عُثر على الممثل الكوميدي العالمي روبن وليامز، أحد أكبر نجوم السينما والتلفزيون في الولايات المتحدة، متوفياً في منزله في شمال ولاية كاليفورنيا مؤخراً فيما يبدو أنه حادث انتحار. وقال مكتب رئيس شرطة مقاطعة مارين في بيان له (إنه يشتبه أن الممثل الكوميدي الحائز على جائزة أوسكار مات منتحراً عن طريق الاختناق إلا أن سبب الوفاة ما يزال قيد التحقيق). وأضاف البيان أن (المكتب تلقى مكالمة في منتصف النهار تقريباً بالتوقيت المحلي يوم الاثنين، الموافق 12 أغسطس، تفيد بأن وليامز (63 عاماً) فاقد للوعي ولا يتنفس في منزله بالقرب من تيبورون إلى الشمال من سان فرانسيسكو). وقالت مارا بوكسبوم الوكيلة الإعلامية للممثل الراحل في بيان لها إن (وليامز كان يعاني من اكتئاب حاد في الآونة الأخيرة). تأبين زوجته وقالت سوزان شنايدر زوجة وليامز في بيان لها: (هذا الصباح فقدت زوجي وأفضل صديق لي، فيما فقد العالم أحد أفضل فنانيه المحبوبين وإنساناً جميلاً.. قلبي مفطور، وبينما نتذكره، نأمل ألا نركز على وفاة روبن بقدر تركيزنا على اللحظات التي لا تُعد ولا تُحصى للبهجة والضحك التي منحها لنا). وخارج منزل وليامز وضع معجبوه وجيرانه أكاليل الزهور وتحدثوا عن الرجل الذي كان يركب دراجته ويجول في أرجاء المنطقة وهو يبتسم ويلوح دوماً للأطفال في الشارع. نشأة روبن روبن هو الابن المميز لمسؤول تنفيذي لإحدى شركات السيارات في ديترويت، حيث نشأ وحيداً وسميناً، ولعب مع نفسه مع 2000 لعبة من الجنود في غرفة فارغة بقصر في إحدى الضواحي. كانت طفولة السيد وليامز وهو صبي لا تكاد تناسب الصورة النمطية لشخص قُدِّر له أن ينمو ليصبح ممثلاً كوميدياً ذكياً. وعلى خشبة المسرح أدى الكثير من الأدوار المتنوعة التي تناولت المسائل السياسية والقضايا الاجتماعية والمسائل الثقافية على حد سواء، فضلاً عن روايات عن تعاطي المخدرات والكحول؛ وتعليقات نافذة حول العلاقات بين الجنسين؛ والارتجال مثل البرق على أي شيء قد يرميه به أحد أفراد الجمهور. كانت نكاته اللاذعة تصيب نجوم هوليوود والرؤساء والأمراء ورؤساء الوزراء والباباوات والمواطنين المجهولين من العالم، ولكنها لم تغضب أحداً منه. وُلد روبن وليامز في شيكاغو في 21 يوليو عام 1951، ونشأ في بلومفيلد هيلز في ولاية ميشيغان، ومقاطعة مارين. ودرس التمثيل في مدرسة جوليارد. رحل روبن بعد أن ترك وراءه ولداً (زاك) من زواجه بفاليري فيلاردي، وابنته (زيلدا) وابنه (كودي) من زواجه من مارشا غارسيس. صعود نجم روبن بدأ روبن التمثيل بالأدوار الهزلية في 1977، وسرعان ما صعد نجمه في عالم صناعة الترفيه. وكانت السيت كوم (مورك آند مايند) في 1978 هي بداية انطلاقته في الأفلام السينمائية والأعمال الكرتونية. بلغ السيد وليامز آفاقاً جديدةً في حياته السينمائية عام 1987 عن أدائه في فيلم باري ليفنسون (صباح الخير، فيتنام)، الذي لعب فيه دور أدريان كرونور، وهو مذيع براديو القوات المسلحة يعمل في سايغون في السبيعنيات من القرن العشرين، وهو الدور الذي دفع النقاد إلى ترشيح السيد وليامز للأوسكار لأول مرة. وترشح للجائزة مرة أخرى بعد عامين عن دوره في فيلم (جمعية الشعراء الموتى) من إخراج بيتر وير في عام 1989، والذي لعب فيه دور مدرس لغة إنجليزية في مدرسة داخلية في الخمسينيات من القرن العشرين حيث يلهم طلابه بتمزيق الكتب المدرسية واغتنام اليوم. وبالإضافة إلى دوره الذي حاز فيه على الأوسكار في فيلم Good Will Hunting الذي لعب فيه دور معالج يتحلى بروح الدعابة، تضمنت سيرته الذاتية أدواراً ككاتب جريمة خسيس في فيلم (الأرق) Insomnia في عام 2002 ، وتيدي روزفلت في (ليلة في المتحف) Night at the Museum، ودوايت أيزنهاور في دراما Lee Daniels’ The Butler. اعترف وليامز بتعاطيه الكوكايين إبّان فترتي السبعينيات والثمانينيات. وفي عام 2006، دخل مركز هازلدن في سبرنغبروك، أوريغون، للعلاج من الإدمان على الكحول. روبن يراجع حياته في عام 2009، خضع لعملية جراحية في القلب لاستبدال الصمام الأبهري في عيادة كليفلاند في ولاية أوهايو، وهو الحدث الذي قال عنه السيد وليامز إنه دفعه لمراجعة حياته. ودخل وليامز -الذي عانى في الماضي من الإدمان على الكحول- إلى مركز إعادة تأهيل في مينيسوتا في يوليو من العام الجاري، لمساعدته في الحفاظ على اتزانه النفسي بعد برنامج عمل شاق. وهز نبأ وفاة وليامز هوليوود ورثى زملاؤه خسارة فنان كان يعتبره الكثيرون ذا قلب كبير وأحد أكثر الكوميديين ابتكاراً في عصره. أوباما ينعي روبن وفي بيان، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن السيد وليامز، (قدم موهبة كبيرة بحرية وسخاء لأولئك الذين كانوا في أمسّ الحاجة إليها.. بدءاً من قواتنا المتمركزة في الخارج إلى المهمشين في شوارعنا).