اعتبر كاتب بريطاني أن حكم الإعدام الذي أصدرته محكمة ميليشيات فجر ليبيا بحق عبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية في عهد نظام العقيد الراحل معمر القذافي بأنه محاولة لإخفاء الاتفاقات السرية بين النظام والمخابرات البريطانية والأمريكية. ووصف الكاتب البريطاني روبرت فيسك المحاكمة بانحراف للعدالة. وأضاف في مقاله بجريدة ذي إندبندنت البريطانية، الأحد، أنَّ الاتفاقات السرية التي تمَّت بين القذافي والمخابرات الأجنبية ستبقى الآن محفوظة للأبد ، لأنَّه مع تنفيذ الحكم لن تتاح للسنوسي أي فرصة ليخبرنا عن العلاقات القريبة التي أقامها مع أجهزة المخابرات الغربية عندما قام بدور الوسيط بين القذافي وجهاز (إم آي 6) البريطاني ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي آي إيه . وقال: إنَّ حكم الإعدام صَدَرَ من دون وجود دفاع عن السنوسي أو شهود أو شهادات إثبات. وأضاف قائلاً: رغم غضب منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من ظروف المحاكمة، فإنَّ بريطانيا وأمريكا لم تحركا ساكنًا ولم تتخذا موقفًا من المحاكمة. وتابع أن السنوسي يعد الصندوق الأسود لنظام القذافي ، وكان أكثر دراية من سيف الإسلام بجميع الاتفاقات والتعاملات بين نظام القذافي وأجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية. وقال: إنَّ ذلك ربما يكون السبب الذي دفع السنوسي للهرب إلى موريتانيا، حيث كان من المفترض تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، لكن موريتانيا سلمته إلى طرابلس مقابل 200 مليون دولار. وتساءل الكاتب: لمَ وافقت المحكمة الجنائية الدولية على محاكمة السنوسي في طرابلس من قبل محكمة تهيمن عليها تشكيلات مسلحة، في حين طالبت بتسليم سيف الإسلام للمحاكمة في لاهاي؟! وشبّه الكاتب محاكمة سيف الإسلام القذافي وعبد الله السنوسي ،بمحاكمة صدام حسين. (وكالات)