دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تركيا للرد بشكل "متكافئ" على هجمات حزب العمال الكردستاني التيأوقعت اليوم الثلاثاء ثلاثة قتلىآخرين بين العسكريين الأتراك, ورد عليها سلاح الجو التركي بضربات جوية. فقد قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونرإن من حق تركيا الدفاع عن نفسها في مواجهة حزب العمال. وأضاف أن واشنطن تريد أن يكف الحزب عن العنف, ويعاود الانخراط في مسار السلام مع الحكومة التركية. بيد أن المتحدث نفسه قال في المقابل إن بلاده تريد من الحكومة التركية أن يكون ردها "متناسبا" مع هجمات حزب العمال. وكان هذا الحزب الذي بدأ مطلع ثمانينيات القرن الماضي تمردا داميا أسفر عن مقتل نحو أربعين ألف شخص, قد استأنف عملياته ضد الجيش والأمن التركيين إثر التفجير الذي ضرب يوم 20 يوليو/تموز الماضي مدينة سروج التركية المقابلة لمدينة عين العرب (كوباني) السورية, والذي أسفر عن مقتل 32 شخصا كانوا في تجمع مؤيد لأكراد سوريا. ومنذ ذلك الحين شنحزب العمال هجمات أسفرت حتى اليوم عن مقتلعشرين عسكريا وشرطيا تركيا في جنوب وجنوب شرق البلاد. وفي بروكسل قال المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هانإن الاتحاد الأوروبي يعترف بحق تركيا في منع أي شكل من أشكال الإرهاب الذي يستوجب الإدانة دون لبس والرد عليه. لكنه على غرار الموقف الأميركي أكد أن الرد يجب أن يكون متكافئا ومحدد الهدف. كما قال إن الرد التركي يجب أن لا يشكل خطرا على الحوار السياسي الديمقراطي في البلاد, أو أن يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة. وكانت أنقرة حصلت على دعم واشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في مواجهة هجمات حزب العمال الذي تضعه الولايات المتحدة وأوروبا على لائحة "المنظمات الإرهابية". وتحدثت مصادر كردية عن مقتل عشرة مدنيين أثناء غارات تركيا على مخابئ حزب العمال في شمال العراق, لكن الجيش التركي نفى استهداف المناطق السكنية في كردستان العراق. مواطنون أتراك يشيعون الجندي منصورشنجيز الذي قتل الأحد في هجوملحزب العمال جنوب شرقي تركيا(أسوشيتد برس) هجمات جديدة وقد قتل اليوم جنديان تركيان وأصيب آخران في تفجير لغم استهدف قافلة عسكرية بولاية شرناق الواقعة جنوب شرقي تركيا, ولها حدود مع سوريا والعراق, حسب بيان للجيش التركي. وفي وقت لاحق اليوم قتل جندي وأصيب آخر في هجوم صاروخي على موقع عسكري في محيط مدينة سيلوبي بولاية شرناق أيضا, حسب مصادر أمنية. من جهتها قالت وكالة الأناضول إن مسلحيْن على دراجة نارية أطلقا اليوم قذيفة صاروخية على مديرية أمن قضاء "يوكساك أوفا" بولاية هكاري المتاخمة لشمالي العراق, وقالت إن الهجوم لم يسفر عن إصابات. وكان مسلحون من حزب العمال الكردستاني أوقفوا سيارات في الطريق بين منطقتي نصيبين وميديات بولاية ماردين جنوبي تركيا، وأنزلوا السائقين والركاب من السيارات، قبل إضرام النار في شاحنة وصهريج. ورد سلاح الجو التركي على الهجمات الجديدة بغارات نفذتها طائراتأف-16, استهدفت مواقع مفترضة لحزب العمال قرب مدينة شمدينلي بولاية هكاري. وقالت وكالة الأناضول قبل يومين إن الضربات الجوية التركية قتلت 260 من مسلحي حزب العمال الذي أقر فقط بمقتل سبعة من عناصره. في هذه الأثناء واصلت قوات الأمن التركية في إسطنبول ومدن أخرى حملات اعتقال تستهدف مشتبها في انتمائهم إلى حزب العمال ومنظمات يسارية متطرفة. كما اعتقل الأمن في ولاية كليس المجاورة لمحافظة حلب السورية خمسة أشخاص قدموا من سوريا, للاشتباه في انتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية. وقال مراسل الجزيرة عامر لافي إن الهدوء خيم اليوم على المنطقة الحدودية بين بلدة كركامش التركية ومدينة جرابلس السورية الخاضعة لتنظيم الدولة. وعززت تركيا إجراءاتها الأمنية على الحدود مع سوريا, ونشرت قوات كبيرة.