صدر العدد الجديد من مجلة مرامي، التي تصدر عن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وضمّ عدد شهر أغسطس/آب الخامس بعد المئة، مواضيع عدّة وتحقيقات وحوارات مميّزة. وسلطت افتتاحية العدد بقلم سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة تحرير المجلة، تحت عنوان: قانون إماراتي مشرّف.. الضوء على قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي صدر مؤخراً. حيث بدأت مقالها: هكذا تقف الإمارات في مواجهة الكراهية، لأنها جبلت على المحبة، وأسست على الأخوة وتقبل الآخر، واحتوت كل غريب عن داره في دفئها، وحققت له عدالة قد لا يجدها في مكان غير هذا الوطن. وأضافت موضحة: وهكذا إماراتنا تواكب الأحداث وتقف موقف الفعل قبل القول، وتعلن بقوة عن قرارها بأن الكراهية وما تبطنه من عنصرية وتفرقة وفوقية ومظالم في طرف، ونحن - دولةً وقيادةً وشعباً - في الطرف الآخر، بما نحمله من قيم المحبة والتسامح والكرم والشهامة، ومساندة من يعانون في الأرض الفقر والتشرد والغربة. إن الكراهية خلق مقيت، لا يصلح لعيش البشرية، ويعطل صور التطور التي تهدف إلى مصلحة الإنسان، أو يضعها في أطر الاستغلال والربح المادي، على حساب الحياة الكريمة للإنسان على وجه الأرض، أياً كان موقعه في خريطتها، وأياً كانت مستوياته في مجالات النموّ في الوجود البشري. إن الحكمة التي يتحلى بها صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخوانه حكام الإمارات، وضعت واقعنا الإنساني الذي نعيشه اليوم، في إطار قرار باركه الجميع في الداخل والخارج. وأضافت: فهذا الواقع الذي ينطوي على أحداث مؤسفة يتسبّب فيها، بشر منا استحوذوا لأنفسهم على مقدرات الشعوب، هم بمثابة إخوة لهم، واستحلوا لأنفسهم ما حرّموه على سواهم، بل ما هو محرّم في ديننا الإسلامي، وكل الأديان السماوية. في هذا القانون لا ازدراء للأديان ومقدساتها، ولا تمييز بين الناس، ولا كراهية مصوغة بكلمات قلوب لم تترك لضوء الشمس مجالاً أن تخترقها. وختمت سموّها المقال قائلة: في هذا القانون.. على الذي يثير فتنة أو يتصرف بازدراء أو تمييز بين الأفراد والجماعات، أن يراجع حساباته، وأن يتأمل موقفه، وأن يعود إلى صواب يدمجه في مجتمع طيّب كمجتمع الإمارات، لا يقبل أن يضام إنسان على أرضه.