سقطت أمس طائرة حربية تابعة للنظام السوري في سوق للخضار وسط مدينة أريحا، التي يسيطر عليها فصائل جيش الفتح، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين بينهم أطفال. وفي وقت أفادت فيه معلومات أن عدد قتلى سقوط الطائرة بلغ حتى مساء أمس، 18 قتيلاً وأكثر من 70 جريحًا جميعهم مدنيون. أكد مصدر عسكري في الجيش السوري الحرّ، أن عدد ضحايا هذا الحادث المأساوي بلغ 25 شهيدًا وأكثر من 70 جريحًا، بعضهم في حالة حرجة جدًا، مما يرجّح ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من ذلك بكثير. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: إن «الطائرة كانت تنفّذ غارة على المدينة، لكن عطلاً فنيًا طرأ عليها مما أدى إلى سقوطها وسط السوق المكتظّ بالمدنيين، تسبب بحريق كبير ودمار واسع، وهو ما أدى إلى وقوع هذا العدد الكبير من الضحايا». مشيرًا إلى أن مصير طاقم الطائرة لا يزال مجهولاً، وهناك احتمال من اثنين، إما أن الطيار استطاع القفز بالمظلة ويجري البحث عنه في الأحياء القريبة من مكان الحادث، أو أنه بقي داخل الطائرة واحترقت جثته بالكامل، وهذا ما يؤخّر مسألة التعرف على جثته وتمييزه عن الشهداء المدنيين. وبالتزامن مع هذا الحادث، شهد الوضع الميداني سخونة كبيرة ومعارك عنيفة في مناطق متعددة بمحافظة اللاذقية. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام قصفت أماكن في منطقتي سلمى وكباني وأماكن أخرى في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بينما تعرضت أماكن في منطقتي الكوم وكتف الغدر وقرية غمام بريف اللاذقية الشمالي، لقصف من قبل قوات النظام دون أنباء عن خسائر. في حين أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن قوات المعارضة السورية قصفت مدينة القرداحة (مسقط رأس الرئيس بشار الأسد) الخاضعة لسيطرة النظام، بريف اللاذقية، وذلك لليوم السابع على التوالي. وقال المكتب: إن «لواء النصر في الفرقة الأولى الساحلية التابعة للجيش الحر، قصف (أمس) مدينة القرداحة والقرى المحيطة بها بعشرات القذائف المدفعية»، مؤكدًا أن قصف القرداحة يأتي من ضمن المرحلة الثانية من الحملة التي أطلقها اللواء منذ نحو الأسبوع، نصرة لمدينة الزبداني بريف دمشق. وانتقل مقاتلو المعارضة من استهداف المدينة بصواريخ الغراد والكاتيوشا إلى المدافع الأكثر دقة وقوة تدميرية، تسببت باشتعال حرائق في المدينة من دون التأكد من إيقاع خسائر بشرية. كذلك اعترفت صفحات موالية للنظام على موقع التواصل الاجتماعي بأن صواريخ وقذائف سقطت في محيط مدينة القرداحة والقرى القريبة منها، لكنها أشارت إلى أن هذا القصف لم يؤد إلى خسائر بشرية. بدوره، قال قائد جبهة النصرة في اللاذقية عبد الله المحيسني في تصريح له إن «المعارك لم تعد محصورة في مناطقنا بل في مناطق النصيرية (العلويون)». وأكد المحيسني، أن «المجاهدين احتفظوا بثلثي ما تم تحريره، وما زالت المعارك الآن شرسة بشكل لا يوصف». وانسحب هذا المشهد على ريف إدلب، حيث نفّذ الطيران الحربي غارات عدة، طالت مدينة بنش وبلدات طعوم وسرمين وتفتناز بريف إدلب الشمالي، بينما قتل قائد عسكري وأحد العناصر في «فيلق الشام» خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في تل حمكي بريف جسر الشغور، كذلك قصف الطيران الحربي مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري والمحاصر من قبل جبهة النصرة والفصائل الإسلامية منذ أكثر من عامين، في وقت أقدمت جبهة النصرة في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، على إعدام محامٍ بإطلاق النار عليه وقتله بعدما اتهمته بالتعامل والتخابر مع قوات النظام وتسريب معلومات عن تمركزات ومقار المجاهدين. أما مدينة حلب وريفها، فلم تكن خارج دوامة العنف، إذ أعلن ناشطون أن اشتباكات عنيفة دارت منتصف ليل أمس (الأول) بين جبهة النصرة وجبهة أنصار الدين من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سوريا وعربية وآسيوية من أخرى في محيط قريتي حندرات وباشكوي بريف حلب الشمالي، كما دارت اشتباكات على أطراف حي الخالدية شمال حلب، بين قوات النظام مدعمومة بقوات الدفاع الوطني، وغرفة عمليات فتح حلب، كما فتحت القوات النظامية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في معارة الارتيق بريف حلب الشمالي الغربي. كما تحولت مناطق سهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي وريف جسر الشغور في محافظة إدلب، مسرحًا لاشتباكات عنيفة دارت بين «حزب الله» اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سوريا وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية المعارضة من جهة ثانية، ترافقت مع قصف مكثف بالقذائف والصواريخ وقصف جوي على مناطق الاشتباك، أدت إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين.