قصفت الطائرات التركية مجدداً أمس، مواقع حزب العمال الكردستاني في قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك شمال إقليم كردستان العراق، وذلك بعد مقتل عنصرين من الشرطة التركية في منطقة أضنة في هجوم جديد نسبته السلطات إلى التمرد الكردي، في وقت فتحت السلطات تحقيقات جنائية بحق قياديين في حزب الشعوب الديمقراطي، وهو الحزب الكردي الرئيسي في تركيا. وأطلقت أنقرة عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا وضد متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بعد سلسلة من الهجمات الدامية التي شهدتها تركيا. ولكن حتى الآن استهدفت الغارات الجوية التركية حزب العمال الكردستاني بشكل خاص الذي يعارض بشدة تنظيم داعش، ما أثار توترات في تركيا مع الأقلية الكردية. وأصبحت الهجمات على قوات الأمن والتي تلقى مسؤوليتها على الحزب المحظور حدثاً يومياً في تركيا، ما يثير المخاوف من عودة الأيام القاتمة لذروة التمرد الكردي الانفصالي في تسعينات القرن الماضي. وفي الهجوم الأخير هاجم مقاتلو حزب العمال الكردستاني مفوضية مدينة بوزانتي، فعمد عناصر الشرطة إلى الرد عليهم. وقتل اثنان منهم خلال تبادل إطلاق النار، بحسب وكالة الأناضول الإخبارية. ومنذ اندلاع موجة العنف الجديدة في 20 يوليو تموز، قتل 13 جندياً وشرطياً على الأقل، ثلاثة منهم في كمين استهدف الخميس قافلة عسكرية. وقتل عامل في شركة خطوط السكك الحديدية التركية وأصيب شخص آخر في هجوم بالأسلحة مساء الخميس شنه من يشتبه بأنهم عناصر من حزب العمال الكردستاني في منطقة ساريكاميس في إقليم كارس شرق تركيا، بحسب تقارير. وكان الرجلان يقومان بإصلاح أضرار تسبب بها انفجار قنبلة على الخط نسب إلى حزب العمال الكردستاني قبل ذلك بيوم. والخميس شنت نحو 30 طائرة تركية من طراز إف-16 موجة جديدة من الغارات ضد أهداف لحزب العمال الكردستاني شمال العراق، فيما أشار رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو إلى أن بلاده لا تعتزم وقف الهجوم. وأكد أوغلو أن العمليات ستستمر حتى يتم إلقاء السلاح وتغادر الجماعات المسلحة تركيا ويتوقف داعش عن كونه تهديداً في سوريا. كما انطلقت أولى الخطوات في عملية قانونية يبدو أنها ستكون طويلة ضد القوى السياسية الموالية للأكراد حيث أعلن الادعاء فتح تحقيقات بحق زعماء حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. ويتهم زعيم الحزب صلاح الدين دمرتاش بتحريض الناس على حمل الأسلحة خلال احتجاجات أكتوبر 2014 التي أدت إلى مقتل العشرات، بحسب وكالة الأناضول. من ناحية أخرى أعلن الادعاء التركي أمس فتح تحقيق بحق زعيمة الحزب الثانية فيجن يوكسيكداغ، حيث إن الحزب قسم زعامته بين رجل وامرأة، بالدعاية لجماعة إرهابية. ويقول الزعيمان الكرديان إن هدف الحكومة التركية هو معاقبتهما على النتيجة الجيدة التي حققها حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات التشريعية التي أجريت في السابع من يوليو، وحرمت حزب العدالة والتنمية الغالبية المطلقة. ونفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوة أمس الاتهامات بأن تركيا تساعد تنظيم داعش، متهما قوى سوداء بنشر دعاية إعلامية خاطئة حول بلاده. وخلال زيارة إلى اندونيسيا، قال أردوغان إن تركيا عانت من خسائر كبيرة في معركتها ضد الإرهابيين، إلا أنها مصممة على مواصلة القتال، في إشارة إلى العمليات العسكرية التي أطلقتها بلاده خلال الأيام القليلة الماضية. واتهم الحزب الكردي أنقرة بالتواطؤ مع تنظيم داعش، فيما اتهم حزب الشعب الديمقراطي التركي الموالي للأكراد أردوغان باستخدام الضربات الجوية ضد الإرهابيين غطاء لتحقيق هدفه الرئيسي بالقضاء على حزب العمال الكردستاني. ونقلت صحيفة حرييت وغيرها من وسائل الإعلام عن أردوغان قوله للصحفيين الذين رافقوه على متن طائرته أثناء توجهه في زيارة رسمية إلى اندونيسيا سننتظر لنرى ما إذا كان سيتم تشكيل ائتلاف. وأضاف أردوغان إذا لم يحدث ذلك علينا أن نعود إلى الإرادة الوطنية فوراً حتى يقرر الناس مرة أخرى، وسنخرج من الوضع الحالي.(وكالات)