لا أقصد بكلامي هذا تجريح أو تنقيص فئة معينة من المعلمين، بل أحكي واقعاً يعيشه أغلبنا، ونريد حلاً لهذه المشكلة، فالإصلاح يبدأ من إصلاح المصلحين. لا شك ولا ريب أن للعلم منزلة في قلوبنا، وهذا شيء أساسي في حياتنا، ومن الصعب العيش والتعايش دونه. لكن هنالك مشكلة لدينا في طرق توصيل ذلك العلم بطريقة سلسة وسهلة على طالب العلم بالعموم. أنا شخصياً وغيري كثير يجدون صعوبة ومشكلات في ذلك. أصحو في الصباح الباكر وأذهب إلى مدرستي «أدام الله عمر مبناها»، حاملاً معي حقيبتي الثقيلة جداً التي تشققت وتفطرت من كثرة الكتب والكراسات، لا أبالغ في ذلك.. أصل لمدرستي الحبيبة وأواجه الإذاعة -فلنقل «المتجددة»-، وتلك التمارين الصباحية المملوءة بالنوم والنعاس!. ومن ثم أدخل إلى الفصل ليأتي معلم «لا أعرف ماذا أسميه» ليبدأ حصته مكدساً علينا معلومات من العيار الثقيل، جامعاً درس خمس حصص في حصة واحدة، وبعد ذلك يلقي علينا واجبات كثيرة يعجز العقل عن تقبلها!، لا أبالغ في ذلك أيضاً، ولكن هذا ما نواجهه نحن الطلاب حقيقة.. يرن ذلك الجرس معلناً نهاية الحصة الخامسة، عفواً «الأولى»، مودعين ذلك المعلم بكل إنهاك وتعب. يأتي بعد ذلك معلم «مستعجل» ليشرح درسه في أقل من عشر دقائق، موجزاً معلومات كثيرة.. أسأله «رحم الله حالي»: لم أفهم تلك النقاط الفلانية.. هل من الممكن إيضاحها؟، غير أن الرد يأتي على اتصال هاتفي.. يخرج من الفصل تاركاً وراءه دماراً كبيراً!. بعد ذلك يأتي ذلك المعلم «النادر» ليشرح الدرس في فترة مناسبة لعقولنا، ويبسط شرحه كي نفهمه، ويبدأ بتلقي الأسئلة منا لمن أُشكل عليه شيءٌ، ويتأكد من أن جميع الطلاب قد فهموا الدرس، وقبل خروجه يعطينا واجباً منزلياً خفيفاً، ليثبّت تلك المعلومات بشكل عملي صحيح، ثم يخرج متمنين له حياة سعيدة.. كم «أتمنى» أن يكثر الله من أمثاله، ويستمر الحال على هذا النحو.