كميات المخدرات التي تَلِج البلاد وتعلن عنها الجهات الرسمية، وكمية الواردات من التبغ «التتن»، وعدد المتورطين «الخونة» في نقل المتسللين من الحد الجنوبي لأنحاء البلاد، وناقلو الحجاج المخالفين، ومسهِّلو عقود الباطن، وممرِّرو تقارير المشاريع المتعثرة، ومع هذا نقول سعوديلا تكلمني. آخر ظواهر راعي الشماغ الذي يقول «ومن راس خشمه» سعودي لا تكلمني تقدمه لنا صحيفة «سبق» الإلكترونية، من خلال تقرير نشرته يؤكد أن سبب تزايد حوادث المرور المميتة وكثرة السرقات والجرائم المروعة والاعتداءات هو تعاطي «الخمور»، المحاكم ومراكز الشرطة والهيئات تعج بآلاف القضايا المتعلقة بتهريب وصناعة وترويج وتعاطي الخمور، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كشفت خلال شهرين فقط فضيحة 50 مصنعاً للخمور جنوب الرياض وحدها بدلاً من مصانع اقتصادية ويقول سعودي لا تكلمني. طبعاً التقرير يقول إن «العرق» منتشر بين الطبقات الفقيرة والمتوسطة والغنية والزبائن سعوديون والعمالة وافدة، والبيع على قارعة الطريق، والمفجع في التقرير أن استهلاك «الذي يقول سعودي لا تكلمني» عالٍ بمعدل 15 قارورة يومياً و48 قارورة في الإجازات، ومدن «الرياض» و»جدة» و»أبها» الأعلى استهلاكاً، والعمالة التي توفر مشروب «العرق» المحلي، وتصنعه، وتبيعه بأسعار رخيصة بين 150 إلى 300 ريال للقارورة الواحدة، وهي سعة لتر «مياه معدنية»، حسب جودة الصنع. حشف وسوء كيل، وفي الأخير يقول سعودي لا تكلمني، فهل قرأنا جيداً مخاطر العمالة المتسللة ومخاطر الأحياء الشعبية وأوكار الاستراحات النائية؟ وهل فهمنا ما فوق وما تحت السطور؟ حفظ الله بلادنا من كل مكروه.