبكة تواصل اجتماعية إلكترونية أدارها الكعبي لجمع الأموال لـ«النصرة» سابقا. أما الكواري فثبت تورطه في التعامل مع كل من مصطفى حجي محمد خان، المعروف بلقب حسن الغل والمنتمي إلى تنظيم القاعدة، وإبراهيم عيسى حجي محمد البكر، المعروف لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة لقربه من «القاعدة»، في عملية تمويل التنظيم في باكستان.