نظرة ثلاثية الأبعاد على أكثر المعالم الأثرية حضارةً في السعودية، هو ما يبحث عنه كثير من الزوار والسياح وأهالي الدرعية ومدينة الرياض في إجازتهم الأسبوعية، وحتى الأجانب الذين اكتظ بهم حي البجيري التاريخي غرب وادي حنيفة، "البجيري" اسم الحي الذي ولد فيه الشيخ محمد بن عبدالوهاب مجدد الدعوة الإسلامية قبل نحو 271 عاما، قبل أن يتفق مع الإمام محمد بن سعود جاره في حي طريف الذي يبعد عنه مسافةً لا تزيد على 80 مترا على توحيد الجزيرة العربية المترامية. الشابان اللذان تعهدا في حينها بنشر العقيدة الصحيحة والسليمة وإقامة العدل بين الناس بعيدا عن التطرف والتفريط، لم يعلما أنهما أسسا لانطلاقة الدولة السعودية الأولى في عام 1744م، وهو ما مهّد لقيام مجد تاريخي وإرث حضاري وثقافي امتد على طول الجزيرة العربية، مادفع الجهات المعنية للعودة لتحسين أحياء الانطلاقة التاريخية للسعودية. تنتشر المسطحات الخضراء في الحي محاطة بالنخيل مما يزيد من جمالها ويتيح متنفسا طبيعيا للزوار. يعد "البجيري" آخر الأحياء التي تم إنهاء جزء كبير من تطويرها، نظراً لمكانته المميزة الذي يقع غرب وادي حنيفة الممتد لنحو80كم، ومن حوله عشرات المزارع التي تحوي مئات الآلاف من النخيل، ما يجعل نسيم المزارع يطغى على لهيب الصحراء. الحي ذاته يحوي حديقة مدرجة من الصخور، وأخرى منبسطة، تتخلله سوق شعبية تم تصميمها بطريقة عصرية حديثة، اتفقت مع صور السوق في تاريخها القديم، حيث تحكي واقع الإرث الثقافي لمصدر أمجاد الجزيرة، كما أن حالها كحال معظم التجمعات الحضارية في المملكة، حيث تحتوي على عدد من الباعة، فهنا تجد سيدة تعرض ما تطهوه في منزلها مقابل دراهم معدودات، هذه السيدة لا تطلب كثيرا سوى أن لها عتبا على منظمي الحي لنسيانهم وضع أكشاك توزع على الباعة، لترتيب أماكن البيع ولتنظيمها أكثر. في ذاك الحي لن تحتاج إلى مزيد من التفكير في أي مكان تقف بسيارتك إذا علمت أن تحت تلك الحدائق والسوق الشعبية مواقف مخصصة للزوار، مفتوحة من عدة جهات وبمساحة ليست بالصغيرة. السوق احتوت على عدد كبير من المحال التجارية، فمرورا بالقرية الشعبية التي حدد المنظمون أماكن دخول العائلات والأفراد، كي لا يتم تجاوز خصوصية العائلات السعودية وعدد من المحال العالمية التي لم تفوت فرصة الوجود في رقعة من تلك السوق لعرض منتجاتها.