×
محافظة المنطقة الشرقية

«فيراري» يستعرض في مكسيكو سيتي

صورة الخبر

يحلق الشعراء في أفق سوق عكاظ الشاسع الفسيح، تتابعهم الجماهير الملهمة المعجبة بإبداعهم وهم يصنعون من الحروف أثوابا مطرزة جميلة، يصطف كل عام حول أماسي الشعراء ودواوينهم متذوقو الشعر الذين جاءوا ليسمعوا خلجاتهم المختلفة، فوهج القصيد يختلف وصوت الشاعر ولونه ومفرداته تختلف أمام جمهور عكاظ. الشاعر محمد يعقوب وصف تلك الحالة بقوله:"سوق عكاظ يمتلك مقومات نجاحه بذاته فهو يحمل حيزاً تاريخياً في ذاكرة كل شاعرٍ عربي، علينا فقط أن نفعّل هذه المقومات التاريخية إلى برامج وأنشطة تنمو وتتراكم وليست مجرّد برامج وأنشطة وقتية وموسمية تذهب أدراج الرياح بانتهاء فترة المهرجان". وأضاف إنّ الوقوف على منصة سوق عكاظ له هيبته الخاصة في قلب الشعراء العرب، والإلقاء من على هذه المنصة يحفر عميقاً في تجربة كل شاعرٍ عربي يمرّ من هنا من الطائف البهيّ ومن سوق عكاظ هذا الإرث الحضاري الذي نعتزّ به ونتوق لمعانقة سماواته عبر سنوات قادمة من الجمال والشعر والألق. محمد الخضري:ديوان العرب سيعود لموقعه المؤثر على الساحة الثقافية وتابع يعقوب قائلا:"ميّزت الكلمة العرب من البدء .. وكان الشعر ولا زال، مدوّنة العرب الكبرى التي يدونون عليها تاريخهم وخلجات أرواحهم، انتصاراتهم وأوجاعهم، ولقد كان سوق عكاظ إحدى المنصّات التي أنشد الشعر على غيماتها شعراء العرب الأول من مثل الأعشى وحسّان بن ثابت والخنساء وعمرو بن كلثوم وغيرهم، وكان قسّ بن ساعدة يلقي خطبه من على منصّة سوق عكاظ، وكان سوق عكاظ يحتضن العرب من كل مكان شعرياً ونقدياً، أدبياً وتجارياً.. كما أنه كان يمثل حركة حضارية ثرية، لذلك فإنّ فكرة إحياء سوق عكاظ من جديد هي فكرة حضارية بامتياز تتكئ على إرثٍ عميقٍ وتتطلع إلى آفاقٍ مستقبلية أرحب في ظلّ كل المتغيرات الحديثة، وهذا ما يجعل العمل أصعب والتحدّي أكبر". محمد يعقوب:الإلقاء من على هذه المنصة يحفر عميقاً في تجربة كل شاعرٍ عربي أما الشاعر محمد الخضري فيعتقد أن أوان الشعر قد أتى وأن الشعر سيعود لمكانه الطبيعي وموقعه المؤثر على الساحة الثقافية بعد أن ظُلم كثيراً بجعله شعر المناسبات والاحتفالات الرسمية فقط، مستعيدا فكرة إحياء السوق بالقول:"أذكر منذ وقت بعيد كان الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله- قد طرح فكرة إعادة إحياء سوق عكاظ في عصرنا الحديث.. وكان مما قاله رحمه الله إنه حان الوقت لبعث الثقافة ومنحها المزيد من الاهتمام والحضور الفاعل.. ربما قدر الله لم يسعف الأمير لتحقيق أمنيته". وتابع قائلا:"الآن أعيد لسوق عكاظ حضوره الفاعل على الساحة الثقافية، وإن كنت أرى أن سوق عكاظ الحالي بحاجة ماسة للتطوير والاحتفاء من قبل المثقفين ومن الجهات المعنية بالثقافة في بلادنا ومن وسائل الإعلام لإظهار هذا الحدث الثقافي العربي بل لعله يكون الحدث الثقافي الأكبر ليس على مستوى المملكة وشعرائها فحسب .. بل ليشمل العالم العربي على وجه العموم كما أرى انه ينبغي أن يصاحبه احتفالية ثقافية كبرى". وأبدى أمله بأن تتطور فكرة "سوق عكاظ" لتكون أكثر جذباً للمشاركة والإسهام فيها مع مراعاة متطلبات العصر الحديث وأن يكون في كل عام شاعر عربي مميز يكون ضيف المناسبة في ذلك العام، وأن يقام عدد من الفعاليات المختلفة ليكون سوق عكاظ ملتقى ثقافيا واجتماعيا وحضاريا، كما تمنى أن يفتح سوق عكاظ أبوابه للمواهب الإبداعية الشابة وتخصيص جوائز تقديرية للمميزين منهم وتبني مواهبهم كأن تقوم بعض دور النشر بطباعة ونشر نتاجهم الشعري على نفقة إحدى الجهات الثقافية بالمملكة. عبدالعزيز السراء: أجواء المهرجان تعطّرت أنفاسها بأريج الشعر وعبق النثر بدوره وصف المشرف العام بوزارة التعليم الشاعر عبدالعزيز بن إبراهيم السراء شرف دعوة الشاعر للمشاركة في منصات الشعر بهذه السوق التاريخية العظيمة والحالة التي تسيطر على الشعراء والتغيرات التي تعتريهم وهم بنفس المكان الذي وقف فيه جهابذة الشعر العربي عبر العصور عندما يدعى الشاعر لإلقاء قصيدة في مدرسة ابتدائية، فسيحرص على سهولة العبارة ووضوح المعنى وإن لم يرتق بالصورة الفنية. وقال:"وعندما يدعى الشاعر نفسه لأمسية في ناد أدبي أو جامعة أو لحفل يشرفه مسؤول كبير أو شخصية اعتبارية، فإنه بمقتضى الحال سيسعى لبذل الجهد كله للإجادة الفنية والتحليق معنى ومبنى، وهذا أمر طبيعي لا إرادي ولا تثريب فيه، فكيف به وهو يريد أن يلقي في مكان مازالت أصداء كلمات فحول العربية تتردد بأركانه، ومازالت قبة النابغة الحمراء ماثلة أمام عينيه، ومازالت آثار أقدام الشعراء وجماهيرهم ترسم تضاريس المكان، وهذا قس على منبره، وهذا زهير بحوليته، وهذا حسان بمدائحه، وهذه الخنساء بمرثيتها، وهذه الأجواء كلها معطرة أنفاسها بأريج الشعر وعبق النثر". فيما تقول الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي: منذ ثمانية أعوام حيث أشرقت شمس عكاظ العرب من جديد، وحتى آخر موسمٍ له كنت أتابع باهتمام هذا المهرجان الثقافي الكبير مشدودةً إلى رائحة الماضي البعيد لأكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمان حيث كانت العرب تجتمع كل عام، وعلى مدى شهر في هذا المكان عينه (شرق الطائف) مدينة الورد الشذي وصاحبة أنفس العطور في العالم. ساجدة الموسوي: أشرقت شمس الإبداع من جديد في مدينة الورد الشذي ورأت في سوق عكاظ الذي كان يجمعهم بالأمس كسوق لبضائعهم وقصائدهم وخطبهم ومفاخرهم، بأنه يعود من جديد ليحيي مفاخر دولة كانت وما تزال تمثل وجهاً حضارياً ودينياً لكل العرب والمسلمين وتابعت قائلة:"يعود عكاظ ليحيي الآداب والفنون والعلوم الإنسانية والتراث، ويفتح نافذة لمحبي الثقافة والتراث أن يفدوا ليرفدوا من معين الحاضر المعطر بشذى الماضي البعيد.. عكاظ الشعر لا تجد فيه اليوم القصائد معلقة على أي جدار بل معلقة على شغاف محبي الشعر وطالبيه باشتياق، عشرات الشعراء دوت قصائدهم بالحب والصدق والشغف بكل ما هو إنساني وقومي ووطني وبكل ما يشيع في النفس الأمل والسمو ودهشة الإبداع". وقالت الموسوي:"عكاظ المعرفة للعقول والكفاءات الثقافية التي تطرح على بساط الرؤية الحضارية ما يشغل الفكر العربي من هموم باتجاه صناعة المستقبل الأفضل والجيل الأوعى والبيت الآمن والجباه العالية.. عكاظ التراث الذي يعبر عن الهوية ويشد الأجيال المتتابعة لماضيها المجيد وقيمها الإنسانية الرفيعة، وما ألفته في حياتها البسيطة من أدوات صنعتها أنامل الأمهات وفنون وحرف الآباء. تراث له لغة أخرى لا تتأتى إلا من خلال ما ورثناه عبر السنين من الآباء والأجداد". وأضافت:"عكاظ المدرسة التي نتعلم من خلالها أن الأدب والفن له جوائز قيمة تعلي من قيمة الأدب والفن وتحفز على الإبداع بكل صوره.. عكاظ أيضاً يعلمنا أن الأدب والفن في بلادنا العربية لايزدهران دون رعاية أولي الأمر، فهما بستانان لا يطرحان ثمارهما دون سقي وعناية فائقة". وأشارت الموسوي إلى أن فكرة إحياء سوق عكاظ والتي انطلقت من رؤية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة، قد وجدت في قيادة المملكة الأذن الصاغية والعقول الواعية فتم سقيها بالموارد الكافية حتى أينعت وأعطت ثماراً عاماً بعد عام.