فجر تنظيم داعش الإرهابي في وقت متأخر الاثنين مقر مكتب الاتصال باللجان الثورية سابقاً وسط مدينة سرت، الذي كانت تشغله إحدى الكتائب التابعة لمليشيا فجر ليبيا المتشددة. وقال شهود عيان أمس الثلاثاء، إن مواد ناسفة فجرت المبنى بالكامل، وأضافوا أن المبنى يتكون من دورين وبه أكثر من عشرين مكتباً إدارياً وقاعات اجتماعات ومرآب للسيارات على مساحة حوالي عشرة آلاف متر مربع. من جهة أخرى طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، السلطات المسؤولة عن سجن الهضبة في طرابلس بالتحقيق الفوري في ما يبدو أنه سوء معاملة ضد محتجزين، منهم الساعدي نجل معمر القذافي. ويظهر مقطع فيديو مدته تسع دقائق نشر على موقع كليرنيوز الإخباري، الأحد الماضي، مسؤولين وحراساً في السجن وهم على ما يبدو، يستجوبون محتجزين عدة ويسيئون معاملتهم، من بينهم الساعدي القذافي. وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جو ستورك: يثير مقطع الفيديو، الذي يصور على ما يبدو تعرض سجناء للضرب، مخاوف جدية من الأساليب المستخدمة في استجواب الساعدي القذافي وغيره من المحتجزين في سجن الهضبة. وطالب ستورك سلطات طرابلس بتحديد ما يحدث بالضبط، واتخاذ تدابير تضمن حماية جميع المحتجزين من الانتهاك، ومحاسبة كل شخص مسؤول عن هذا النوع من الممارسات. يظهر في الفيديو، الذي لا يحمل تاريخاً، عدد من الرجال بعضهم في زي رسمي وبعضهم في ملابس مدنية، وهم يستجوبون الساعدي، الذي يمكن التعرف عليه بوضوح رغم أنه كان معصوب العينين أحيانًا. وفي جزء من المقطع، كان الساعدي يستمع إلى صراخ رجلين آخرين على الأقل وهما على ما يبدو يتعرضان إلى الضرب خارج الغرفة، ثم أجبر على مشاهدة ذلك، ولم تتمكن المنظمة من تحديد هوية الرجال بشكل دقيق رغم أنهم على ما يبدو سجناء في الهضبة. ومع نهاية مقطع الفيديو، يسأل أحد المحققين الساعدي إذا كان يفضل الضرب على رجليه أم على مؤخرته، فيجيبه قائلاً: ما هذا السؤال؟ على الرجلين. ثم قام المحققون بصفع الساعدي وضربه مرات عدة على قدميه اللتين كانتا مرفوعتين إلى أعلى، بينما كان هو ملقى على ظهره ومشدودًا إلى هيكل معدني فيه أنبوب بلاستيكي، جعله يصرخ من شدة الألم. يسمع الحراس الذين يظهرون في المقطع وهم يهينون السجناء بألفاظ نابية، وفي لحظة ما من المقطع، يسمع الساعدي وهو يطلب بعض الراحة، ويعدهم بالتعاون، ولا يظهر في الفيديو أي محامٍ أو ممثل قانوني، بينما يبقى من غير الواضح إن كان للساعدي محام مثله أثناء الاحتجاز. وكان الساعدي في هذه المقاطع يرتدي بدلة السجن الزرقاء، وهو يعتذر إلى الشعب والدولة عن أي أعمال قام بها وربما تسببت في زعزعة الاستقرار، وطلب منهم الصفح، واعترف بأنه عمل ضد النظام السياسي القائم في البلاد، وتحدث عن علاقاته بشخصيات بارزة عدة في ليبيا قبل تسليمه من النيجر. على صعيد آخر حذرت السلطات الليبية، الاثنين، من احتمال انتشار أمراض في بنغازي بسبب لحوم مستوردة تركت تتعفن لأشهر في حاويات بالميناء التجاري المغلق بالمدينة بسبب القتال. (وكالات)