اغتسلت الرياض بالمطر، وأنشدت على رائحته وديمه قصائد الأمل بأن تهتز الأرض وتربو بخضرة نضرة، وأن تشعل الشمس البذر، وأن ترطب هذه السيول جمود الصحراء. غير أن هذه الأمطار لم تكن من دون مواقف اشتغلت في مواقع التواصل الاجتماعي، بين من وجد في المطر فرصة لتسوية حساباته مع الدولة كما فعل بعض المعارضين، ومن ينتقد الناس لهمجيتهم بالخروج إلى «الشعبان» وممارسة التحدي والمغامرات الفارغة، غير أن هذين الموقفين ليسا هما موضع نقاشي اليوم. سأناقش دور مصلحة الأرصاد الجوية في السعودية. وهو دور مهم لا يجب علينا أن نتجاهله بتاتا، بل علينا نقده وإصلاحه وتقويمه. بالدخول على موقع مصلحة الأرصاد سنرى أن الأخبار التي تقال مقتصرة على ما هو حادث. بمعنى أن الخبر يبدأ بــ : «هطلت أمطار»، وهذا خبر ليس فيه جديد، لأن هذه وظيفة النشرات الإخبارية لا المصلحة التي يجب أن تتنبأ بالحدث وأن تدرسه علميا قبل وقوعه، كما هو حال مؤسسات الأحوال الجوية في العالم، بحيث تتحدث عن إمكانيات الكوارث، أو الزلازل، أو وقوع حادث جوي ما. ليست مهمة المصلحة أن تطلعنا على الأخبار، بل أن تمدنا بالدراسات والتنبؤات قبل وقوعها ! في واجهة الموقع الخبر الذي ورد فيه: «تستمر الفرصة لهطول أمطار رعدية تسبق بنشاط في الرياح السطحية تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق شرق المملكة (الدمام ــ الجبيل ــ الخفجي ــ الظهران ــ الأحساء ــ حفر الباطن ــ القيصومة) وأجزاء من وسط المملكة تشمل (العاصمة الرياض ــ القصيم ــ الدوادمي والخرج) وحتى أجزاء من شمال المملكة تشمل الحدود الشمالية. وتتكون السحب الركامية الرعدية على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية (عسير ــ جازان ــ الباحة) تمتد حتى منطقة مكة المكرمة تشمل مرتفعات الطائف والأجزاء الساحلية الجنوبية منها (القنفذة ــ الليث) والفرصة مهيأة لتكون الضباب على أجزاء من شمال ووسط المملكة والمرتفعات». أقدر القدرات الإخبارية لدى مصلحة الأرصاد، لكنها لم ترصد شيئا ! عكاظ